ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
رسالة
الجلاء في ذكرى الجلاء بيان
من جماعة الإخوان المسلمين في
سورية أيها الإخوة المواطنون..
أبناء سورية الحرة الأبية.. تمرّ
بنا ذكرى الجلاء، والوطنُ في
الحال الذي تعيشون وتلمَسون:
عزلةٌ عربية، وجولانٌ محتلّ،
واختراقاتٌ إسرائيلية، وأقدامٌ
غريبةٌ تجوسُ خلالَ الديار،
وفصامٌ مفتعَلٌ على الساحة
اللبنانية، وأحرارٌ يملؤون
السجون، وسياساتُ تخويفٍ
وإذلالٍ تمارسُها الأجهزةُ
الأمنية، وفسادٌ مستشرٍ
يتغلغلُ في النظمِ
البيروقراطية والنفوسِ المريضة
والأيدي الملوثة، واستئثارٌ لا
حدودَ له بالثروة العامة
والفرصة الوطنية، وبطالةٌ
وفقرٌ وغلاء.. تسدّ على جيل
الشباب والشابات أفُقَ الأمل
والمستقبل. أيها الإخوة المواطنون.. من
حقكم بل من واجبكم أن تتوقّفوا
أمامَ هذا الواقع الأليم بكلّ
ما فيه: ماذا أبقى هؤلاء
المستأثرون بقرار الوطن وحاضره
ومستقبله من إرث الجلاء في يومه
الوطنيّ الأغرّ؟. لقد
كان الجلاءُ العظيمُ إنجازاً
وطنياً جماعياًً متقدماً،
صنعَه لنا الآباءُ والأجداد،
صنعَه الانتماءُ الوطنيّ بكلّ
تلافيف طيفه: العقائديّ
والسياسيّ والاجتماعيّ.. لم يكن
الجلاءُ إنجازاً سهلاً، ولم يكن
الطريقُ إليه ميسوراً. لقد
اقتضى الجلاءُ من آبائنا
وأجدادنا الكثيرَ من المعاناة
والتضحيات، كانت (ميسلونُ)
خطوتَه الأولى، وكانت الوحدةُ
الوطنيةُ قاعدتَه الصلبة، وكان
البذلُ والعطاءُ بكلّ ضروب
البذل والعطاء ضريبةَ الطريق
الذي طال قُرابةَ ربع قرنٍ حتى
تحقّقَ الحلمُ وأنجزَ الأمل. لقد
علمتنا رسالةُ الجلاء، ألا
نقارنَ بين مستعمرٍ ومستبدّ،
وعلمتنا أيضاً أن نرفضَ كلّ
أشكال الذِلّة والخضوع، وأن
نأبى لوطننا إلا أن يكونَ
عزيزاً كريماً، في مقدمة الركب
الحضاريّ والإنسانيّ. أيها الإخوة المواطنون.. من
حقنا في يوم الجلاء العظيم أن
نتساءل: لماذا نحن هنا؟. لماذا
يُفرَضُ على شعبنا هذا الضياع؟!.
لماذا يُسامُ الذلّ والتجويعَ
والإفقار؟!. من حقنا أن نتساءلَ
عن مصير عشرات الآلاف من
إخواننا وأبنائنا، إلى متى
يُحرَمون من حقهم في قبرٍ يضمّ
أجداثهم الطاهرة، ومن كلمة
وداعٍ تَقرّ بها أرواحُهم في
علّيين وقلوبُ المكلومين من
آباءٍ وأمهاتٍ وأولادٍ وبنات؟!
من حقنا أن نتساءل: إلى متى
تقبعُ في سجون الظلمِ حرائرُ
الوطن وأحرارُه، من رجال الفكر
القابضين على جمر الجلاء
العظيم؟. أيها الإخوة المواطنون.. رسالةُ
الجلاء إلينا جميعاً في هذا
اليوم الوطنيّ الأغرّ: أننا
جميعاً الأوْلى بالجواب،
والأقدرُ عليه!!.
رسالةُ الجلاء إلينا جميعاً:
أنْ سيروا على الطريق التي سار
عليها آباؤكم وأجدادُكم،
الطريق الطويل تقطعونه
متعاونين، بالهمة والعزيمة
والإرادة والتصميم.. وكلّ
ذكرى للجلاء وسوريةُ وطناً
وإنساناً.. في عزةٍ ومجدٍ وسؤدد. 17
نيسان (أبريل) 2008 جماعة الإخوان المسلمين في
سورية
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |