ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
بسم
الله الرحمن الرحيم القدس
والأقصى مسئولية من؟! بيان
من جماعة الإخوان المسلمين في
سورية يا أبناء أمتنا
العربية والإسلامية.. يا أبناء
سورية الحرة الأبية.. فيما يمضي
المشروعُ الصهيونيّ إلى غايته
في تهويد القدس، وفي نخر الأقصى
وتجويفه لينهار على رؤوس الركّع
السجود.. يَغرقُ الموقفُ
الإسلاميّ والعربيّ، الرسميّ
والشعبيّ، في حالةٍ من الذهول
واللامبالاة، وكأنّ الأمةَ -
كلّ الأمة - قد غدَتْ بفعل عوامل
التحطيم والتيْئيس، بلا أملٍ
ولا حياة. ولم تعد القدسُ
والأقصى القبسَ الذي يُلهِبُ
الوجدان، ويهيّجُ المشاعر،
ويستثيرُ الغضب!. ولم يعودا
يحجبان البسمةَ عن شفَتَيْ
حاكم، أو يُثيران حفيظةَ محكوم.
ولم يعودا - بفعل عوامل الكبت
والقمع والإشغال والإلهاء -
يفجّران الغضبَ في نفوس
الجماهير، التي لن يغفرَ لها
تذرّعُها بالخوف، أو تردّدُها
وراءَ جدران العجز الواطئة
الحسيرة. يا أبناء أمتنا
العربية والإسلامية.. إن القدسَ
والأقصى ليسا شأناً فلسطينياً
فقط، وفلسطينُ كلّها ليست شأناً
فلسطينياً فقط، والدفاعُ عنها
وعن قدسها وأقصاها، ليس مهمةَ
الفلسطنيين وحدَهم. إنها همّ
إسلاميّ وعربيّ، يحتلّ في حياة
أمتنا الأولويةَ التي تتقدّمُ
على كلّ أولوية. وإنّ واجبَ كلّ
حاكمٍ عربيّ ومسلم - والقدسُ
والأقصى يتعرّضان لما يتعرّضان
له - أن يبرزَ إلى مقدمة الركب،
لا لنسمعَ صوتَه فقط، بل لنرى
فعلَه وهو يأخذُ - عملياً وبشكلٍ
جادّ - على أيدي (نتنياهو) و(ليبرمان)
وكلّ عصابات المتطرّفين
الحاقدين، بفعلٍ مكافئ، يقطعُ
العلائقَ مع جميع المتاجرين
بشعارات السلام الزائف
والبائس، ليس في (تل أبيب)
وحدَها، بل وفي (واشنطن) و(نيويورك)
و(بروكسل).. إنّ على قادة
العالم وسياسيّيه أن يعلموا أنّ
مجرّدَ التفكير بالمساس بالقدس
أو بالأقصى، له ثمنٌ باهظٌ لا
قِبَلَ لهم بدفعه. وإنّ على قادة
العرب والمسلمين أن يتحمّلوا
مسئوليتهم التاريخية، فلا
يسجّلَ عليهم أنهم كانوا -
والقدسُ تهوّد، والأقصى
يُنخَرُ ويُجَوّف - مشغولين
بصراعاتهم، فيما بينهم أو مع
شعوبهم، وأن يعلنوها بصراحةٍ
ووضوح، أنه أمامَ مجرّد التفكير
بالمساس بالأقصى أو بتهويد
القدس، ستسقطُ كلّ المبادرات
التي لم تحملْ لأمتنا إلاّ
المزيدَ من الهوان ومن طمع
الأعداء!! وإنّ على
الجماهير العربية والمسلمة، من
المحيط إلى المحيط، أن تخرجَ من
ليالي اللهو والطرب، ومن عوالم
المسلسلات والمباريات
والمسرحيات.. إلى ساحة الفعل
الذي يُشعرُ
المعتدين أنّ أمرَ القدس
والأقصى له ما بعده.. وأن
تُسمِعَ العالمَ أجمع، صوتَ
غضبتها، وأن تجعلَ الأرضَ تهتزّ
تحتَ أقدام المخطّطين
والمنفّذين والمتواطئين
والسادرين.. إنّ على جماهير
أمتنا أن تطالبَ الحكامَ
والنخَب، أن يتحمّلوا
مسئولياتهم، وأن يتوقّفوا عن
أحاديث الاستسلام المقيت، الذي
يدعونه زوراً بالسلام، وأن
يتحوّلوا إلى الخيارات الأخرى،
التي لن يكون بدونها سلامٌ ولا
كرامةٌ ولا تحرير.. يا جماهير
أمتنا العربية والمسلمة.. كم حيّ في القدس
هدم؟! وكم بيتٍ صودر؟! وكم أخٍ
لكم في الدين والنسب قُتِلَ أو
اعتقِلَ أوشُرّد؟! وهم يحدثوننا
منذُ أربعين عاماً عن السلام!.
فعنْ أيّ سلامٍ يتحدثون؟! ومع
من؟! مع هؤلاء الذين لم يُخفوا
يوماً أهدافَهم، ولم يواربوا في
الإعلان عن مخطّطاتهم، وما
يعدّونه لأجيالنا في (ديمونة) من
إبادة وتدمير. إنّ جماعة
الإخوان المسلمين في سورية، من
قلب المحنة والغربة، لتعلنُ
النذيرَ العام لأبناء الأمة،
حكاماً ومحكومين، ليتحمّلَ كلّ
فردٍ في هذه الأمة مسئوليتَه،
وليقومَ بالواجب الذي يُمليه
عليه موقعُه، قبل أن يسبقَ
السيفُ العذَل، وتحلّ على
المتخاذلين والمتشاغلين لعنةُ
الله والأجيال والتاريخ. فالله الله في
القدس والأقصى.. الله الله في
أولى القبلتين، وفي مسرى الرسول
الكريم صلّى الله عليه وسلم،
وفي الأرض المباركة والمبارك ما
حولها.. فالقدسُ والأقصى
مسئوليةُ كلّ فردٍ من أبناء هذه
الأمة، كلّ بحسب موقعه
ومسئوليته. يا أيها الذين
آمنوا إن تنصروا الله ينصرْكم
ويثبّتْ أقدامَكم. والله غالبٌ
على أمره، ولكنّ أكثرَ الناس لا
يعلمون. 30 أيلول (سبتمبر)
2009 جماعة الإخوان
المسلمين في سورية
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |