ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
بيان
من وحدة العمل الوطني لكرد
سورية حول
أحداث الجمعة الدامية لقد تابعنا ببالغ
الأسف والحزن والقلق أمس الجمعة
(2/11/2007) الأحداث المأساوية التي
شهدتها المدينتان الكرديتان
السوريتان القامشلي وكوباني (
عين العرب). هذه الأحداث التي ما
كان لها أن تقع وأن تسفر عن هذه
الخسائر (شهيد وجرحى ومعتقلون
ومطارَدون) لو أن السلطات
السورية قد شعرت بمسؤولياتها
القانونية، ومارست صلاحياتها
وفق الدستور والقانون اللذين
يُفترَض العمل بهما، وشعرت حقاً
أنها المسؤولة مسؤولية مباشرة
عن أرواح مواطنيها وسلامتهم وأن
لهم الحق في أن يعبّروا عن
آرائهم ومواقفهم بالطرق
الحضارية والديمقراطية. لقد خرج الناس
في مسيرات ومظاهرات سلمية في
القامشلي وكوباني احتجاجاً على
التهديدات التركية باجتياح
كردستان العراق، تحت ذريعة
ملاحقة عناصر حزب العمال
الكردستاني، وهذا العمل يكفله
الدستور السوري نفسه، كما تقرّه
وتكفله كل القوانين والشرائع
الأرضية والسماوية، ذلك أن
التعبير عن التضامن مع الأشقاء
الكرد في كردستان العراق ورفض
الخيار العسكري ضدهم حق طبيعي
لهم، وعلى السلطات المعنية أن
تحمي المتظاهرين، وتتيح لهم حق
التعبير عن مواقفهم، لا أن تعمد
إلى استخدام الرصاص الحي
والقنابل المسيلة للدموع
والهراوات ضدهم فتسقِطَهم بين
قتيل وجريح، وترفض معالجة
الجرحى في المستشفيات العامة،
أو تمنع التبرع بالدم لهم،
وتبدأ بشنّ حملة اعتقالات واسعة
ضدهم، كما فعلت أمس الجمعة، وما
زالت القضية في تفاعل وغليان. لقد أظهرت أحداث
أمس المأساوية عن جملة من
المؤشرات والقضايا، يأتي في
مقدمتها: 1ـ إن الشعور
الوطنيّ والقوميّ لدى أبناء
الشعب السوري ـ والكرد منهم
بوجه خاص ـ والحرص لديهم على
تجنيب المنطقة المزيد من
التوترات والحروب والكوارث،
أكثر مما لدى السلطات الحاكمة
هناك. 2 ـ إن السياسة
القمعية والتفكير الاستئصاليّ
ما زالا يحكمان تصرفات حكام
دمشق تجاه أبناء الشعب السوري،
وإن ما يجري في المنطقة والعالم
من تغيرات لم تلامس وجدان هؤلاء
الحكام ولا دواخلهم، الأمر الذي
يؤكد أن هذا النظام غير قابل
للإصلاح، بل لا بد من تغييره
بسواعد أبناء سورية وتكاتفهم
وإصرارهم على العيش بكرامة
وحرية. 3 ـ إن حكام دمشق
مستعدّون للتضحية بالشعب
السوري على مذبح المصالح الضيقة
لهم، دون النظر في العواقب
الوخيمة لسياساتهم القمعية
والوحشية! 4 ـ وأظهرت أحداث
أمس الكمّ الهائل من الرعب
والضعف اللذين بدأ النظام
السوري يشعر بهما، خوفاً من
مجهول لابدّ آت يذهب به وبكل ما
زرعته يداه طوال عقود من
التمييز والعنصرية المقيتة
والإرهاب والإفقار، فسياسة
البطش والقتل لمجرد مسيرة سلمية
حضارية أكبر دليل على الخوف
الذي ينتاب صانعي القرار في
دمشق، وهي البرهان على التوتر
الشديد الذي يعيشه هذا النظام
الفاقد للشرعية والسند
الشعبيين! 5 ـ كما أكدت
أحداث الجمعة من ناحية أخرى أن
أبناء شعبنا قد أخذوا زمام
المبادرة في التحدي والتصدي
لممارسات السلطة غير
الإنسانية، طلباً لحياة تليق
بالآدميين، فقد تجاوز أبناء
سورية الغيارى حواجز الخوف
والتردد وتحمّل أنواع القهر
والعبودية إلى ما لانهاية. وما
على أبناء شعبنا في سورية ـ
بمختلف فئاتهم وطبقاتهم
وتوجهاتهم ـ إلا أن يضعوا
أيديهم في أيدي بعضهم،
ويتحدَّوا ممارسات النظام
الوحشية، فقد آذن الليل
بالرحيل، وبدأت تباشير الفجر
الصادق في الأفق." ويقولون
متى هو ؟ قل عسى أن يكون قريباً". الرحمة لشهدائنا
الأبرار الذين جعلوا دماءهم
الزكية وقوداً لقناديل الحرية
والعزة والكرامة على طريق شعبنا
الأبيّ، والشفاء العاجل
لجرحانا الميامين، الذين
اتخذوا من أجسادهم جسوراً يعبر
منها الشعب الصابر إلى شاطئ
الأمان، والخزي والعار والشنار
لأعداء الشعب الدمويين
المتوحّشين. وحدة العمل الوطني
لكرد سورية السبت 3/11/2007م ----------------------- البيانات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |