بسم الله الرحمن الرحيم
بيان
من وحدة الحوار الوطني في سورية
حول
الدور الوطني للتغيير الوطني
أيها الأخوة
المواطنون..
في لقاء وطني ضم أعضاء وحدة
الحوار الوطني تدارس
المجتمعون في هذا اللقاء الوضع
السوري الداخلي والإقليمي
والدولي، وانعكاسات سياسات
النظام السوري الخرقاء على واقع
الوطن والمواطن حاضره ومستقبله.
على ضوء الانتهاك الصهيوني
المعادي لحمى الوطن ، وعجز
النظام عن التصدي أولا، وعن
الرد المناسب في وقته ثانيا،
كما تدارس المجتمعون واقع القوى
الوطنية المعارضة، وتوقفوا عند
السبل والآليات الكفيلة بتوسيع
دائرة التوافق الوطني،
وتعزيزها للوصول بالجهد الوطني
إلى حالة من الانصهار والبناء
القادر على مغالبة ما يستأثر به
النظام من مقدرات الدولة
وبإمكاناتها.ووضع المجتمعون في
رأس أولوياتهم الدفاع عن سورية
الوطن وعن سورية الهوية التي
باتت مهددة بحراب البغاة
والطغاة والمارقين.
كما توقف المجتمعون ملياً عند
سبل تطوير القوى الذاتية
الوطنية وآليات عملها، وتقديم
البرامج والخطط المطلوبة
للتقدم بالعمل الوطني على طريق
الخلاص القريب.
أيها الأخوة
المواطنون..
لا نفشي سراً إذ نوضح لكم أن
النظام الحاكم في سورية، على
هشاشة وضعه الذاتي، يمتلك بما
يستبد به من مقدرات الدولة
السورية، ومفاصل القوة فيها ولا
سيما القوات المسلحة وأجهزة
الأمن، أدوات تسلط وقهر وإيذاء
مادي ومعنوي، كما يمتلك من
مقومات التوحش النفسي والقمعي
ما يجعل بعض المواطنين يترددون
في انخراطهم في عملية التغيير
أو حتى في مقاربتهم للعمل
السياسي الذي ينبغي أن يظل
البوابة الأولى للعمل الوطني
المنشود.
أيها الأخوة
المواطنون..
إن أي قارئ متفهم للظروف
الدولية والإقليمية والداخلية
يدرك أن قدرة النظام على البطش
والتنكيل والقهر والتعذيب باتت
محدودة، وأن ظروف الثمانينات
بكل ما كان فيها من توحش وبطش
ولا مبالاة قد ولت ولن تعود. وأن
كثيراً من مظاهر تماسك النظام
في هذه الأيام إنما سببه سكوت
بعض الناس عن حقوقهم، وتغاضيهم
عن كل ما يلحق بهم من ظلم وذل
وهوان.
وإذا كان التغيير الوطني
مطلباً إجماعياً لدى كافة
مكونات المجتمع السوري وشرائحه
فإن علينا أن نعلم أن التغيير
السلمي الديموقراطي لن يتم
بالتمني ولا بالتغني ، وإنما
سيتم بالتضحية و بالجهد الجماعي
المشترك. ويأتي في مقدمة هذا
الجهد دور النخب السياسية
والثقافية والاجتماعية في هذا
الميدان.
وإننا في وحدة الحوار الوطني
لنتساءل: لماذا يفرج نظام مستبد
عن المعتقلين السياسيين إذا لم
يكن في سورية حركة وطنية عامة
تنتصر لهؤلاء وتطالب بالإفراج
عنهم. وهل كانت المسيرات
والتظاهرات والاعتصامات إلا
بعض السبل السلمية لاستنقاذ ما
يمكن استنقاذه من أيدي
المستبدين؟!
ولماذا يكشف النظام عن مصير
عشرات الآلاف من المفقودين إذا
كان أهلوهم الأقربون وأبناء
عشائرهم ومناطقهم وأحيائهم لا
يطالبون يومياً بمعرفة مصيرهم،
ولا يوقعون العرائض ويسيّرون
المسيرات للمطالبة بالكشف عن
أخبارهم.
ولماذا يسمح النظام بعودة
المنفيين مادام هؤلاء في
مهاجرهم لا يجدون الفرصة أو
الدافع لتنظيم الاعتصامات أمام
السفارات السورية التي تحمل
للعالم أجمع أخبارهم وتفاصيل
معاناتهم ومعاناة مواطنهم؟!
لماذا يصدر النظام قانوناً
للأحزاب إذا كان المثقفون
والأدباء والصحفيون وأساتذة
الجامعات والمحامون والمهندسون
والأطباء والمدرسون لا يجعلون
من هذا القانون مطلباً ملحاً
يعملون عليه ليل نهار؟!
ولماذا يُنصف النظام مئات
الآلاف من الأكراد المحرومين من
الجنسية ما دام الكثير من هؤلاء
يجدون في وعود النظام المتراخية
مادة للأمل وللرجاء؟!
ولماذا يتوقف النظام عن سرقة
عرق العامل وجهد الفلاح، وكسب
المواطن، وهو يرى هؤلاء يمضغون
الجوع والحاجة هم ونساؤهم
وأطفالهم بدل أن يرفعوا في وجه
السارق كلمة كفى.
إن النظام لن يبادر متطوعاً إلى
أي خطوة من هذه الخطوات إذا كان
هناك من ينتظر منه شيئاً. هو لن
يفعل ذلك لأنه يعلم أن خطوته
الأولى في هذا السبيل هي خطوته
الأولى نحو النهاية المحتومة.
أيها الأخوة
المواطنون..
إن التغيير قادم بإذن الله،
ولكنه لن يكون إلا إذا صنعناه
نحن أبناء سورية العربية الحرة
الأبية، ولن يكون إلا إذا
اشتركنا فيه جميعاً عرباً
وكرداً مسلمين ومسيحيين مثقفين
وتجاراً وعمالاً وفلاحين.
التغيير قادم،بإذن الله تبارك
وتعالى ، أما بديله فهو استمرار
هذه الحالة من الظلم والقهر
والاستبداد والفساد وسرقة
المال العام. و بديله المزيد من
سياسات التفتيت والتشتيت
والتضييع، وقطع أواصر سورية عن
رحمها العربي، وبعدها الإسلامي
لإلحاقها تابعاً ذليلاً لمحور
إقليمي بدأ ينشب أظافره
المذهبية والثقافية
والاقتصادية في بنية المجتمع
السوري.
أيها الأخوة
المواطنون..
إن معركة النظام السوري مع
الجوار العربي ليست معركة
عارضة، وحرص النظام على إشاعة
الفتنة في العراق لتدمير بنيته
الوطنية، وعلى استمرار الفتنة
في لبنان ليست إلا جزءاً من
استراتيجية قديمة طالما عمل
النظام عليها.
إننا في وحدة الحوار الوطني إذ
نندب أبناء وطننا للتحرك لإزاحة
النير عن كاهل المستضعفين من
أبناء شعبنا، نمد أبصارنا إلى
أخوة العقيدة والرحم في العالم
العربي والإسلامي ليدركوا
حقيقة ما يحاك لسورية الوطن
والإنسان وانعكاساته السلبية
على المنطقة أجمع، ولتكون لهم
وقفة عزيمة ورشد تقطع على مشروع
الريبة القائم على الخداع
والزيف مساره، ولتعيد سورية إلى
مكانتها الطبيعية قلب العروبة
وموئل الفئة الظاهرة من أهل
الإسلام. ولتوقف جميع عمليات
السمسرة الرخيصة على هذا القطر
العربي المسلم المبارك أرضه
وأهله
إن تمسكنا بثوابتنا وهويتنا
العربية الإسلامية وحقوقنا
الوطنية هو مدخلنا الطبيعي لجعل
سورية عامل استقرار وواحة إنجاز
حضاري ويداً ممدودة بالخير لكل
محبي الخير والسلام في العالم.
إن سورية الدولة المدنية
الحديثة على قاعدة السواء
الوطني هي البديل الأمكن للنظام
الفئوي الفاسد الذي مرد على
الاستبداد والفساد. أما بديل
العدل والمساواة والحرية فلن
يكون إلا المزيد من الكراهية
والمزيد من الفوضى والمزيد من
الفتنة والاضطراب.
زهير سالم
وحدة الحوار الوطني
في 18 /9 /2007
|