ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
عماش
مخاطبا القذافي: إن سياسة القتل والبطش والاستبداد لا تدوم فالشعب
يستيقظ مهما طالت غفوته الحمد
لله رب العالمين والصلاة
والسلام على سيد المرسلين وعلى
آله وصحبه اجمعين، أما بعد: في صفحة
من صفحات الأحداث الملتهبة هذه
الأيام في أجزاء من ربوع وطننا
العربي الكبير بدءً من الجنوب
العربي في اليمن والبحرين
وامتدادا ً إلى ليبيا وما يجري
على أرضها، نقف متساءلين حيث
تتكاثر الأسئلة بشكل يثير
الالتباس بين الذي يجري واقعا ً
وبين ما يرتسم في الذهن، وأبرز
الأسئلة يمكن أن نقوله في الشكل
الأتي : هل القوة المفرطة هي
الطريق الأمثل لتحقيق الأمنيات
وفرضها على الواقع ؟ ولا
أظننا نقول بنعم ولن يقول غيرنا
نعم أيضا ً، لان إجابة سوف ترسم
على الألسنة قائلة: لقد مرَ على
نظام الكتاب الأخضر قرابة
الأربعين عاما ً، فلم يحقق هذا
النظام ما رسمه في مواده حتى
يثور الناس مطالبين بالإصلاح
ومطالبين بالخدمات ومطالبين
بالديمقراطية ومطالبين
بالمساواة، ألم تكن هذه الأعوام
الأربعون كافية لتحقيق رجاء
الشعب في مطالبة هذه حتى وصل إلى
هذه المرحلة ليقوم بما يقوم به
من أحداث أورثت الجراح في الجسد
الليبي الشعب يتظاهر،
والجماهير يهزها ألم موجع
فتعلنها صرخات بل تجاوزت الصراخ
إلى فعل الحي فتحرق وتدمر في جسد
النظام. فهل هي محض صدفة أن تجري
هذه الأحداث التي تقوم بها فئات
محرومة من شعب كان يمكن لو توفرت
له قيادة حكومة حرة أن يأكل
لقمته بملاعق من ذهب، لو مشت
العدالة برجليها صحيحة معافاة،
وهل كان يحدث الذي حدث لو كان
الشعب مستوفيا ً لحقوقه مستظلا
ً بقيادة ترعاه وتفكر بمصالحه؟ إن
مشكلة الإستبداد هي أنه ينظر
بنصف عين إلى جماهيره حتى إذا
بلغ السيل الزبى استيقظ ليشجب
الغوغاء والفوضى. كان
الأجدر بالحاكم الليبي ذي
الأفكار العابرة المتغيرة أن
يبني بلده ويحكم شعبه وفق نظام
عادل متوازن في كافة المجالات،
والنظام العادل هو رجاء الشعوب
المستهان بأمرها من قبل حكام
يمنون على شعوبهم بلقمة الخبز
النظيفة والماء الصافي والنور
الدائم. إن
سياسة القتل والبطش والاستبداد
لا تدوم ، فالشعب يستيقظ مهما
طالت غفوته. وهاهو
الشعب الليبي شعب عمر المختار
يستيقظ على آلامه ومظالمه
ليعلنها صرخة عاتية بوجه حاكم
غفا على أوجاع شعبه وعزل نفسه
بخيمة لا يسمع منها أنين مظلوم
ولا صرخ جائع. وها هو
الشعب ينتقض، وهاهو الشعب يقول
كلمته بصوت عال ٍ وسواعد غاضبة
تهز كراسي المتجبرين .. لقد آن
الأوان ليعرف هذا الحاكم أن يد
القوة فوقها يد الشعب الغاضب
التي تهزأ بالرصاص والقنابل
لأنها يد الحق العارم ، وسيعلم
الذين ظلموا اي منقلب ينقلبون .. والله
اكبر على الظالمين ... الشيخ
قتيبة سعدي عماش الناطق
الرسمي لجماعة علماء ومثقفي
العراق 19/ربيع
الأول/1432 هـ 23/2/2011 م ----------------------- البيانات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |