ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

السبت  22/11/2008


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مواقف

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


بسم الله الرحمن الرحيم

كتاب مفتوح

إلى وفد النُّصرة في دمشق

في الملتقى العربي الدولي لحق العودة..

السادة والسيدات الأفاضل من رجالات الأمة والعالم.. المناصرين لحق الإخوة الفلسطينيين في العودة إلى ديارهم..

أهلاً بكم في دمشق، نرحب بكم في سورية، وطن الحضارة والمجد، نرحب بكم في عاصمة الأمويين، وقاعدة انطلاق جيوش الفتح، فطبتم وطاب مسعاكم في نصرة فلسطين، والدفاع عن حق أبنائها في العودة إليها.

نرحب بكم، ونضمّ صوتنا إلى صوتكم القوي الهادر، في التمسك بفلسطين أرضاً لأهلها، وفي التمسك بحق أبنائها، كل أبنائها في العودة إليها، حق لا يسقطه تقادم، ولا ينتقص منه امتداد الزمان، ولا يقبل أن يكون مادةً لمساومةٍ مهما امتد الزمان .

السادة والسيدات الأفاضل.. وفد النصرة في دمشق الأبية.. أيها الآباء والأمهات، أيها الإخوة والأخوات.. على اختلاف الانتماءات والجنسيات والثقافات..

 باسم عشرات الألوف من المستضعفين والمشردين من أبناء سورية، عشرات الألوف من الرجال والنساء والأطفال، المبعدين قسراً عن وطنهم ، والمحرومين من حق العودة إليه.. باسم هؤلاء، نلفت نظركم إلى ثلاثة أجيال من أبناء سورية، مازالوا منذ ثلاثة عقود، محرومين من حق العيش في وطنهم، أو العودة إليه.. ثلاثة أجيال من المواطنين السوريين، لم يعترف لهم النظام العالمي بلقب (لاجئ)!! وهم منتشرون في قارات العالم الخمس، يعانون كلّ ما يعانيه المشردون واللاجئون، ومهدّدون بكل ما يتهدّد هؤلاء، من قسوة واقع عالميّ، يسوده البؤس، ويُرفَضُ فيه الغرباء.

السادة والسيدات الأفاضل.. وفد النصرة لحق العودة..

منذ ما يقارب من ثلاثين عاماً، وهو زمن يضارع نصف عمر نكبة أهلنا في فلسطين، ونصف عمر لجوئهم وتشرّدهم، شرّد إرهابُ السلطة في سورية، بقسوة عمياء، الألوفَ من أبناء وطننا على خلفية أحداث انقضت، ولم يشأ من بيده الأمر - حتى اليوم - أن يعفّيَ على آثارها، وأن يعالج جراحها.

عشرات الألوف من المواطنين السوريين، غُيّبوا في أعماق الزنازين، فانقطعت فيها أخبارهم، ومازالت  قلوب الأمهات والزوجات والأخوات والبنات، تتعلّق بالأمل، وتتساءل: أفي الأحياء هم أم في الأموات؟. وربما يكون لديكم بعض العون على الجواب.

وعشرات الألوف من أمثالهم، شرّدهم سيفُ الإرهاب وسوطه، فخرجوا أو أخرِجوا من ديارهم، على كُرهٍ منهم، ليعيشوا حياة اللجوء والاغتراب والتشرد والهجرة منذ ثلاثة عقود؛ محرومين من أبسط الحقوق الإنسانية والمدنية، يشملهم قانون الحرمان الجائر، مع ثلاثة أجيال من الرجال والنساء والأبناء والأحفاد.. حيث يلاحقون جميعاً بلوائح من المطالبات الاستخبارية، تجرّمهم بما لم يقترفوا، وتنسبُ إليهم ما لم يفعلوا، وتأخذُ الزوجةَ (بجرم زوجها المزعوم) ، وتحاسبُ الابنَ أو الحفيد، على ما نُسِبَ إلى أبيه أو جده.

السادة والسيدات الأفاضل.. وفد النصرة لحق العودة..

لقد كان القانون رقم (49/1980) الذي يحكم بالإعدام على أبناء جماعة الإخوان المسلمين، والذي نفذ بأثر رجعيّ منذ الثمانينات، على خيرة الخيرة من أبناء المجتمع السوري، كان سيفاً آخر من السيوف التي مازالت مسلطةً على رقاب أبناء المجتمع المقيمين والمهجّرين، هذا القانون الذي مازال معمولاً به حتى الآن، بل أصبح يشملُ بعد ثلاثة عقود، الأبناءَ والأحفادَ والأنصارَ والمقاربين.. ما يزال هذا القانون بالمرصاد، لكلّ مهجّرٍ يفكر - هو أو أحد من ذويه - بالعودة إلى وطنه، أو تُلجِئُه ظروفُ الهجرة بكل قسوتها، أن يرى في العقوبة تحت طائلة هذا القانون فرجاً ومخرجاً من بعض ما يعانيه.

السادة والسيدات الأفاضل.. وفد النصرة لحق العودة..

وفي ديار الغربة، بكل ما فيها من قسوة ومعاناة، تمتدّ الأذرعُ السلطويةُ في مسعى مريب، لإقلاق المهاجرين حيث يعيشون، والتحريض عليهم، بإلصاق التهم بهم، أو اختراعها لهم، أو التضييق عليهم في سبل عيشهم، أو مصادرة مقعدٍ دراسيّ حظيَ به فتىً من أبنائهم، نشأ في دار الغربة، لا يعرف عن وطنه إلا انتماءً يسبّبُ له المزيدَ من الضنك والقسوة والعذاب..

السادة والسيدات الأفاضل.. وفد النصرة لحق العودة..

مع كل هذه المعاناة بأبعادها الإنسانية والمادية، لم يُعرَفْ عن هؤلاء المهجّرين والمشرّدين والمطارَدين خلال ثلاثين عاماً، إلاّ الوفاءُ لوطنهم، والالتزامُ بقضاياه، والرفضُ القاطعُ لكلّ المساومات التي تعرفون عنها وعن أصحابها ما تعرفون.

فهم أبداً مع قضايا أمتهم العربية الإسلامية الكبرى، لا يغيّرون ولا يبدّلون، ويدفعون ثمن هذه المواقف بقلوبٍ راضية، ونفوس مطمئنة.

وهم دائماً مع قضايا وطنهم، يرفضون أيّ عدوانٍ عليه، أو إرادةَ سوءٍ به، أو أيّ شكلٍ من أشكال الاستقواء عليه، أو على الذين تسبّبوا - ومازالوا يتسبّبون - في محنتهم وعذاباتهم. وهم مع عمق الجراح، يعلمون كيف يتسامَوْنَ عليها، وكيف يقدّمون دائماً مصالحَ وطنهم العليا على مصالحهم.

يرددون من أعماق المحنة: يا ليت قومنا يعلمون أيّ انعكاساتٍ سلبية يمكن أن يكونَ لسياسات العناد والإصرار على حرمان الناس من حقوقهم الطبيعة في الشمس والهواء..؟! أيّ انعكاس على المواطن الممتحن في حقوقه الأولية الطبيعية؟! وأيّ انعكاس على أهله وذويه؟! وعلى الوحدة الوطنية في بلدٍ مهدّد، أولُ ما يحتاج إليه رصّ الصف ووحدة الكلمة؟!

السادة والسيدات الأفاضل.. وفد النصرة لحق العودة..

في أكثر من موطن في القرآن الكريم، اقترنَ الإخراجُ من الديار بقتل النفس، لأنّ كليهما قتلٌ بمعنىً ما. حقيقةٌ ينتظرُ منكم من يعيشُها، أن تتوقفوا عند أبعادها وانعكاساتها؛ إنّ المعاناةَ هي المعاناة، وإنّ الإنسانَ هو الإنسان، سواء كان ابنَ حيفا ويافا والقدس، أو ابن حماة وحلب ودمشق؛ وإنّ الظلمَ طعمُه كريهٌ ومرتعُه وخيم.

عندما تلتقون في دمشق العربية المسلمة، لتؤكّدوا تمسككم بحق العودة لأهلنا من أبناء فلسطين.. ضُمّوا أصواتنا من أعماق المهاجر إلى صوتكم، في أنّ حقّ العودة لا يسقطُ بالتقادم، ولا يقبلُ المساومةَ أو المداورةَ أو الانتقاص. وتذكّروا أيضاً أننا - شأن إخواننا من أبناء فلسطين - مازلنا منذ ثلاثين عاماً نحتفظ بمفاتيح البيوت، وبأشواق لا تزيدها الغربة إلا ضراما.

وجه آخر للمأساة  نضع أوراقه بين أيديكم، عنوانه قولُ الشاعر:

وظلم ذوي القربى أشد مضاضة      على المرء من وقع الحسام المهند

-----------  

جماعة الإخوان المسلمين في سورية

لندن في 22 تشرين الثاني (نوفمبر) 2008

 


تعليقات القراء

 

لن تجدي هذه الدعوات مع فرقة الحشاشين هذه الذين يستعملون الشباب المسلم السني حطب في معركه هدفها تغيير الوجه السني للمنطقه  فكيف سيسمحوا لأفاضل الرجال من سوريه أي شباب الأخوان المسلمين بالعوده لممارسة دورهم الطليعي في إعادة الأخلاق للمجتمع السوري التي فقدها بعد خروجهم من المجتمع السوري انا أقول هذا الكلام وأنا رجل ليبرالي لا أنتمي لجماعة الأخوان ولكن هذه كلمة حق يجب أن تقال

ليبرالي مهاجر أيضا

 

 

أعلى الصفحةالسابق

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ