ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
رياض الترك : لا نريد لسورية
أن تنجر لصراعات دولية لا
تستطيع تحمل أعبائها دمشق
ـ خدمة قدس برس أشاد زعيم يساري
بارز في سوريا بنتائج اجتماعات
المجلس الوطني لتجمع إعلان
دمشق، واعتبر أنها تمثل محطة
سياسية مهمة في السياسة السورية
الداخلية والإقليمية والدولية،
ونفى أن تكون الاجتماعات قد
حصلت بالتنسيق مع السلطات
الرسمية كونها عقدت في
دمشق.وانتقد عضو المكتب السياسي
لحزب الشعب الديمقراطي السوري
رياض الترك في تصريحات خاصة
لـ"قدس برس" محاولات البعض
التشكيك في استقلالية الدعوة
إلى اجتماع أعضاء تجمع إعلان
دمشق وربطه بتوجهات دولية يُراد
لها أن ترسخ في المنطقة، وقال:
"نحن لا نأخذ إذنا من أحد، نحن
معارضة ننشط حسب فهمنا، وحسب
قدراتنا وحسب ما نظن أنه مفيد
لمجتمعنا السوري خاصة والعربي
عامة".ونفى الترك، الذي قضى
قرابة 18 عاما في السجون
السورية، أن يكون اجتماع إعلان
دمشق من بنات أفكاره، وأنه جاء
بأعضاء التجمع لتمرير سياسات
بذاتها، وقال: "ما جرى هو
اجتماع لأعضاء المجلس الوطني
لتجمع إعلان دمشق الذي يضم 220
عضوا، وقد حضر منهم 168 عضوا
وتخلف الباقون لأسباب مختلفة،
وهذا يؤكد أن الأكثرية الساحقة
حضروا، وهذا يحمل شرعيته
العددية، حيث أن كل المؤسسين قد
حضروا من مختلف التيارات القومي
المتعدد والتيار الديمقراطي
والإسلامي وسواهم من
المستقلين، ولذلك أستطيع أن
أقول إن ما نتج عنه كان شرعيا
بصرف النظر عمن قاده. وأنا شخصيا
لم أقده، وإن كنت أتشرف بأنني
واحد من الحضور إلى جانب مختلف
ممثلي التيارات السورية"،
كما قال.وعن رمزية عقد اجتماع
لإعلان دمشق في هذا الوقت
بالذات، قال الترك: "نحن في
إعلان دمشق قلقون من التطورات
السياسية التي جرت خلال الشهر
الماضي قبل أنابوليس وبعده،
ونظن أن على السلطة في سورية أن
تتفهم ضرورة عدم الخروج عن
محيطها العربي، وأن تتجه إلى
الحوار مع محيطها العربي دون أن
تنجر إلى صراعات تحمل طابعا
دوليا نحن لا نستطيع تحمل
أعبائها"، على حد قوله.وحذر
الترك تحديدا من انزلاق سورية
إلى حلف ثنائي مع إيران قد يكلف
البلاد والمنطقة ثمنا غاليا،
وقال: "السياسة الإيرانية في
صراعها مع المجتمع الدولي تشكل
عبئا دوليا لا تستطيع سورية
تحمله، ونحن من أنصار أن تكون
لسورية علاقات مع إيران، ولكن
نريد لطهران أن تتفهم الواقع
وأن ترفع يدها عن التدخل في
الشأن العراقي وتسعى إلى وحدته
وليس إلى تقسيمه على أسس
طائفية"، كما قال.ورفض الترك
القول إن هذه التوجهات تعبر عن
تحول في توجهات المعارضة
السورية لجهة الارتباط أكثر
بالليبرالية الحديثة التي يتم
الترويج لها في المنطقة، وقال:
"هذا ليس توجها ليبراليا، هذا
موقف عقلاني، فنحن لا نريد
للمنطقة أن تتغير لمصالح خارجية
لا علاقة لنا بها، فنحن نريد أن
نقول للحكومة السورية ولإيران
أيضا أن لبنان أصبح دولة ذات
سيادة، فعلى سورية أن تترك
للبنانيين شأنهم وأن يحلوا
تناقضاتهم بالحسنى، بينهم وأن
لا ينجروا إلى حرب جديدة، وهذه
دعوة إلى العقلانية وليس إلى
الليبرالية".وأعرب الترك عن
أسفه في أن تنجر بعض الجهات إلى
التشكيك في أول اجتماع من نوعه
لقوى إعلان دمشق منذ سنوات
طويلة في العاصمة السورية دمشق،
بدل مباركته وتوضيح الأهداف
الكبرى التي انعقد لأجلها وعلى
رأسها الدعوة إلى الخلاص من
الاستبداد، وأشار إلى أنهم
يتأذون كثيرا من الطروحات
الأمريكية في المنطقة على حد
تعبيره.ووجه الترك (77 عاما)
التحية إلى المراقب العام
لجماعة الإخوان المسلمين
المحامي علي صدر الدين
البيانوني ووصف رسالة التهنئة
التي وجهتها جماعة الإخوان إلى
القوى المشاركة في تجمع إعلان
دمشق بـأنها "أخوية تؤكد وحدة
المعارضة ضد الاستبداد"،
وقال: "لقد قرأت تحية المراقب
العام لجماعة الإخوان لنا عبر
الإنترنت، ونحن نشكره على ذلك،
لأنه في الحقيقة هو يهنئ نفسه
لأنه عضو أساسي ضمن تجمع إعلان
دمشق، ولكنه مبعد قسريا بسبب
الظروف غير الطبيعية التي تحرم
الإخوان من التواجد السياسي وفق
القانون 49، أتمنى أن نلتقي
قريبا على أرض الوطن في ظل سورية
الديمقراطية"، وفق قوله.يذكر
أن الترك اعتقل كسجين رأي دون
تهمة أو محاكمة، معظم الوقت
بمعزل عن العالم الخارجي، منذ
عام 1980 وحتى عام 1998. وفي الأول من
أيلول (سبتمبر) 2001، ألقت قوات
الأمن القبض عليه مرة أخرى خلال
إجراءات فُرضت على منتقدي
الحكومة.وفي 26 حزيران (يونيو)
2002، أصدرت عليه محكمة أمن
الدولة العليا حكماً بالسجن
عامين ونصف بتهم، من بينها
محاولة تغيير الدستور بطرق غير
شرعية. ومن المعروف أنه يعاني من
مرض السكري واعتلال في القلب،
وقد أفرج عنه بموجب مرسوم رئاسي
في 16 تشرين ثاني (نوفمبر) 2002،
وجرى بعد ذلك منعه من السفر عدة
مرات.
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |