ـ

ـ

ـ

الخميس 23/04/2009

بسم الله الرحمن الرحيم

بيان من الإخوان المسلمين حول الأحداث الجارية

الإخوان المسلمون وهم يرصدون الأحداث الجارية يدركون أن من واجبهم توضيح موقفهم تجاه المستجدات التى تقع على الساحة الداخلية والإقليمية والعالمية والصراع بين العرب والمسلمين من ناحية وبين الصهاينة والأمريكان من ناحية أخرى .

وفى هذا الصدد فإن الجماعة تؤكد على موقفها الثابت من عدة قضايا مثل : المقاومة – الأمن القومى – طبيعة الصراع – الأطماع الصهيونية فى المنطقة .

وقد بدا من القضية المثارة حاليا إعلاميا وسياسيًا ، محليا وإقليميا، والتى عرفت "بخلية حزب الله فى مصر" أن الأمة تحتاج إلى من يلم شعثها ويجمع صفها ويوحد كلمتها ، خاصة فى مواجهة العدو الصهيونى المحتل الغاصب والذى يستهدف أمنها ويعمل على زعزعة استقرارها، وهذا يستدعى بالضرورة تحديد من هو العدو ومن هو الصديق ، وما هو الدور الذى تقوم به المقاومة فى فلسطين والعراق وغيرها من البلاد العربية والإسلامية ، دفاعا عن الأمن القومى العربى بعامة والأمن الوطنى المصرى بخاصة ، الأمر الذى يستلزم من الأمة كلها أنظمة وشعوبًا أن تهب لنصرة المقاومة ودعمها اقتصاديا ومعنويا بل وعسكريا تطبيقا لاتفاقية الدفاع العربى المشترك ، إذ لا يعقل أن تدعم أمريكا الكيان الصهيونى بكل السبل ، فضلا عما يمتلكه من ترسانة نووية ، ثم يترك الشعب الفلسطينى أعزلا يواجه الحصار والموت والدمار، وفى ذات الوقت فإننا نؤكد على أن هذا الدعم يجب أن يتم بالتعاون والتنسيق بين كافة الدول العربية والإسلامية ، وما قام به حزب الله لدعم المقاومة فى فلسطين يعتبر هدفا لا يختلف عليه إثنان إلا أن وسائل الدعم يجب ألا يشوبها أى نوع من التصرفات المنفردة .

ونرى أن ما يجرى فى هذه القضية هو إحدى محاولات الصهاينة لإضعاف الدول العربية والإسلامية وجعل الصراع عربى / عربى أو إسلامى / إسلامى بدلا من كونه صراعًا عربيًا إسلاميًا/ صهيونيًا، ويسعى الصهاينة بذلك أيضا للتعمية والتغطية على جرائم الحرب والإبادة وضد الإنسانية التى ارتكبها فى غزة وإفشال مشاريع إعادة الإعمار فى القطاع، كل هذا يدعونا للانتباه لطبيعة الصراع وللبعد عن الخلاف والفرقة وألا ننشغل عن قضايانا الرئيسية بأخرى جانبية كالتى أثيرت فى الأيام الماضية .

والإخوان المسلمون وهم يؤكدون على ثبات موقفهم الداعم للمقاومة يرون فيها أمل الشعوب المستضعفة ورمزًا لعزة الأمة وكرامتها، وهو ما لا يتعارض مع حرص الإخوان الكامل على الأمن الوطنى لمصر وعلى سيادة كل الدول على أراضيها، ومن ثم فإنهم يؤكدون على ضرورة أن تصون الحكومة المصرية أمننا القومى بإقرار العدل ومحاربة الفساد ودعم المقاومة ثم التصدى لمن يريد العبث بهذا الأمن .

ولذا فإن من يتعاون مع من يريد بأمن البلاد سوءا إنما هو يساعد فى إنجاح المشروع الصهيونى الأمريكى فى اختراق الأمة الإسلامية والبلاد العربية لا سيما مصر .

ونحن بإعلان موقفنا هذا نود التأكيد على :

1. أننا نحرص على وطننا مصر وأمنها القومى الذى لا يقتصر فقط على رفض استخدام أراضيها (ومن ذلك إقامة القواعد العسكرية على أرضها وغير ذلك) من أى جهة دون علم وموافقة منها بل أيضا يشمل كل ما من شأنه أن يضعف مؤسساتها، وبالتالى يهدد أمنها القومى كالفساد السياسى والمالى والإدارى وسوء استخدام السلطة ضد شعبها وحرمانه من حقوقه المشروعة فى الحرية والمشاركة السياسية واختيار قياداته ونوابه، وهذا موقف تاريخى منذ نشأة جماعة الإخوان المسلمين وما دور الإخوان فى حماية الجبهة الداخلية وفى مقاومة المحتل البريطانى عنا ببعيد، وهذا الدور لا يقبل المزايدة من فرد أو جهة لأننا عندما نقوم بهذا فإننا نقوم به عبادة لله سبحانه وتعالى من منطلق قول النبى صلى الله عليه وسلم "حب الأوطان من الإيمان"

2. إننا نؤكد على حق المقاومة المشروعة فى الدفاع عن الأوطان ضد العدو المغتصب، وخاصة الصهاينة فى فلسطين بكل قوة وبكافة الوسائل المتاحة .

3. والإخوان المسلمون يدينون كل من يشارك فى حصار إخواننا فى فلسطين ويمنع عنهم الدعم من الغذاء والكساء والدواء والعلاج .

4. التأكيد على مكانة مصر ودورها الريادى فى المنطقة وأنها أكبر من أن تنزلق نحو مهاترات دعائية لا تؤدى إلى خير ولذلك يجب وقف الحملات الإعلامية التحريضية والتى لن تعود على مصر الكبيرة ولا على حزب الله بخير .

5. نلفت الانتباه إلى أن العدو الصهيونى هو العدو الحقيقى للأمة وأنه هو مصدر التهديد والخطر والقلق والتوتر الحقيقى فى المنطقة، ولا ينبغى أن يغيب ذلك عن أذهاننا فى أى لحظة .

وقى الله مصر وشعبها والأمة العربية والإسلامية من كل مكائد الصهاينة والأعداء

( وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ)

ـــ

الإخوان المسلمون

القاهرة :      26 من ربيع الآخر 1430هـ

22 من إبريـــل 2009م

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ