ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
بسم
الله الرحمن الرحيم رابطة
علماء سورية المستقلة تناشد
الأمة ومسؤوليها وتنادي: الثبات
الثبات ـ أيها المجاهدون ـ يا
قرة عيون العرب والمسلمين الصبر
الصبر يا شعبنا الحر الأبي في
غزة المحاصرة الصامدة الحمد
لله القائل :[ وَللهِ العِزَّةُ
وَلِرَسُولِهِ
وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ
المُنَافِقِينَ لَا
يَعْلَمُونَ]. والصلاة والسلام
على سيدنا محمد صلى الله عليه
وسلم ، القائل : ما ترك قوم
الجهاد إلا ذلوا» . هذا هو
اليوم الثاني الذي تقوم فيه
إسرائيل بشن غاراتها الوحشية
على غزة الباسلة، حيث راح
ضحيتها ـ حتى الآن ـ أكثر من /230
/شهيداً ، وأكثر من /800/جريحاً ،
وعدد الضحايا مرشحة للتصاعد ،
والعدو الإسرائيلي يعلن: أنها
ليست إلا البداية لتنفيذ خطته
الآثمة ، في اجتياح قطاع غزة
والقضاء على المقاومة
الإسلامية عموماً، وحركة حماس
خصوصاً . أمام
هذه المأساة المروعة، ترى رابطة
علماء سورية المستقلة من
واجبها: أن تناشد حكام العرب
والمسلمين كي يتحمَّلوا
مسؤولياتهم أمام الله أولاً، ثم
أمام شعوبهم ثانياً، ثم أمام
التاريخ ثالثاً . أشهر
مضت ومليون ونصف من شعبنا في
غزة، مُحاصَرون يُمنَع عنهم
الطعام والشراب والدواء والسفر
للعلاج، تقصفهم إسرائيل براً
وبحراً وجواً ـ حتى في مرحلة
الهدنة المزعومة الخادعة ـ
تدمّر البيوت، تروِّع الآمنين ،
تجرِّف المزارع ، تحرق الأخضر
واليابس ، تمزّق الحياة
والأحياء . يا قادة
الأمة إن
شعوبكم قد قالت كلمتها ، وهي على
استعداد لتفدِّي إخوانها في غزة
بالمهج والأرواح
والأموال ، ولَكِن افتحوا لهم
الحدود ... افتحوا لهم المعابر ... أيها
القادة قد يكون
من المناسب أن نذكركم بقصة
الأسد والثيران الثلاثة التي
عنوانها: (أُكِلْتُ يوم أُكِل
الثور الأبيض) . فلسطين ذهبت،
والعراق دُمِّرت ، وأفغانستان
تتهدَّم كل يوم، والصومال تسيل
دماؤها ، والسودان وباكستان تحت
المؤامرة ، ولبنان جرح نازف ،
والباقون من دويلاتكم يصطفون
على الدور، وفق مخطط الشرق
الأوسط الكبير. أيها
المسؤولون... نحن في رابطة علماء
سورية المستقلة لا نريد لكم ولا
نريد بكم إلا الخير (فإن الرائد
لا يكذب أهله ) والنصيحة حقكم في
أعناقنا ، ومِن مقتضى النصيحة
أن نصارحكم : إن شدة الضغط على
الشعوب تولّد الإنفجار، وإن
تجاهل مشاعر الأمة ومطالبها
وآلامها وجرح كرامتها، له عواقب
لا تُحمَد عقباها... قِفوا
المواقف التي تُرضي الله ورسوله
، وتُرضي الأمة، وتستوجبها
المسؤولية والرجولة قبل أن يصل
الدور إليكم . أين
ميثاق النُصْرة في منظمة
المؤتمر الإسلامي؟
أين ميثاق الشرف في جامعة
الدول العربية ؟ أين اتفاقيات
الدفاع العربي المشترك؟ أين
قرارات مؤتمرات القمة العربية
والإسلامية ؟ أين نصرتكم لشعبكم
في فلسطين ؟ أيها
القادة! إننا نذكركم بأن الصمت
إقرار، والسكوت في معرض البيان
بيان، وإن الصمت المريب لَيَشي
بالتواطئ مع العدو الشرس ، هل
أنتم راضون عن حرب الإبادة
لشعبكم في غزة؟! هل أنتم راضون
عن هذه الجرائم الوحشية التي
يرتكبها العدو ليل نهار دون
هوادة ؟! نسألكم وبكل ألم وحسرة
ومرارة: ماذا جنى أهلنا في غزة ؟
لماذا يُحاصَرون؟
لماذا تُقطَع عنهم أسباب
الحياة ؟! أكلُّ ذلك من أجل أنهم
نزلوا إلى ساحة الديمقراطية
وخاضوا انتخابات نزيهة ـ بشهادة
العالم ـ قدَّموا (حماس) ممثِّلة
لهم وللشعب الفلسطيني في غزة
والضفة ؟! ماذا ينقم منهم الطغاة
والظلمة والخونة إلا أنهم
مسلمون يرفضون الذل
والاستسلام، ورفع الراية
البيضاء أمام العنجهية
الصهيونية والقرار الأمريكي
المتغطرس الظالم. إن
الصهاينة الوحوش ومَن مالأهم من
خونة العرب، يُبرِّرون مجازرهم
هذه بالصواريخ التي تُطلَق من
غزة، والتي لم تقتل من العدو إلا
عددَ أصابع اليد الواحدة، بينما
العدو قَتَل في فترة الهدنة
المئات.. لَكِن أهذه هي مجزرتهم
الأولى؟!، هل كان ثمة صواريخ حين
ارتكبوا مجزرتهم في دين ياسين،
ومجزرتهم في قانا ، ومجزرتهم في
نابلس ، أليسوا هم الذين دمروا ـ
من قبل ـ المقارَّ الأمنية في
الضفة الغربية؟!...إن مجازرهم
الوحشية لا تنتهي طالما أن
أمريكا والغرب يمدون إسرائيل
بالأسلحة الفتاكة، والقنابل
الحارقة، والصواريخ المدمرة،
والطائرات الفتاكة .. كلُّ ذلك
العتاد العسكري الضخم، يواجهون
به شعباً أعزل محاصراً ضعيفاً
باستثناء صواريخ محدودة، ذات
فعالية محدودة، وبصعوبة تكاد
تصيب بعض الأهداف . كفى
تضليلاً أيها القوم ... كفى كذباً
وافتراءاً على الرأي العام
الدولي ـ أيها المخادعون ـ . إن
قوانين السماء والأرض تبيح لكل
ِمَنْ اعتُدِي عليه أن يُدافع
عن نفسه بكل ما يملك، وتُبيح
للشعوب التي تُغزَى أو تُحتَل
أن تدافع عن نفسها لتسترد
حريتها واستقلالها ، كل الدول
المستعمَرَة نالت استقلالها
وحريتها بالمقاومة، وتقديم
التضحيات والشهداء ـ بما فيها
أمريكا ـ . فلماذا يُستثنَى شعب
فلسطين من هذا الحق؟ في
الختام فإن رابطة علماء سورية
المستقلة تطالب حكام العرب
والمسلمين بموقف لله
ثم للأمة العربية
والإسلامية ، ثم للتاريخ ...
تطالبهم بما يلي : ـ
أوقِفوا اتفاقيات السلام مع
العدو الإسرائيلي الغاصب
المتوحش . ـ
أوقفوا المفاوضات العبثية،
أوقفوا مفاوضات القُبُلات
والعناق الآثم . ـ
اطردوا سفراء العدو من عواصمكم
، أغلِقوا سفاراته ، أنزلوا
أعلامه. ـ
تداعَوْا لقمة عربية وإسلامية
عاجلة، لا لِتتبارَوْا في
الخُطَب، ولا لِتُسجِّلوا
مواقف إعلامية، بل لتتخذوا
قرارات حاسمة، ومواقف جريئة،
ترفعون فيها الظلم والاحتلال
والحصار عن شعبنا في غزة،
لتحرروا المسجد الأقصى، وتردوا
فلسطين حرة مستقلة إلى أهلها . ـ
طبِّقوا اتفاقيات الدفاع
المشترك المبرَمة على مستوى دول
الجامعة العربية . ـ وأنتم
يا دول الطَوْق استنفروا جيوشكم
لتؤدي مهمتها الحقيقية في
الدفاع عن الأمة ومقدساتها ،
خاصَّة وأنكم قد تجدون أنفسكم
في موقف تفرضه إسرائيل عليكم
مستقبلاً . يا
قيادات أمتنا العربية
والإسلامية إن أردتم من شعوبكم
فداء ، تضحية ، أرواحاً تُبذَل ،
أموالاً تعطى ، فهي رهن
اشاراتكم ، ومن قلوبنا نقول : يا
مصر الأزهر! يا مصر العروبة
والإسلام! يا مصر المجاوِرة
لغزة هاشم ! افتحي معبر رفح،
أطلقي إشارة النصرة، تقدمي
رائدة لأمتنا، وسوف تجدين معك
ومن حولك حُماةً كُماةً
يُلبُّون النداء ، وحناجرهم
تهتف ـ وبكل صدق ـ : لبيكم...
لبيكم... الله أكبر... الله أكبر...
والعزة للإسلام . رابطة
علماء سورية المستقلة / الأمانة
العامة 30/12/1429 28/12/2008 ------------------------- البيانات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |