ـ

ـ

ـ

السبت 12/02/2011

واسلَمي يا مصر...

بيان من تجمع المثقفين الأحرار

واسلَمي يا مصر سلمتِ على مر الزمان..

سلمت يا مصر، سلم نيلك، وسلمت أهرامك، سلم أزهرك ومنارك...

سلمت يا مصر، وسلم بنوك وبناتك، سلم شيبك وشبابك، سلم رجالك ونساؤك..

سلمتِ يا مصر، سلمتِ عمادا ولواء وسندا وذخرا ورائدا على طريق الحرية والمجد والبناء والبقاء..

سلمت يا مصر، وعظم إنجازك، وعز نصرك، وانفسح الأمل، وأشرقت قلوب المؤمنين والمستضعفين، وزُلزلت الأرض تحت أقدام الطغاة والمستكبرين زلزالها..

سلمت يا مصر ، وسلم صناع النصر يهدونه، عذرا لتاريخ من الألم والدماء والشهداء، وأملا في مستقبل كبسمة على ثغر الوليد..

سلمت يا مصر، وسلم حَسَنُكِ وعودتكِ وسيدُكِ وزينبُك وكل الأحرار والحرائر الذين صفعتهم جيوش الخراب، فثبتوا يرقبون فجر هذا اليوم من بعيد..

سلمتِ يا مصر، مصر الأهل، والصحب، وشراكة حطين وعين جالوت، والجمهورية العربية المتحدة..

ومن القطر الشمالي للجمهورية العربية المتحدة ، أيها الأبطال والأساتذة والمعلمون.. نزف التحية والتجلة والإعزاز والإكبار. نهنّئكم بيوم النصر ويوم الحرية ويوم الوفاء ويوم البناء..

أيها الأخوة، أخوة العقيدة وأخوة النسب، وأخوة الأمس وأخوة اليوم والغد..

لقد ظنوا أنهم أحكموا حلقات معادلة البغي على أمتنا وشعوبها، لقد ظنوا أنهم أحكموا معادلة إذلالنا وامتهاننا وتضليلنا، وغسيل عقولنا والعبث بقلوبنا وإفقارنا واحتلال أرضنا، واستنزاف خيراتنا وضرب أمتنا بكل حطيط مهين من أبنائها؛ ولكنكم بنصركم العظيم ونصر إخوانكم في تونس من قبل، خيبتم ظنهم، وأبطلتم مكرهم ووقفتم وسط الفضاء العالمي تنادون بدولة الحق والقوة والحرية، ومجتمع الإخاء والمساواة والتكافل والتناصر.

دولة الحق التي تحمي وتصون، ومجتمع المساواة والتناصر الذي يبني ويعلي. فبورك للشعب العربي في مصر نصره، بورك يومه وغده، لقد عبرتم ،إخوةَ التاريخ الطويل، عن أصالة الأمة وعن روحها الحضاري. وقدمتم في ساحة تحرركم الأنموذج الذي يبعث الأمل والثقة في العقول والقلوب..

الأهلُ على أرض الكنانة..

الطريق وعر، والدرب طويل، والتجربة منظورة، والمشككون كثر، والمتربصون أكثر فليكن كل واحد منا مثالا وقدوة من الذين (( لا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الأَرْضِ وَلا فَسَادًا..)) وإنه لن يسقط الطاغية عمليا إلا بسقوط كل ادعاءاته ودعاويه..

أيها المستضعفون تحت سنابك الظلم والظالمين..

لقد أسقطت ثورتا تونس ومصر العظيمتان الرائدتان حق المستضعفين في الشكوى، و في النقيق. وهذا الطريق إلى الخلاص سالك وسهل وميسور، رؤية وطنية سلمية، وعزيمة وتصميم وثبات، ثم نزع لجلباب الخوف، وتجاوز لعفاريت التخويف. (( ادْخُلُواْ عَلَيْهِمُ الْبَابَ فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ )) الحقوق تؤخذ ولا تعطى. اطلبوا الحق برفق، واجعلوا الواجب دابا..

أيها المستكبرون المتغطرسون..

(( قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاء وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاء وَتُعِزُّ مَن تَشَاء وَتُذِلُّ مَن تَشَاء بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ))

ولا تعجب لحادثة الليالي     فما لحوادث الدهر انقضاء

والسعيد من اتعظ بغيره.

زهير سالم

ميسر

تجمع المثقفين الأحرار

لندن 11/2/2011

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ