ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
بسم
الله الرحمن الرحيم بيان
من جماعة الإخوان المسلمين في
سورية حول
حظر بناء المآذن في سويسرا لكي
لا تتحول السابقة إلى سياسة..
الدور على العقلاء إلى عقلاء العالم ومفكريه
وقادة الرأي والأمر فيه.. لقد
جاءتْ نتيجةُ الاستفتاءِ
السويسريّ على المآذنِ
الإسلامية، انتكاسةً في سياقِ
التطوّرِ الحضاريّ الإنسانيّ.
ورِدّةً واضحةَ المعالم، عن
مكاسبِ التعدّديةِ والتشاركيةِ
والتعايشِ والحريةِ الدينيةِ،
التي حققتها الإنسانيةُ على
طريقِ تمدّنها الطويل. حضارةٌ وحضارة:
يقولُ ابنُ قيّم الجوزيّة رحمه
الله تعالى، في كتابه (شرح
الشروط العمريّة)، في الفصل
الأول المتعلّق بأحكام البِيَع
والكنائس: (يُدفَعُ عن كُنُس
اليهودِ وكنائسِ النصارى
بالمؤمنين.. وإنّ الله يحبّ
الدفعَ عنها وعن أربابها..)
تلكَ قاعدةٌ شرعيةٌ، قامت عليها
حقائقُ حضاريةٌ، ما تزالُ
ثمراتُها شاهدةً على حالةٍ
إنسانيةٍ متقدّمة، تفرضُ
نفسَها على جميع الدارسين
لتطوّرِ الشرائعِ والحضاراتِ
في تاريخ العالم والإنسان. ( ليسوا سواءً.. من أهلِ
الكتابِ أمةٌ قائمةٌ يتلون
آياتِ الله..)
حقيقةٌ أخرى، ينبغي أن تكونَ
أساساً للتعاملِ بين أتباع
الدياناتِ والمللِ والنحلِ
والمذاهب، هناك دائماً وفي كلّ
دائرةٍ أناسٌ طيّبون وأناسٌ
سيّئون، حقيقةٌ لا ينبغي
تجاوزُها، والتعاملُ مع
الأشخاصِ والأقوامِ والأديانِ
بعيداً عنها، لأنّ فعلَ ذلك
يعني التعصّبَ والعنصريةَ
والانغلاق.. التي شهدنا بعضَ
ثمارها في استفتاء الشعبِ
السويسريّ الأخير. إلى عقلاءِ العالمِ
ومفكريه وقادةِ الرأي والأمرِ
فيه..
لسنا في مقام التعبير عن الألم
والحزن والاستنكار لما حصلَ
فحسب، إنما نحن في سياق التنبيه
والتحذير من خطر الشرارة، أن
تكون الأولى في سياقِ الرِدّةِ
الحضارية الإنسانية، وأن
يكونَ لها ضِرام. يزعمون
أن الشعبَ السويسريّ قد استخدمَ
حقّه الديمقراطيّ.. لا نستطيعُ
أن نواجهَ موقفاً في هذا السياق
بموقف، لأننا نعتقد أن وجودَ
الإنسان ودينَه ورأيَه وعِرضَه
ومالَه.. كلّ أولئك لا يدخلُ في
إطارِ أيّ خيارٍ ديمقراطيّ،
لأيّ شعب، في أيّ زمانٍ ومكان.!! في
عقيدتنا وشريعتنا وحضارتنا،
ليسَ لأكثريةٍ، كائنةً من كانت،
أن تتواطأ على محو وجودِ أقلية،
أو إكراهُها على دينٍ أو
اعتقادٍ أو رأي، أو استباحةُ
أعراضِها وأموالها.. منظومةُ
قِيَمٍ عليا، ينبغي أن تبقى
بعيداً عن تجاذباتِ سماسرة
السياسة، والمتلاعبين بإنسانية
الإنسان، ومناطاتِ تكريمه
الربانيّ الأصيل.. إلى قادة الرأي والفكر
والأمر في عالمنا العربي
والإسلامي.. يحاولُ
كثيرون من بني قومنا، بجهالة ،
أن يحمّلوا أمتَنا بما يصدرُ عن
بعضِ أفرادِها ومجموعاتها،
مسئوليةَ الرِدّةِ الحضاريةِ
التي شهدناها في الاستفتاء
السويسريّ الأخير.!! ونحن،
في جماعة الإخوان المسلمين في
سورية، مع استنكارنا لكلّ
التصرّفاتِ المتطرّفة، التي
يُسألُ عنها أصحابُها، ولا
يُسألُ عنها دينٌ ولا حضارة،
ولا مليارٌ ونصفُ المليار من
بني الإنسان.. نبيّنُ
أنّ أمتَنا - بالمقابل - لا
تحمّلُ المسيحيةَ، كدين،
مسئوليةَ ما جناه (بوش) و(بلير)
عليها، بسياساتهما العدوانية،
بل لا تحمّلُ المسيحيةَ
مسئوليةَ تصريحاتِ (برلسكوني)
المتطرفة، ولا حتى مسئوليةَ
تصريحات (البابا) نفسِه، وهو
يحرّضُ على الإسلام، ويشوّهُ
تاريخَهُ برواياتٍ مهترئةٍ
معنعنة، كما لم تحمّل المسيحيةَ
مسئوليةَ وقائعِ سجنِ (أبي غريب)
و(غوانتانامو)، ولم تحمل
المسيحيةَ مسئوليةَ ماكينة
الإعلام المتطورة والمتقدمة،
التي تعملُ ليلَ نهار، على وصفِ
كلّ فعلٍ فرديّ شاذّ، بأنه فعلٌ
إسلاميّ، وكلّ سلوكٍ متخلّفٍ
على أنه سلوكٌ إسلاميّ. بل إننا،
في جماعة الإخوان المسلمين،
نرفضُ أن نصِفَ اختيارَ الشعبِ
السويسريّ العنصريّ والمتعصّبِ
المنغلق، بأنه اختيارٌ مسيحيّ.!! سنظلّ
متمسكينَ بثوابتنا الشرعية
والحضارية. وستظلّ التعدّديةُ
الدينيةُ والفكريةُ والعرقيةُ
أساسَ وجودنا الحضاريّ، نزهو
بها ونفتخر، ويبقى وجودُنا
الجمعيّ كُلاّ إنسانياً
مكرّماً، يتلوّنُ ولا يتجزّأ.. ولكنّ
ذلك لا يعني أن تعجزَ أمتُنا عن
فعلٍ رشيد، يردّ الحجرَ من حيثُ
جاء، ويجعلُ الشعبَ السويسريّ
وحدَه يدفعُ ثمنَ اختياره
السيّئ.. فعلٍ يصوغُه بحكمةٍ
وحزم، قادةُ الأمر والفكر،
ورجالُ المال والأعمال، حسماً
للداء، ووأداً للفتنة في مهدها.. 6 كانون الأول
2009 جماعة الإخوان
المسلمين في سورية
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |