ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
بسم
الله الرحمن الرحيم رسالة
التيار الإسلامي الديمقراطي
إلى الشعب
السوري بمناسبة شهر رمضان
المبارك أيّها
الشعب العزيز الأبي المصابر : يطل
علينا هذا الشهر الكريم بالخير
واليمن والبركة والرضوان, ونحن
نرتجي العدل والفرج والعزّة
والصلاح من الملك العزيز
الديّان . نبارك
لكم – ياأحباءنا – بقدوم هذا
النور الزماني الربّاني الّذي
هو تكريم لهذه الأمّة المحمدية ,
فأوّله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره
عتق من النيران , وفيه ليلة
القدر الّتي هي خير من ألف شهر
في الميزان , فيا فوز من استنفر
فيه للطاعة وشمّر فيه للعبادة ,
ويا كرامة من تدبّر فيه للأمّة
أمراً رشدا , وتدارك فيه التقصير
في نصرة المظلوم ومساعدة الفقير
والمكلوم وابتعد فيه عن النفاق
والرياء للحاكم والمحكوم ,
والحديث الشريف : ( من لم
يهتم بأمر المسلمين فليس منهم ) . يا
أحباءنا :
شهر رمضان شهر الصبر واحتمال
الأذى , ولقد بغى علينا قومنا من
بني جلدتنا فألقوا أخوة لنا في
غيابة السجون دون وجه حق , اللهم
أن عبّروا عن رأيهم وامتلكوا
ناصية فكرهم وطلبوا الكرامة
والرفعة لوطنهم ومواطنيهم . ونحن
فئة مستضعفة لا تملك من أداةٍ
لدفع العدوان سوى سلاح الصبر
والمصابرة والحجّة والمناظرة ,
ولقد طالبنا مراراً وتكراراً
بالحوار المدني المتكافئ فلم
يزدهم إلا إعراضاً واستكبارا
ومكروا مكراً كُبّارا و حتى
السفر إلى الديار المقدّسة مُنع
بعضنا إمعاناً وإصرارا. ونحن إذ
نرفع صوتنا بالعلن – لا بالخفاء
– نطالب بكشف الظلم والضرّاء
ومحاربة الفساد والرياء
ومناشدة الصلاح ودفع البغضاء
لكل المواطنين على السواء ,
ونؤمن بانّ الإسلام هو المرجعية
الثقافية والحقوقية لجميع
المواطنين وكما ورد في الدستور
فإنّ ( الفقه الإسلامي هو المرجع
الرئيس للتشريع ) . إنّ
الشعب هو صاحب الحق في اختيار
حكّامه وممثّليه الشرعيين وسن
التشريعات والقوانين من خلال
نظام برلماني حر نزيه مستقل
وشفّاف , يعبّر عن كافة شرائح
الأمّة من عرب وكورد مسلمين
ومسيحيين ودون إجحافٍ وغمطٍ
لحقوق الأقلّيات من سائر
الأقوام فنحن وإيّاهم في
المواطنة سواء ومتساوون في
الحقوق والواجبات لهم مالنا
وعليهم ماعلينا . وريثما
تتحقق العدالة في التشريعات
والقوانين وتترسخ الديمقراطية
والشورى في التعددية والمؤسسات
الدستورية فلن نألوَِِِ جهداًً
أن نعلي صوتنا بالجهر من القول
ونشارك بالواقع والعمل في بناء
قواعد البنية التحتية للأمة
ومؤسسات المجتمع المدني
اقتصادية واجتماعية وثقافية
على أسس متينة من العلم والدين
والصلاح والأخلاق ومحاربة
الفساد أيّاً كان مصدره فنحن
معارضة ايجابية ولن تكون سلبية
في حال من الأحوال . أيّها
الأخوة في الدين والوطن :
إنّ
أعداء الإسلام قد كشّروا عن
أنيابهم , وقد تستّر البعض منهم
برداء العلمانية الحاقدة على
الإسلام وهم يسعون إلى إقصاء
الدين عن المجتمع والحياة , وقد
أسفر هؤلاء عن وجههم الكئيب
المنعزل عن مبادئ الأمّة ,
يتّخذون من مواقع النظام مسارح
و منابر لهم يعمدون إلى مهاجمة
الإسلام بطرق ملتوية حيناً
وسافرة أحيانا , كلّ ذلك على
مرأى ومسمع من المرجعيّات
الرسمية والشعبية من وزارة
الأوقاف ومرجعية الإفتاء ومجلس
الشعب الّذي لا حول له ولا قوة
ولا رجاء , دون أن يطالهم قانون
" وهن الأمّة " و "نشر
الأخبار الكاذبة". إنّ
العلمانية العابثة بعقيدة
الأمّة ومبادئها هي عدوّة
الديمقراطية الأول ولدينا
أمثلة عنها في تونس وأحزاب
المعارضة في تركيا وحزب البعث
الحاكم في سوريه . إننا لن
نتردد–أيّها الأخوة الأحباب–في
كشف هؤلاء المتنطعين للإصطياد
في الماء العكر ونحن نعرف
أسماءهم النكرة–
وهم قلّة- , إذ يهاجمون الإسلام
بشكل مبطّن وصريح في المنابر
الحكومية ومواقع الانترنت تحت
مسمّيات الحداثة والمعاصرة
والدفاع عن المرأة والتغريب
إرضاءً لأسيادهم في الغرب ,
والإسلام بمبادئه العالمية
أسمى من ضحالة
فكرهم وهزال مقصدهم , فهؤلاء
العلمانيون المتعصبون لن يهنأ
لهم بال حتى يروا الإباحية
دينهم وفكر التغريب عقيدتهم
وعري المرأة هدفهم كي تصبح
المرأة العفيفة الشريفة لقمة
سائغة وصيدا سهلاً لعديمي الشرف
والأخلاق , إنّ هؤلاء المتحللين
المتزمّتين من فاقدي هوية الأمة
يتنطّحون للصخرة العظيمة
الصلدة وقلعة الإسلام المنيعة
فتكسر رؤوسهم كما كسرت من قبل
رؤوس الأفّاكين على مرّ الدهور
والأزمان واندحر المغول
والتتار والفرنجة والقرامطة
والحشّاشين وبقي الإسلام منيعا
راسخا رسوخ الجبال الرواس . يا
شعبنا المرابط
ويا أبناء التيار الإسلامي
في كل مكان :سنبقى نسلك دعوة
الحق والهداية ملتمسين الحوار
والإقناع بالحكمة والموعظة
الحسنة حتّى يأذن الله بالفرج
والنصر المبين , إنّ الإسلام
العظيم الّذي أنزله الله عزّ
وجل رحمة للعالمين يهدف الى
تحقيق العدالة والحضارة والرقي
والتمدن للجنس البشري قاطبة ,
فضلاً عن الأمّة العربية الّتي
شرّفها الله بحمل رسالته "
نحن قوم أعزّنا الله بالإسلام
ومهما نبتغي العزّة بغير
الإسلام أذلّنا الله " , وحين
كان الإسلام عزيزا منيعا في
دمشق وبغداد والقاهرة وقرطبة
وغرناطة كان الغرب ينهل من علوم
ومعارف وحضارة أمّة
الإسلام والمسلمين . وإننا
نعلنها صريحة مدوّية : لن نتمكّن
من تحرير أرضنا المغتصبة في
كامل الجولان الحبيب وفلسطين
الأسيرة إلاّ بالنفير على صوت
العقيدة والجهاد والنصرة من
أبناء هذا الوطن الغالي ولقد
رأينا نماذج ذلك في غزّة
المجاهدة وجنوب لبنان الأبي
الصامد . يا
أبناء التيار الإسلامي :
أنتم لستم حزباً سياسيا وإن
كانت الدعوة للشورى
والديمقراطية من صميم سياستنا
ولستم جمعيّة خيرية وإن كان عمل
الخير ودعم الجمعيّات الخيرية
ومؤسسات المجتمع المدني من
أهدافنا , ولستم هيئة موضعية
لأغراض محدودة المقاصد ,
ولكنّكم : روح يسري في قلب هذه
الأمّة فيحييه بالقرآن ونور
يشرق فيبدد ظلام المادة بمعرفة
الله عزّ وجل وصوتٌ داوٍ يعلو
مردداً دعوة الرسول عليه الصلاة
والسلام . إذا قيل
لكم إلام تدعون ؟ !
فقولوا ندعو إلى الإسلام
الشامل الكامل لكل مرافق الحياة
, الصالح لكل زمان ومكان ,
والحكومة جزءً منه والحرّية
فريضة من فرائضه , فإن قيل لكم
هذه سياسة فقولوا هذا هو
الإسلام ونحن لا نعرف هذه
الأقسام , وان قيل لكم أنتم دعاة
تطرف وتعصّب ! فقولوا نحن دعاة
حق وخير واعتدال ووسطية وسلام (
وكذلك جعلناكم أمّة وسطا
لتكونوا شهداء على الناس ويكون
الرسول عليكم شهيدا )البقرة143 ,
فإن وقفتم في طريق الخير تسجنون
الأخيار و تمنعون النور
والهداية والحضارة عن الديار
فقد أذن الله أن نرفع الصوت
عاليا طالبين الصلاح لأمّتنا
ورفع الظلم عنّا وصدق الله
العظيم ( لا يحبّ الله الجهر
بالسوء من القول إلاّ من
ُظُُُُلم وكان الله سميعا عليما)النساء
148 ,وسلاحنا هو الصبر على الأذى (
واصبر وما صبرك إلاّ بالله ولا
تحزن عليهم ولا تكُ في ضيق مما
يمكرون إنّ الله مع الّذين
اتّقوا والّذين هم محسنون )
النحل127-128. أيّها
الشعب العزيز : إنّ
أوربا والولايات المتحدة لن
تنصر قضايا الوطن والديمقراطية
في بلادنا ولن تسعى لخير شعبنا
وتقدّمه بل هي الّتي تعرقل
مسيرة الديمقراطية في قطرنا ولا
يهمّها قضايا حقوق الإنسان من
قريب أو بعيد بقدر ما تخدم
قضاياها ومصالحها , وإننا نناشد
حكّامنا أن يترفّعوا عن الحزبية
الضيّقة والاستئثار بالسلطة من
خلال حزب واحد وأن يبدأوا
بالمصالحة الوطنية مع شعبهم في
الداخل والخارج فلن تكون مصالحة
إسرائيل والجلوس معها على طاولة
المفاوضات والتطبيع معها أولى
من مصالحة الشعب الّذي يئن من
الفساد والغلاء والجراح
والتهجير والاغتراب , وليكن
شعار السلم الأهلي والوحدة
الوطنية هو الأساس في الصمود
والممانعة تجاه إسرائيل ودول
الاستكبار العالمي وفي إزالة
آثار الويلات والظلامات الّتي
شهدها شعبنا في العقدين
الأخيرين من القرن المنصرم وحين
تفعلون ذلك – أيّها الحكّام –
فإنّ التاريخ سيذكركم مع
المصلحين والزعماء الحقيقيين
المخلصين وإننا لننتظر كخطوة
أولى الإفراج عن كافة المعتقلين
السياسيين وسجناء الرأي في هذا
الشهر الكريم وقبيل عيد الفطر
المبارك إنشاء الله وأغلبهم من
سجناء التيّار الإسلامي
المعتدل وكذلك إلغاء القانون
49/1980 والّذي لا مثيل له في
العالم المتحضّر وإنّ يوماً
لناظره قريب ؛ وكل عام وأنتم
بألف خير والسلام عليكم ورحمة
الله وبركاته . دمشق في
30 شعبان المبارك 1430 للهجرة 21 آب
2009 للميلاد
التيّار
الإسلامي الديمقراطي في الداخل
السوري ----------------------- البيانات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |