ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
بسم
الله الرحمن الرحيم ندين
الاعتقال ونطالب بالشفافية
للمعتقلين بيان
من مركز الشرق العربي (لاَّ
يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ
بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ
إِلاَّ مَن ظُلِمَ..) إلى
شهود الحق من أصحاب الضمير الحر
في العالم.. إلى
أبناء شعبنا في سورية الحرة
الأبية.. ما
تزال فئات مريبة تسرب معلومات
متضاربة عن أخبار معتقلي الرأي
والضمير في سورية الحبيبة.
معلومات مضللة حول أوضاعهم،
وحول التهم الموجهة إليهم،
والأحكام التي تنتظرهم. وتتمادى
أحيانا لتبلبل الرأي العام
بالحديث عن إفراجات وهمية، أو
عفو ملتبس. وتتورط ثالثة بنعي
معتقل، والترويج لإشاعات حول
وفاته، كأسلوب لترويع أهله
وذويه، وإثارة قلقهم، وإرهاب
الرأي العام حول ما يمكن أن يجري
على من يعبر عن رأي منهم !! أيها
الأخوة المواطنون أبناء سورية
الحبيبة.. ومما
يساعد على ترويج هذه الأخبار
وانتشارها وتداولها، سياسات
التعتيم الكامل المفروضة على
المعتقلات السورية منذ عقود.
فالمواطن لا يستطيع أن يعرف
الجهة التي اعتقلت ولده أو أباه
أو أخاه، وما هي التهمة الموجهة
إليه، وفي أي معتقل هو؛ حيث يمكن
أن تمر سنوات والخبر مقطوع
والاتصال ممنوع. ودائما تمر
فصول المأساة والجهة الرسمية
التي يناط بها البيان، للدواعي
الإنسانية على الأقل، في صمت
القبور. فلا
تزال حقائق ما جرى في سجن تدمر
أولا، وفي سجن صيدنايا ثانيا،
مغيبة عن الرأي العام؛ وعن
أهالي المعتقلين.. على الرغم من
مرور سنوات وعقود. وما يزال مصير
طفلة مثل (طل الملوحي) محل
تكهنات وتخرصات المتخرصين.. أيها
الأخوة المواطنون.. يا
أصحاب الضمائر الحية في كل مكان.. سنتجاوز
في هذا المقام الحديث عن
الانعكاسات السياسية السلبية
لهذه التسريبات المريبة،
وسنتجاوز الحديث عن الدوافع
الحقيقية وراء سياسات التعتيم
التي تحجب أخبار المعتقلين،
والجهات الخفية التي تقف خلفها،
أو الجهات المستفيدة منها.. لن
نتوقف عند رغبة البعض في تجريد
المنظمات الحقوقية السورية،
وكذا المعارضة السورية من
مصداقيتها.. ولن نتوقف كذلك عند
الانعكاس المضلل لأخبار ما تزال
تتردد عن إفراجات وهمية عن
معتقلين يلقى بها على وسائل
الإعلام و(من يسمع يخل ) كما تقول
العرب... ولن نتوقف أخيرا عند
الاستثمار في التضليل الإعلامي
الذي انخرطت فيه أجهزة إعلامية
لا تني تسير في أهواء الأقوياء
وتخدم مشروعاتهم.. نتجاوز كل
ذلك لنتوقف، في هذا البيان، عند
الأبعاد الإنسانية لهذه الحرب
القاسية التي تشن على قلوب
الناس وضمائرهم.. يا
أصحاب الضمائر الحية.. أيها
الأخوة المواطنون هذه
أمٌّ تقرأ خبرا كتبه رجل من غير
قلب أن ابنتها في عداد الأموات.
وهذا الخبر ليس مضغة لبان
تلوكها الأفواه. أو أن يقال إن
البنت المذكورة ستحاكم محاكمة
الجواسيس!! خبر يخل بالشرف
العام، ويبعث على القلق. وهذه أم
أو أخت تسمع عن قائمة جديدة من
الإفراجات عن المعتقلين فتسارع
ملهوفة إلى الاتصال عسى أن يكون
ابنها أو شقيقها بين المحظوظين.. نداؤنا
أولا في هذا البيان إلى رجال
المعارضة السورية وإلى لمنظمات
الحقوقية الوطنية: توقفوا عن
تداول الأخبار قبل التحقق منها
وتمحيصها. ولا يستخفنكم الذين
لا يوقنون، لا تتعلقوا بالخبر
العابر مهما بدا براقا فالخبر
الزائف طعم لتدمير مصداقيتكم ؛
ولتكن خدمة الحقيقة هي رائدكم
وهدفكم.. نداؤنا
إلى كل أصحاب الضمائر أينما
كانوا: أن يتوقفوا عن العبث
بالجراح، وعن المتاجرة بمآسي
الآخرين . إن التلذذ بآلام الناس
مرض نفسي اسمه في عالم الطب
النفسي كريه.. وسيظل
طي ملف الاعتقال السياسي مطلبا
وطنيا قائما وملحا ومدخلا
لمشروع نهوض يدفع عن الوطن
وأبنائه كل عثار.. نداؤنا
إلى أصحاب الضمائر الحرة من بني
الإنسان في أي موقع كانوا أن
يضمدوا بالشفافية جراح المعتقل
وقلوب أهليه. ثم
لنذكر أن هناك ملفات مثخنة قد
تطاول عليها العهد وأصبح الخروج
بها إلى النور جسر إلى فضاء
إنساني وطني، وليس مطلبا سياسيا
ضروريا فقط.. ندين
الاعتقال نعم، ونرفضه ونأباه؛
ولكنه إن كان فلا بد أن يحاط
بظروفه الإنسانية، وبالشفافية
الكاملة التي اقتضتها قوانين
الأرض وفرضتها شرائع السماء.. لندن
في 2/ 10 / 2010 زهير
سالم مدير
مركز الشرق العربي للدراسات
الحضارية والاستراتيجية
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |