ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الخميس 20/01/2011


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مواقف

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة

بيان إلى الأحرار الأبرار في تونس وسورية

بسم الله الرحمن الرحيم

قال الله تعالى: ((ونُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأَْرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوارِثِينَ * وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الأَْرْضِ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهامانَ وَجُنُودَهُما مِنْهُمْ ما كانُوا يَحْذَرُونَ)).سورة القصص/الآيتان 5و6. صدق الله العظيم.

أيها الأبطال الأحرار الأبرار في تونس الخضراء:

     نتقدم إليكم في هذه اللحظة التاريخية، والفرحة تملأ قلوبنا، بأحرّ التهاني والتبريكات على إنجازكم التاريخي الباهر، الذي سطّرتموه بإيمانكم بالله وعدالة قضيتكم، وإصراركم وشجاعتكم ودمائكم الزكية، وتضحياتكم التي كانت موضع تقدير وإعجاب من العالم أجمع. لقد برهنتم أن بإمكان العين أن تقاوم المخرز، وأن الحق الذي وراءه مطالب لن يموت، وأن إرادة الشعوب أقوى من حديد الدكتاتور ونار الطاغية، وأن الشعب إذا غضب فإنه يحرق في طريقه كل الحثالات والدكتاتوريات، وأن طوفان المظلومين إذا بدأ فإنه يجرف في طريقه كل الطواغيت المفسدين ناهبي خيرات الشعوب وأرزاقها، لأن  الإنسان لا يحيا بالخبز وحده، بل بقيم الإيمان والحرية والعدالة والمساواة والكرامة وحكم القانون والمشاركة في الحياة العامة، أيضاً..وقبل الخبز.

    أيها الأبطال الأحرار الأبرار في تونس عقبة بن نافع والزيتونة:

    لقد أثبتّم أنكم نعم الخلف لنعم السلف، وأنكم بحق الرجال الأبطال الأبرار!! فهنيئاً لكم نصركم المؤزر، هنيئاً لكم إزاحة شين العابدين وعصابته الفاسدة المفسدة، الذين فاقموا الظلم الاجتماعي، ونهبوا خيرات تونس دون رقيب أو وازع من ضمير، طوال ثلاث وعشرين سنة، وعطّلوا الحياة السياسية والفكرية والمعنوية لشعب كامل، وصادروا إرادته وحاولوا العبث بوعيه، وتصرفوا بالبلد وأهله كما يتصرف صاحب المزرعة بمزرعته، وظنوا أنهم خالدون مخلّدون، ولم يطرق سمعَهم قولُ أبي القاسم الشابّي الخالد:

إذا الشعب يوماً أراد الحياة   فلا بدّ أن يستجيب القدَر

ولا بد للـيـل أن ينجلي    ولا بدّ للقيد أن ينكسـر

     لقد نسيت هذه العصابة ـ تحت تأثير خمر السلطة والجبروت ـ وظيفتها تماماً، وتحوّلت إلى مجرمين سُرّاق لسحق كرامة التونسيين وجمع الثروة والمال بكل السبل، المشروعة وغير المشروعة، ولم تلتفت إلى مشكلات الناس ومعاناتهم، فوقعت ضحية طغيانها وفسادها وجشعها وانصرافها عن مصالح الشعب والوطن!!

    أيها الأبطال الأحرار الأبرار:

     لقد فتح جهادكم الميمون ونصركم الساحق الماحق هوة كبيرة في جدار العجز الشعبي العربي أمام الأنظمة الفاسدة، وصار كل الطواغيت ـ ممن هم على شاكلة شين العابدين في البلاد العربية ـ يتحسسون رؤوسهم وكراسيهم، ويشعرون أن ساعة حسابهم العسيرة قد اقتربت، بل إن النوم قد فارق جفونهم، وهم يرون ما فعلتم بصمودكم واستعدادكم للتضحية بكل غال ونفيس في وجه الاستبداد وسياسة تكميم الأفواه والتجويع والإفقار المتعمد، ونتيجة إصراركم على استرداد حقوقكم المغتصبة من طاغية لم يجد في رجالات التاريخ وعظمائه كلهم سوى فرعون ليقتدي به ويتخذه أسوة ومعلّماً!!

    أيها الأبطال الأحرار الأبرار:

    إننا إذ نهنئكم، ونعلن تأييدنا لكم ولانتفاضتكم المباركة، وتضامننا معكم، ووقوفنا إلى جانبكم، ونرفع أكفَّ الضراعة إلى الله تعالى أن يسدد خطاكم، ويلهمكم الصواب، فإننا نبتهل إليه سبحانه أن يأخذ بأيديكم إلى بناء تونس جديدة، تونس لكل أبنائها، بكل ما فيها من خيرات وثروات، تونس الحرية والمواطنة والعدالة والمساواة في الحقوق والواجبات والرفاهية. ولا يفوتنا أن نذكّركم بضرورة سهركم على حماية إنجازكم، والحيلولة دون عودة عصابة المجرم الفارّ وزبانيته وتشويه عملية التغيير الديمقراطية التاريخية، وتفويت الفرصة على من يريد العبث والمساس بالأملاك العامة والخاصة لإحداث الإرباك والفوضى، ليبقى هذا الإنجاز الرائع الأنموذج المحتذى للعرب والمسلمين الرازحين تحت حكم الأنظمة القمعية والدكتاتورية.

     أما أنتم يا أبناء سورية الحبيبة، عرباً وكرداً، مسلمين ومسيحيين وعلمانيين، عسكريين ومدنيين، عمالاً وفلاحين وطلاباً وموظفين وعاطلين عن العمل، رجالاً ونساء وشباباً، من أقصى الجنوب إلى أقصى الشمال، ومن أقصى الغرب إلى أقصى الشرق:

      فإنكم ولاشك رأيتم ما حققه إخوانكم في تونس، عندما قاموا بنفض غبار الذل عن كاهلهم، مستعينين بالله القوي القادر، ومتوكلين عليه، ومصممين على استرداد كرامتهم وحريتهم من أيدي نظام لم يكن له همّ سوى السلب والنهب والطغيان وخنق الأصوات الحرة، فعوّضهم الله نتيجة جهادهم وصبرهم وإصرارهم وتضحياتهم وشجاعتهم بأن حقق أمانيهم وتخلصوا من الكابوس الرازح فوق صدورهم منذ ثلاث وعشرين سنة عجاف.

     يا أبناء سورية الحبيبة:

     إنكم لستم بأقل من التونسيين حيلة وشجاعة وإقداماً، وليس نظام بشار أقلّ سوءاً من شين العابدين بن علي وعصابته المجرمة، وإن نسبة الجائعين والعاطلين عن العمل في سورية ليست أقلّ من نسبتهم في تونس أيام حكم الطاغية، وإن الفساد والإفساد والرشوة والمحسوبية وموت الضمائر، واتباع السياسة الطائفية تجاه الأكثرية السنّية، والسياسة العنصرية تجاه المواطنين الكرد، ومحاربة مظاهر التدين في المدارس والدوائر والشوارع، ورهن إرادة سورية وحاضرها للدخلاء، وحكم سورية منذ عام 1963 وحتى هذه اللحظة بقانون الطوارىء والأحكام العرفية، وتغييب أكثر من سبعة عشر ألف معتقل في أقبيته وزنازينه منذ ما يزيد على ثلاثين عاماً، وتسليم أرض الجولان للصهاينة في مسرحية عام 1967م، وحراسة حدود "إسرائيل" لمنع أي عمل ينغّص على الصهاينة راحتهم، ونهب خيرات سورية الكثيرة من قبل أزلامه ومرتزقته، وتحويل نظام الحكم في سورية إلى حكم وراثي بغيض، ومنع الناس من حرية التعبير والعمل، والتسبب في حرمان النسبة العظمى من السوريين من الحياة الحرة الكريمة، وحرمان عشرات الألوف من المهاجرين السوريين القسريين من أبسط حقوقهم، وحرمان مئات الألوف من المواطنين الكرد من حق الجنسية والتملك والسفر والعمل...إلخ، إن هذه المظالم لهي بعض صفات النظام السوري الذي يثقل كاهل الشعب السوري ويحبس أنفاسه منذ ثمان وأربعين من السنين العجاف، وإن كل جريمة من جرائم هذا النظام أو صفة من الصفات التي أشرنا إليها كافية لأن تُنهِض  أصحاب الهمة والكرامة والإرادة من شعبنا، ويعلنوها انتفاضة عارمة وغضبة مضرية ومسيرة لاسترداد العزة التي سلبت، والكرامة التي ديست، والفساد الذي عمّ وطمّ.

    إن المواطن السوري يستحق أن يحيا حياة أفضل من هذه التي يحياها، وإن الفساد والتمييز على أساس طائفي أو عرقي في جميع  دوائر الدولة يجب أن يتخلص منه السوري، وإن النهب والسرقة للمال العام يجب أن يوضع له حدّ صارم ونهائي، هل سأل أحدنا نفسه: لماذا لم يدخل النفط في بنود الميزانية العامة؟ وماذا يعني قول أحد المنافقين، عندما أثار أحد الشرفاء هذه القضية في مجلس الشعب: "إن النفط في أيدي أمينة"؟ وهل من الأمانة أن تبقى ثروات البلد في أيدي أناس لا تطولهم يد الرقابة ولا عينها وهم من هم!!

     وإن من واجبنا أن نهيىء لأبنائنا وأجيالنا المقبلة مستقبلاً أفضل من هذا الذي نشهده، وإن علينا أن نتذكر أن الحقوق تؤخذ ولا تعطى، وأن التغيير يبدأ من دواخلنا، وأن الله لا يمطِر ذهباً ولا فضة، وأن حق السوري في دولة المواطنة والحرية والعدالة والمساواة في الحقوق والواجبات، وحقه في العيش الكريم، وفي حرية التعبير والتفكير والنشر حق ثابت، ولا يمكن لكائن من كان أن يلغيه أن يحرمه منه، فهل هو كذلك في واقع الناس.

      (( وقل اعملوا، فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون)) صدق الله العظيم.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تنظيم وحدة العمل الوطني لكرد سورية

18/1/2011م

-----------------------

البيانات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

 

 

 

أعلى الصفحةالسابق

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ