ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأحد 17/08/2008


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مواقف

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


بسم الله الرحمن الرحيم

بيان مجلس شورى جماعة الإخوان المسلمين في سورية

في ختام دورته العادية الثالثة

أيها الإخوة أبناء سورية الحرة الأبية..

في ظلّ واقع دوليّ وإقليميّ شديد التداخل والتعقيد، وواقع داخليّ سوريّ بالغ الحساسية، تسوده إجراءاتٌ قمعية قاسية، تطالُ الأحرارَ من رجال سورية على اختلاف توجهاتهم؛ انعقدت الدورة الثالثة لمجلس شورى جماعة الإخوان المسلمين في سورية، تدارس المجلس خلالها ملامحَ المتغيرات والمستجدات، وراجع أداءَ القيادة وبرامجَ عملها التنفيذية، وقام بدوره في التقويم والتسديد ورسم آفاق السياسات المستقبلية..

أيها الإخوة أبناء سورية الحرة الأبية..

يا أبناء جماعة الإخوان المسلمين في كل بلاد العرب والمسلمين..

نعمّم النداءَ خارجَ إطار جماعتنا وقطرنا، لنؤكدَ أن المحنة التي تلفّ المجتمع السوريّ بشكلٍ عام، وإخوانكم في جماعة الإخوان المسلمين بشكل خاص؛ ليست محنة قطرية، ولا هي شأناً سورياً داخليا، إنما هي محنة إنسانية، ذات أسباب وأبعاد دولية استراتيجية، وهي جزء من محنة الأمة، مما يدور في فلسطين والعراق ولبنان وأفغانستان.. فعمر محنة شعبنا يمتدّ منذ الثامن من آذار 1963، حيث أُخرج شعبنا، وهو أول صانع لاستقلاله الناجز، وأول محقق لأول تجربة وحدوية عربية.. أُخرج هذا الشعب من التاريخ، ومن صنع القرار الوطنيّ، ومن صنع القرار العربيّ، ليوضَعَ تحت نير الأحكام العرفية، وقانون الطوارئ، والمادة الثامنة من الدستور (العرفي)، التي تفرضُ حزبَ البعث العربي الاشتراكي قائداً للدولة والمجتمع، مما يعني حظر العمل السياسي والنشاط الاجتماعي على المواطنين، وجعلهما حكراً على هذا الحزب الذي أفرغ من قياداته التاريخية، وجُعِلَ واجهة لحكم أسريّ تتحكم فيه مجموعة من المتسلّطين..

لطالما نادى حكامُ (إسرائيل) بكلام عبريّ صريح، بضرورة المحافظة على نظام بشار الأسد. كلامٌ كان يؤلمنا أنّ الكثيرَ من بني قومنا لا يتوقفُ عنده، ولا يفكرُ في متابعته، وها هو الآن يأخذ مداه، ويبلغ أثره، متجلياً في اتصالات ومفاوضات (إسرائيلية – سورية) سرية وعلنية، مباشرة وغير مباشرة، وإصرار من قوى الهيمنة العالمية على تكريس حالة الاستبداد والقمع في سورية، وتجاهل حقوق شعبنا في التمتع بأبسط ما تقرره المواثيق الدولية في ميدان حقوق الإنسان.

وفي هذا الإطار (إطار المفاوضات السورية – الإسرائيلية)، نؤكد أننا مع حق شعبنا في استعادة أرضه المحتلة، بكلّ السبل المشروعة، لكننا نرفضُ في الوقت نفسه التنازلَ عن أيّ حق من حقوقه في السيادة الكاملة على كلّ ذرة من ترابنا الوطني، أو عن أيّ قطرة ماء من مياهنا، ومحاولات فرض أيّ شكلٍ من أشكال العلاقات السياسية أو الدبلوماسية أو الثقافية أو الاجتماعية على شعبنا. إنّ نظاماً فاقداً للشرعية، غيرَ منتخَبٍ بطريقة دستوريةٍ سليمة، غيرُ مؤهل للتفاوض باسم شعبه، والبتّ في قضاياه المصيرية.

ونعلنُ تمسّكنا بمشروعنا الوطنيّ واستقلاليته، فقد أكدنا منذ أن لاحت سُحُبُ المشروعات الدولية في أفق المنطقة، ومن خلال ميثاق الشرف الوطني، الذي أعلناه في الثالث من أيار (مايو) 2001، مواقفنا الوطنية النابعة من عقيدتنا وثوابتنا، واستقلالية مشروعنا الوطني حيال أيّ تهديد. وها نحن اليوم نؤكد أننا - كما كنا دائماً - ماضون مع كلّ القوى الوطنية، في طريقنا للتغيير الوطني المنشود، وبقوى شعبنا الذاتية، ماضون إلى بناء سورية، دولةً مدنية حديثة لجميع أبنائها. وإنّ تذبذبَ المواقف الدولية، وانفضاحَ المخططات الاستراتيجية بأبعادها المتعددة، في إطار صراع الحضارات والثقافات؛ لن يوهنَ من عزيمتنا، لأننا لم نكن قطّ نعوّلُ على هذه المواقف، أو نرتكزُ على هذه المخططات، أو نركنُ إليها.

ونؤكدُ تمسّكنا بخيارنا الإسلاميّ الوسطيّ المعتدل، فمن حقنا بل من واجبنا - في هذا السياق - أن نعلنَ تمسّكنا بخيارنا الإسلاميّ الوسطيّ المعتدل، الذي رادَ للعالم وللإنسانية قيمَ الحرية والعدل والمساواة، ووضع الأسسَ العملية لقبول الآخر، والاعتراف به وحمايته، والذي ندّد بإكراه الناس على عقائد وأفكار لا يقبلون بها، وجعل الرحمة السابغة غاية مشروعه (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين)، للعالمين كلهم، وليس للعرب وحدهم، ولا للمسلمين وحدهم. ويؤلمنا أن نرصدَ في عالمنا العربيّ والإسلاميّ، في ظلّ الواقع الدوليّ والهجمة العالمية، بأبعادها الحضارية والثقافية والسياسية والعسكرية؛ انكفاءَ مفهوم الأمة، ببُعدَيْه العربيّ والإسلاميّ، انكفاءَه الرسميّ والشعبيّ أيضاً!. وإذا كنا نحمّل النظام السوريّ القسط الأكبرَ من المسؤولية عن حجب سورية عن محيطها العربيّ، فإنّ للسياسيات القطرية المقابلة، الرسمية والشعبية، دورَها في ذلك أيضا.

ونؤكد على انتماء سورية العربيّ، وأنّ مصالحَها الاستراتيجية والقومية هي جزء أصيلٌ من مصالح الأمة العربية، وأنّ الأولوية دائماً في بناء الموقف الاستراتيجيّ، إنما هي للعلاقات العربية، التي ينبغي أن تقومَ على أساس أنّ الأخوّة العربية والانتماءَ الواحد، إنما هو حقيقة واقعة، لا تغيّبها الحدودُ المصطنعة، ولا السياساتُ المفروضة من قبل الآخرين. ولا بدّ أن نؤكدَ - في هذا السياق - أن انتماءنا العربيّ لا يعني - بحالٍ من الأحوال - الانتقاصَ من حقوق الأقليات القومية، في التعبير عن خصوصياتها بكلّ أبعادها: الحضارية، والثقافية، والاجتماعية.. في إطار وحدة الوطن، ودولة المواطنة التي يتساوى فيها الجميعُ في الحقوق والواجبات.

وفي السياق نفسه ، نؤكدُ من عمق المحنة، حقوقَ أبناء شعبنا في الداخل والخارج، على أهليهم وأشقائهم في الأقطار العربية كافة. ونشكرُ كلّ الذين آووا ونصروا وساندوا شعبنا في محنته، من الإخوة الأشقاء، حكومات ومنظمات وأفراداً، مؤكدين أن شعبنا الوفيّ لن ينسى أياديهم البيضاء.

سنظلّ بدورنا نناصرُ حقاً فلسطينياً مقاوماً، وموقفاً فلسطينياً موحّداً، يضعُ مصلحة الشعب الفلسطيني في الاعتبار الأول، ويضعُ القضية الفلسطينية في أفقها العربي والإسلامي. ونتضامنُ مع أشقائنا الفلسطنيين الرازحين تحت الاحتلال والحصار، ومع اللاجئين في المهاجر والمخيمات، ومع العالقين على الحدود السورية العراقية، الذين نحمّلُ النظامَ السوريّ مسئولية استمرار معاناتهم.

وندافعُ عن لبنانَ حراً مستقلاً ذا سيادة، في ظلّ علاقة سورية – لبنانية، تقومُ على الأخوّة المتسامية، لنعيدَ إلى أهلنا في لبنان ثقة أفقدتهم إياها آلياتُ الاستبداد والفساد. ونؤكدُ على ضرورة أن يسودَ الوئامُ والتفاهمُ الشعبَ اللبنانيّ بكلّ مكوناته. كما نؤكدُ دعمنا الدائمَ لقوى المقاومة في كلّ مكان، لتحرير الأرض المحتلة من العدو الغاصب، ولا نقبل في الوقت نفسه أن يُوجّه السلاحُ إلى شركاء الوطن، أو أن تقترنَ المقاومة بالاستعلاء، والتجاوز على حقوق الآخرين. ونتضامنُ مع جميع المعتقلين والمفقودين في السجون السورية، من السوريين واللبنانيين والأردنيين والفلسطينيين.. ونطالبُ بالإفراج عنهم جميعاً، والكشفِ عن مصير المفقودين منهم.

ونتمسّكُ بالعراق دولة عربية حرة مستقلة ذات سيادة، وبالعراق الموحد أرضاً وإنساناً وكياناً. ونتطلعُ إلى أن تسودَ أجواءُ الحوار بين أبنائه، ونعتبرُ خروجَ المحتلّ، المدخلَ الأولَ لاستقلال القرار الوطنيّ، ونحذرُ من تدخل الدول القريبة والبعيدة في الشأن العراقيّ والقرار العراقيّ.

ونتضامنُ مع أهلنا في السودان، وندينُ المؤامرة عليه، التي ما انقطعت حلقاتها منذ عقود، وندعو إلى الوحدة والإخاء والتآزر، والتضامن الوطنيّ بين أبنائه، وإلى كفّ جميع الأيدي الخارجية عن التدخل في الشأن السوداني. لقد أبرز توجيه الاتهام إلى الرئيس البشير الازدواجية  في معايير العدالة الدولية، واستخدام مؤسسات الأمم المتحدة أداة لتنفيذ المخططات العدوانية.

أيها الإخوة المواطنون.. أبناء سورية الحرة الأبية:

لقد توقفَ مجلس الشورى عند التحالفات التي عقدتها الجماعة، في إطارَيْ (إعلان دمشق) و(جبهة الخلاص الوطني)، وقوّمَ التجربة التحالفية بكل أبعادها وثمراتها. وأكد في هذا الإطار على الحقائق التالية:

-   إن الحوارَ الوطنيّ بكل آفاقه، والذي حُرمَ منه شعبنا طويلاً، مطلوبٌ لذاته، كمحاولة أولية لنتعوّدَ على الجلوس معاً والتحاور، وتفهّم وجهات النظر الأخرى.

-   كما أن الممارسة السياسية الديمقراطية، من خلال تجمعات متباينة في خلفياتها أو في أنماط تفكيرها وسلوكها، هي طريقٌ لا بدّ منها لبناء المجتمع الديموقراطيّ، إنها محاولة لإثبات استعداد مواطنينا لقبول الآخر، والجلوس معه، والاستماع إليه.

-   إن واقعَ شعبنا وما يعانيه، وحجمَ الانهيار الذي أصاب حياتنا العامة.. كل ذلك يجعلُ مجلسَ الشورى ينظرُ بإيجابية بالغة، لجميع أشكال الحوار الوطني، ويؤيّدُ جميعَ التحالفات التي تحقق مصالحَ شعبنا وأمتنا، في الأطر الوطنية المعلنة للتحالفات.

-   إن مجلسَ الشورى وهو يؤكدُ المكانة الأصيلة للجماعة في بنية إعلان دمشق، ليعلنُ تضامنه مع الأحرار من رجاله ونسائه، ويطالبُ بالإفراج الفوريّ عنهم، وعن جميع المعتقلين في السجون السورية، من عربٍ وكردٍ، على اختلاف انتماءاتهم وتوجّهاتهم..

-   إنّ مجلسَ الشورى يؤكدُ على قيادة الجماعة، أن تضعَ البرامجَ والخطط، لتفعيل الأطر التحالفية في الداخل والخارج، في إعلان دمشق، وجبهة الخلاص الوطني، وتوسيع دائرتها، لتكونَ أكثرَ استيعاباً ونشاطاً وحيوية.

أيها الإخوة المواطنون.. يا أبناءَ سورية الحرة الأبية..

لعلكم تتساءلون معنا: متى نصر الله؟. قولوها معنا بثقة المؤمن: (ألا إن نصرَ الله قريب). ونصرُ الله يصنعُه الجهدُ الإيجابيّ - مهما بدا صغيراً - يتقدّمُ به كلّ فردٍ منكم. نصرُ الله تصنعُه بسمة ثقة وأمل، ترتسمُ على المُحيّا، وكلمة طيبة نتبادلها بيننا، ويدٌ حانية تمتدّ سراً أو جهراً، لتلمسَ جرحاً وطنياً هنا، أو لتخففَ معاناة إنسانية هناك. لنعملْ معاً، يداً واحدةً، لبناء سورية دولة حديثة لجميع أبنائها.. لنتضامنْ جميعاً مع عشرات الألوف من المفقودين والمعتقلين والمشرّدين.. لنتضامنْ بقوة لإسقاط المادة الثامنة من الدستور، وإسقاط القانون رقم (49/1980) الذي يحكمُ بالإعدام على كلّ من ينتمي إلى جماعة الإخوان المسلمين.

لقد أدمى العدوانُ على المصحف الشريف في سجن (صيدنايا) قلوبَ أمة الإسلام. وأكدَ النظامُ بما ارتكب من مجزرة في حقّ الأبرياء هناك، أنه هوَ هوَ، لم يتغير شيءٌ في النهج ولا في الأسلوب، وإنها لجريمة أكبرُ من الاستنكار، وأفظعُ من الإدانة.

أيها الإخوة المواطنون.. يا أبناءَ سورية جميعاً..

لم تكن معركتنا قط على سلطة أو منصب، إنها معركة على الحرية، وعلى الحق في الحياة الكريمة، وعلى الحق في مشاركة أبناء الوطن في القرار الوطني، حقنا جميعاً أن نعيشَ في أمن من الجوع والخوف. فلننزع عن شعبنا (لباس الخوف والجوع).

نداؤنا إلى كلّ محبّي الحرية والخير والسلام في العالم.. وإلى أهلنا وعشيرتنا وأشقائنا من العرب والمسلمين، وإلى الشعب السوريّ بكل أبنائه وفئاته، لنكونَ معاً في الدفاع عن وجود شعبٍ كان له - وما يزال - إسهامُه في الحضارة الإنسانية، ودورُه الرائد في البناء العربيّ الإسلاميّ. فشعبنا في ظلّ هذا النظام مهدّدٌ في وجوده الإنساني والحضاري والثقافي، مهدّدٌ في عقيدته وقيَمه وأمنه ومستقبل أجياله..

وإنه لعهدٌ نقطعُه مع أبناء شعبنا وأمتنا، أن نظلّ الأوفياءَ لمبادئنا وقضيتنا، حتى يأتيَ نصرُ الله.. (ألا إنّ نصرَ الله قريب). والله أكبر ولله الحمد.

16 آب (أغسطس) 2008

مجلس الشورى لجماعة الإخوان المسلمين في سورية

 

 

أعلى الصفحةالسابق

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ