ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
بسم
الله الرحمن الرحيم الحشود
السورية على الحدود اللبنانية وانعكاساتها
السلبية بيان
من مركز الشرق العربي أيها
الأخوة المواطنون لم
تكد الحكومة اللبنانية تحتوي
الأزمة أو الفتنة الطائفية التي
نشبت بين
أبناء طرابلس وتسببت بمقتل
العشرات وتهجير المئات، وإشاعة
أجواء من الخوف والفوضى في
الشمال اللبناني ، حتى فوجئ
الرأي العام العربي بتصريح
للرئيس السوري بشار الأسد يعلن
فيه (بأن شمال لبنان قد أصبح
قاعدة للتطرف، وأن هذا يشكل
خطراً على سورية!!) ثم
تبع ذلك مباشرة منذ 20 أيلول
المنصرم انتشار كثيف لوحدات
عسكرية سورية على الحدود
السورية اللبنانية، قيل يومها
إن أعداد هؤلاء الجنود قد بلغ
عشرة آلاف جندياً!! ومرة
أخرى تمتد الحشود السورية على
الحدود اللبنانية هذه الأيام وتعمد
إلى حفر خنادق وتحديد نقاط
تمركز مما يشير إلى نية الإقامة
طويلة الأمد على حدود بين قطرين
شقيقين ؛ لا نظن أن حفظ الأمن
بينهما يحتاج إلى أكثر من مركز
للشرطة المدنية و مفرزة من رجال
الجمارك لمنع ما يسمى التهريب. أيها
الأخوة المواطنون.. بقلق
بالغ ينظر أبناء شعبنا إلى
دلالات هذه الحشود وإلى
انعكاساتها السلبية على قطرنا
وعلى علاقتنا المستقبلية
بأشقائنا في لبنان، لبنان
الدولة و الوطن والإنسان. إننا
، أبناء سورية ، نؤكد في هذا
السياق تمسكنا أبدا بعلاقة
الأخوة التي تربطنا بلبنان
الدولة والوطن، الأخوة
الحقيقية التي تحمل كل معاني
الاحترام والاعتراف بالسيادة
في إطار من الحميمية الخاصة
التي يصنعها الانتماء المشترك
وتصنعها الثقافة والتاريخ
والجغرافيا والتي لا يستطيع أحد
أن يتجاوزها و إن بغى عليها في
بعض الأحوال. إن
هذه الحشود العسكرية تضع الجندي
السوري في غير موضعه، وتصرف
البوصلة الوطنية إلى غير قبلتها
، فنحن في سورية لدينا عدو واحد
يهدد وجودنا بترسانة أسلحته
وطائراته التي تخترق سماء
بلادنا كلما حلا لها، عدو
يخترقنا عملاؤه كلما أرادوا أن
ينفذوا عملية في حي من أحياء
عاصمتنا، عدو واحد وجبهة واحدة
نحشد عليها جنودنا ، وأي تحول أو
تحويل في العقيدة العسكرية
لجيشنا هي
خروج مراوغ
على ثوابتنا الوطنية سيعود
علينا وطنيا وقوميا بما لايقدر
المراوغون مداه. إن
علاقة الأخوة
التي تربط قطرينا تفرض
علينا في سورية بشكل خاص
مسؤوليات دون أن تمنحنا حقوق
وصاية طالما أساء البعض
استخدامها حتى أوصلت العلاقة
بين الشقيقين إلى المأزق الذي
هي فيه . إن
العقلية الأمنية ما
بكل ما تملك من سلطة وسطوة لا
تشكل مخرجاً للأزمة التي تعيشها
العلاقة والمنطقة أجمع، والتي
تجد في العلاقة السورية
اللبنانية إحدى بؤر تفجرها. إن
منطقتنا لفي غنى عن أي تفجير ولو
بدا لأصحابه يسيراً لأن أحداً
لا يدري أي شرارة يمكن
أن تلعب دور الصاعق الذي يؤدي
إلى الانفجار الكبير. أيها
الأخوة المواطنون.. لقد
غدا من الخطر بمكان الاختباء في
مثل هذه الظروف الحرجة وراء
مصطلحات التطرف والأصولية
والإرهاب المصطلحات
التي تعفنت على أفواه أصحابها،
فما أيسر أن
يتبادل الناس الاتهامات أو أن
يتراشقوا بسيء الأوصاف التي
يمكن أن توظف بحق أو بباطل في
معادلات الهيمنة الدولية
فتستثمر ضد سورية وضد لبنان . 9/شوال/1429
- 8/10/2008 مركز
الشرق العربي
زهير سالم
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |