ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
بسم
الله الرحمن الرحيم والحمد لله
رب العالمين وصلى
الله على سيدنا محمد وآله وصحبه
والتابعين تحية
للشعب التونسي العظيم الشبيبة
الإسلامية المغربية بمناسبة
النصر الذي حققه الشعب
التونسي بإسقاطه
ركنا من أركان الاستبداد
والطغيان تتقدم
الشبيبة الإسلامية المغربية
بأحر التهاني والتبريكات للشعب
التونسي ، داعية الله عز وجل أن
يتم عونه وتوفيقه بإسقاط كل
أركان هذا النظام الظالم الذي
أفسد البلاد وسام العباد شر
العذاب. لقد قدم
شعب تونس درساً متميزاً لباقي
الشعوب والحكام بجرأته
وتضحياته وإصراره على حقه
في حريته واختياره أسلوب تدبير
شأنه العام ، وأكد بهذه الملحمة
أن الشعوب لا يمكن قهرها
وإذلالها أبد الدهر، كما كشف
هشاشة أنظمة الاستبداد وضعفها،
ولا شك أن هذا الدرس بليغ في
معانيه ودلالاته؛ فالسلطة ليست
امتيازا وتشريفاً وإنما هي
التزام وتكليف ومحاسبة، السلطة
هي مسؤولية لخدمة الشأن العام
وليس لإذلال العباد وامتهان
كرامتهم وتكميم أفواههم والزج
بهم في السجون والمنافي. لقد
استأسدت الطغم الحاكمة على
شعوبها وصادرت حرياتها وحقها في
تسيير أمرها ونهبت ثروات البلاد
ونسيت أن الشعوب مهما طال
استضعافها سيأتي يوم تطيح فيه
بجلاديها. إن
الشعب التونسي قد فرض نفسه قدوة
للتغيير، فهو لم يتجه إلى قوارب
الموت لتغيير الواقع كما فعل
العاطلون واليائسون في المغرب،
ولم يتجه إلى بيع أعراضه
ويستسلم لتجار الدعارة التي
تشرف عليها الأنظمة الحاكمة كما
فعل بعضهم، وإنما عرف الداء
معرفة دقيقة ونجح في اختيار نوع
الدواء. أملنا
أن يكون جميع الحكام قد فهموا
الدرس قبل فوات الأوان، وأن
يدركوا أن حرية الشعوب وحقها في
العيش الكريم هو حق لها وليس
امتنانا منهم على شعوبهم. إن "العاقل
من اتعظ بغيره والجاهل من اتعظ
بنفسه"، ونأمل أن يكون الجميع
قد اتعظ بهذا الدرس البليغ، وأن
يتوب الحكام إلى جادة الصواب
وأن يفكوا القيود التي فرضوها
على شعوبهم. فلتخسأ
أنظمة الاستبداد والطغيان،
ولتخسأ الطوائف الخانعة الضالة
والحزبيات المهترئة المتعيشة
بتقبيل الأيدي، والمتاجرة
بأعراض الأمة ودماء شهدائها،
ولتخسأ الطوابير الواقفة على
الأبواب انتظارا للتصدق عليها
برخصة حزب أو مقعد برلمان، أو (التشرف)
بركوع لغير الله تعالى. المجد
للشعب التونسي العظيم...المجد
للشعوب الحية الأبية دائما ...و
لا نامت أعين الجبناء. الشبيبة
الإسلامية المغربية عمر
وجاج الأمين
العام للشبيبة الإسلامية
المغربية الجمعة
09 صفر 1432 هـ ----------------------- البيانات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |