ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
بسم
الله الرحمن الرحيم {أُذِنَ
لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ
بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ
اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ
لَقَدِيرٌ} في
الذكرى السنوية الثالثة
والثلاثين ليوم الأرض لا
مساومة ولا تفريط بأرض الآباء
والأجداد.. وشعبنا
عصيُ على الانكسار أو التنازل شعبنا
الفلسطيني المرابط.. أمتنا
العربية والإسلامية.. تتوالي
الذكريات والنكبات والمآسي
التي يعايشها شعبنا الفلسطيني
منذ احتلال فلسطين، وتتجدد معها
في الثلاثين من آذار/ مارس من كل
عام ذكرى يوم الأرض، الذي روّى
فيه أبناء شعبنا بدمائهم
الطاهرة أرض الجليل، والمثلث،
والنقب عام 1976م، فأفشلوا سياسة
التطهير الصهيوني العنصري
ومحاولة تهجيرهم عن قراهم
ومدنهم، ليثبت شعبنا أن خيار
المقاومة هو السبيل لإسقاط
المؤامرات الصهيونية، والطريق
لانتزاع حقوقنا وأرضنا المحتلة.
وتبقى
الذاكرة الحصن الأصيل الذي لا
يعتريه ضعف أو وهن، والسياج
المتين الذي لا يصيبه انكسار..
في وقت تناسى فيه البعض حقائق
التاريخ وجغرافيا الوطن بعد أن
أصابهم الوهن واستسلموا
لمشاريع التسوية والتفريط
وترسيخ الوجود الصهيوني على
أرضنا للانقضاض على الحقوق
الوطنية الفلسطينية. شعبنا
الفلسطيني الأبي.. أمتنا
العربية والإسلامية.. تأتي
هذه الذكرى لتنكأ مزيداً من
الجراح الغائرة في الجسد
الفلسطيني المثخن بالآلام، ولا
زالت آثار الحرب الصهيونية على
قطاعنا الحبيب ماثلة في عيون
شعبنا وما خلفته من قتل للبشر
وتدمير للحجر والشجر، لتؤكد
وحشية الكيان الصهيوني النازي
وتجرده من أيّة قيم إنسانية منذ
وطأت أقدامه أرضنا، قابلها
إصرار فلسطيني عظيم على مواصلة
طريق الجهاد والمقاومة
والتضحية والفداء متمسكاً
بثوابته وحقوقه الوطنية حتى
تحرير كامل تراب فلسطين من دنس
الاحتلال الصهيوني الغاصب. شعبنا
الفلسطيني المجاهد.. أمتنا
العربية والإسلامية.. تمر
علينا ذكرى يوم الأرض وعدونا
الصهيوني تشتد فيه حُمّى
التطرف، وباتت العنصرية جوهر
سياساته، كحالة بنيوية ليست
طارئة، ويتجه مجتمعه أكثر فأكثر
نحو المفاهيم الصهيونية
العدوانية المتطرفة المعبدة
بآلام وهموم ومعاناة شعبنا
الفلسطيني، ليبقى عدونا في سباق
حميم مع الزمن، يصعّد من وتيرة
مخططاته الإجرامية الهادفة
لتهويد القدس المحتلة وهدم
المسجد الأقصى ومنازل أهلنا
المقدسيين وتهجيرهم، والتغول
الاستيطاني في الضفة الغربية
وابتلاع أراضيها، ومحاولة
تهجير شعبنا الفلسطيني من
أراضينا ومدننا وقرانا المحتلة
عام 1948م، والتي لم تتوقف منذ
احتلال فلسطين. إننا في
حركة المقاومة الإسلامية
"حماس" وفي الذكرى السنوية
الثالثة والثلاثين ليوم الأرض..
نؤكد على ما يلي: أولاً:
إن ذكرى يوم الأرض التي تكشف زيف
ادعاءات حكومات الاحتلال
الصهيوني، وحقيقة سياساتها
العدوانية وإجراءاتها
العنصرية، تجاه أبناء شعبنا في
القدس والضفة وقطاع غزة وأرضنا
المحتلة عام 48، وتمثل ضربة
بالغة القوة للشعارات الخادعة
التي تتغنى بها حيال قضايا
المساواة والعدالة لأهلنا في
فلسطين المحتلة عام 48 الذين
يعانون أقسى صنوف التمييز
والقهر والحرمان، وما محاولة
المتطرفين الصهاينة اقتحام
مدينة أم الفحم في الأيام
الماضية والتهديد مجددا
باقتحامها إلا كشفاً لزيف تلك
الإدعاءات. ثانياً:
نؤكد أن ذكرى يوم الأرض والدماء
النازفة فيه تحتم علينا
كفلسطينيين مزيدًا من التمسك
بثوابتنا الوطنية وحقوقنا
المشروعة، وعدم التنازل أو
التفريط بشبر من أرضنا
المباركة. وليعلم عدونا أننا لن
نبخل على فلسطين السليبة
بأرواحنا ومُهج قلوبنا مهما
كلفنا ذلك من تضحيات وبذلٍ
للدماء لاستعادة كامل ترابها
وإقامة دولتنا الفلسطينية
المستقلة وعاصمتها القدس. ثالثاً:
نؤكد أن أيّاً من السياسات
والإجراءات والمخططات التي
تنفذها حكومات الاحتلال
الصهيوني المتعاقبة في مدينة
القدس والمسجد الأقصى من محاولة
تهويد وطمس لمعالمهم الأثرية
وتدمير المقابر والمقدسات
الإسلامية وتهجير مواطنيها لن
يغير من قناعة الأجيال
المتعاقبة بأن فلسطين حقٌ
للفلسطينيين وأرض وقف إسلامي لا
تنازل عن شبر من ترابها المجبول
بعرق الآباء والأجداد ودماء
الجرحى والشهداء، وأن استرجاع
حقوقنا السليبة وتطهير أرضنا من
دنس المحتلين ليس إلا مسألة وقت. رابعاً:
نطالب المجتمع الدولي بتحمل
مسؤولياته السياسية والأخلاقية
والإنسانية ووقف سياسة الإجرام
والإرهاب الصهيوني العنصري،
والوقوف على حقيقة ممارساته
الإجرامية بحق شعبنا وقضيتنا،
وعلى المجتمع الدولي أن يتحلى
بمواقف أكثر عدلاً وإنصافـًا
وأن يؤدي دورًا مسئولاً
ومتوازنـًا بعيدًا عن فرض
الشروط، وازدواجية المعايير،
أو الكيل بمكيالين تجاه الوضع
الفلسطيني الذي أدخلته
السياسات الصهيونية في أزمات
خانقة لا تخفى على أحد، من حصار
ظالم وتدمير لحياة مجتمع بأكمله
وحرب إرهابية على قطاع غزة
وتهويد للقدس وتغول استيطاني في
الضفة وتطهير عرقي للمدن والقرى
المحتلة عام 48، الأمر الذي يعكر
أجواء المنطقة ولا يخدم الأمن
والسلم والاستقرار فيها. خامساً:
نشدد على موقفنا وشعبنا
الفلسطيني المطالب بوقف كافة
أشكال المفاوضات والتنسيق
الأمني مع الاحتلال الصهيوني
التي جلبت الويلات والدمار
لشعبنا وقضيته، وتبني خيار
المقاومة كخيار استراتيجي
لاسترجاع الحقوق الفلسطينية
المسلوبة. سادساً:
نحيي صمود أهلنا المرابطين على
تراب قرى ومدن وطنهم المحتل عام
48 وتصديهم للعنصرية والعدوانية
الصهيونية الفاشية، وندعوهم
إلى مزيد من الصمود والثبات
ومواجهة التحديات التي تتعلق
بالوجود الفلسطيني على أرضنا
المحتلة، والتصدي لمخططات
التهجير والتطهير العنصري وما
يرافقه من هدم للمنازل موحدين
باذلين دماءهم رخيصة دفاعاً عن
أرض الآباء والأجداد. سابعاً:
ندعو قادة الأمة في القمة
العربية لمساندة الشعب
الفلسطيني ودعم خيار المقاومة
وشرعيتها وحقوق وثوابت قضيتنا
الفلسطينية والالتفات لمعاناة
شعبنا الصامد وما أصابه من دمار
جراء الحرب الإجرامية والحصار
الظالم الذي قتل حياة مجتمع
بأكمله، وندعوهم لاتخاذ قرارات
مصيرية برفع الحصار الجائر عن
قطاع غزة وفتح معبر رفح بوابة
فلسطين الجنوبية إلى العالم
العربي والإسلامي. والله
أكبر ولله الحمد وإنه
لجهاد نصر أو استشهاد حركة
المقاومة الإسلامية "حماس"
ـ فلسطين الاثنين،
03/ربيع الثاني/1430هـ، الموافق
30/ آذار/ 2009
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |