ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الخميس  09/04/2009


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مواقف

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


رسالة الثلاثاء الخامسة والثمانون للحزب الإسلامي العراقي

إلى شعبنا العراقي الكريم والى الأمة العربية والإسلامية نقدم الرسالة الخامسة والثمانين للحزب الإسلامي العراقي، وفيها:

ذكرى حزينة وسنوات سود ودرس أليم

ربما لا يخلو تاريخ من تواريخ الأمم والشعوب من ذكريات حزينة وسنوات سود وانتكاسات كبيرة تقف عندها حركة الزمان وتعود الحياة إلى الوراء وتلك هي سنة الله في الكون والأشياء فتغير الأحوال قانون سنّه الله عز وجل وألزم به البشر قال تعالى(وتلك الأيام نداولها بين الناس)، لذلك قيل في المثل إن : ( دوام الحال من المحال ) فكل الدول وكل المجتمعات تعرضت إلى انتكاسات في تاريخها وأيام عصيبة مرت عليها ومصائب وكوارث ألمت بها ، ولعل من أكبر تلك المآسي ـ إن لم تكن أكبرها على الإطلاق ــ كارثة الاحتلال ، فعندما تسأل أي أمة من الأمم عن أسوأ أيامها لا يتردد أبناؤها أن يؤشروا السنين التي ناء بها وطنهم تحت حكم وهيمنة الأغراب كأكثر الأيام حلكة وأشدها إيلاماً لنفوس الأحرار الذين يعشقون أوطانهم  ويموتون من أجل إسعادها وازدهارها .

قبل ستين عاماً كانت ألمانيا وفرنسا واليابان وغيرها من دول العالم محتلة تقاسي ويلات الاحتلال ولكنها اليوم دول عظيمة لها مكانها الكبير في الساحة الدولية لأنها تعلمت الدرس واستفادت من التجربة القاسية وأمامنا اليوم تجربة مماثلة ودروس مشابهة لما حدث لهم وليس لنا إلا أن  نستفيد من الدروس والعبر كما استفادوا لنعيد بناء وطننا من جديد .

لقد كان يوم التاسع من نيسان عام ألفين وثلاثة زلزالاً صاعقاً عصف بحياة العراقيين بشدة وكلّفهم نهراً من دماء عزيزة وتاريخاً مضاعاً وأموالاً منهوبة وفوضى عارمة قلبت أوضاعهم إلى جحيم خانق لكنهم ككل الشعوب الحية التي تصحو بعد غفوة وتقوم بعد عثرة وتبعث بعد رقاد . اليوم ينهض  العراقيون من جديد ويبنون وطنهم بهمة وإرادة لا تلين. إن أمامنا ــ أيها العراقيون الأحباب ــ عمل كثير نصلح به أخطاء الماضي ونقيم دعائم مستقبلنا بأحسن صورة وأفضل طريقة.

إن الحزب الإسلامي العراقي يعتقد إن يوم 9 / 4 / 2003 كان أشد الأيام وقعاً على حياتنا وإن هذه الأوقات المظلمة يجب أن لا تعود مرة أخرى ولن يحصل ذلك إلا إذا وعينا الدرس الأليم. إننا ندعو العراقيين إلى نسيان آلام الماضي وأن ينزعوا من قلوبهم غلواء الكراهية والأحقاد لأنهم أحرار كرماء . دعونا نستمد من تاريخنا ما يقوينا ونترك منه ما يضعفنا ، دعونا نبحث عن المشتركات ونربأ بأنفسنا عن مواطن الاختلاف والصراع ففي ذلك خير لنا جميعاً وخير لوطننا . المهم أن نبدأ العمل دون كسل ودون تردد، نبدأ عمل الخير الذي نبني به وطننا الحبيب لنحوله إلى جنة على الأرض.

من هذه الذكرى نستلهم  الدروس الاتية :

ــ إن الظلم مدمر للمجتمعات، وبقدر بعدنا عن المظالم نستطيع ان نصنع مستقبلاً زاهراً لبلدنا.

ــ إن الإقصاء والتهميش وإهدار حقوق الآخرين سيقود إلى مزيد من الشرذمة والفرقة وضياع الوطن .

ــ إن المصالحة الوطنية الحقيقية هي تلك التي تفتح صفحة جديدة بيضاء وتنبذ الكراهية وروح الانتقام.

ــ إن المشاركة المتوازنة لجميع مكونات الشعب في السلطة والقرار عامل مهم في ترصين الوحدة الوطنية.

ــ إن تكرار أخطاء الماضي سيجعلنا ندور في دائرة مفرغة ويقودنا من فشل إلى آخر أكبر منه والخاسر من ذلك هو الجميع ــ دون استثناء ــ والقاعدة تقول إنك لن تهنأ في وطنك آمناً مطمئناً سعيداً مرفهاً إلا إذا شعر أخوك المواطن الآخر إنه مثلك تماماً له من الحقوق مثل حقوقك وعليه من الواجبات مثلك تماماً .

ــ وجوب إعادة كتابة الدستور بطريقة تحقق التوافق الوطني الذي لايتحقق بدستور كتب في ظروف استثنائية.

ــ إن تفعيل السلطات الرقابية هو الطريق الوحيد لتصحيح الأخطاء وبناء دولة  المؤسسات التي تحترم الدستور والقانون وتتعامل مع جميع مواطنيها على قدم المساواة .

ــ إن محاربة الفساد المالي والإداري والحرص على الأموال العامة من صفات الحكومة الرشيدة التي تعمل من أجل الشعب والوطن.

ــ إصلاح الجهاز القضائي واستكمال بناء مؤسساته وتشريع قوانينه وعدم تدخل السياسيين فيه هو الاسلوب الافضل لصيانة الحقوق وخدمة العراقيين .

أيها العراقيون والعراقيات الأكارم :

في هذه الذكرى الحزينة نستذكر كل الشهداء الذين سقطوا ظلماً وعدواناً ونعزّي كل عراقي بكل فقيد افتقده ونتضرع إلى الله العظيم أن يمنحهم الصبر ويخلفهم في مصائبهم كل خير وأن لا يعيد الأيام السوداء عليهم وأن يجعل أيامهم كلها أمناً وأمانا وسلاماً وخيراً وعدلاً وتقدماً وازدهارا ورفعة وكرامة ليكونوا دائماً في مقدمة الركب الحضاري وفي طليعة الدول المتقدمة وأن يعود العراق حراً مستقلاً سيداً يعيش فيه العراقيون بألفة ووئام ووحدة ، كلهم على قلب واحد يحب العراق والعراقيين .

اللهم انصر العراق..

اللهم أحفظ العراق .. وأهل العراق.

اللهم اجعل العراق من خير بقاعك وأفضل أماكن الدنيا، إنك سميع مجيب.

اللهم آميـــن .

 

المكتب السياسي

في الحادي عشر من  ربيع الثاني 1430 هـ

الموافق السابع من نيسان  2009 م

 

 

 

 

أعلى الصفحةالسابق

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ