ـ

ـ

ـ

السبت 26/03/2011

بيان لجنة المبادرة الوطنية لمساندة الانتفاضة السورية

حول المجازر المستمرة في سورية

لا للقتل.. نعم للحرية والعدل والكرامة

أيها الإخوة المواطنون أبناء سورية الحرة الأبية..

يا أبناء أمتنا العربية والإسلامية .. يا أحرار العالم في كل مكان..

مرةً بعد مرة، يعود النظام الحاكم إلى استخدام الرصاص الحيّ، ضدّ مواطنين عزل، خرجوا للمطالبة بحقوقهم في العدل والحرية والكرامة الإنسانية، التي افتقدها الشعب السوري منذ عقود طويلة..

أعداد الشهداء والجرحى تتعاظم ساعةً بعد ساعة. قبل أيام كان المتابعون يعدّون الشهداء بالعشرات، واليومَ يُعدّ الشهداءُ بالمئات، بالأمس كان الحديث عن درعا ومسجدها الكبير، واليوم الحديث عن سورية كلّ سورية، بمدنها وبلداتها وقراها.. اليومَ تمتدّ انتفاضة الشعب السوريّ ضدّ الظلم والاستبداد والفساد.. ويمتدّ معها القتل إلى كلّ مدينة وبلدة وقرية في سورية..

النظام الذي قدّم للناس بالأمس حلولاً هزيلةً ووعوداً فارغة، على لسان مستشارة رئيس الجمهورية، سرعان ما انقلب على هذه الوعود. لقد اعترفوا أمس بحق المواطنين في التظاهر السلميّ، فلما اطمأنّ الناس إلى وعودهم، فاجئوهم بالرصاص الحيّ في كلّ مكان.

أيها الإخوة المواطنون.. إن الإدانة والاستنكار والشجب لعمليات القتل التي يمارسها النظام بدم بارد على طريقته التقليدية، لا تكفي وحدَها. إن سفك دماء المواطنين السوريين بهذه الطريقة، جريمةٌ بحق الإنسانية بكلّ المعايير، وسوف يكون لهذه الجريمة انعكاساتها على الموقف الوطنيّ بشكل عام. إن الاستهتار بحياة الناس سوف يضع الظالمين على طريق السابقين من أمثال (بن علي) و(مبارك)..

إن صوت الحرية الهادر في شوارع المدن والبلدات والقرى السورية، هو صوتٌ وطنيّ خالص، وسلميّ محض، وعلى هذا فإننا نحمل الرئيس (بشار الأسد) شخصياً مسئولية كلّ قطرة دمٍ سالت أو تسيل، برصاص أجهزة الأمن والقوات المسلّحة التي ترتكب جرائمها باسمه، ونرفض أيّ محاولة للاختباء وراء الأسماء المجهولة، أو المتهمين التقليديّين: الإرهابيين والمدسوسين والمتسلّلين. إنّ الرئيس بشار الأسد يتحمّلُ المسئوليةَ أمامَ الله، والتاريخ، والمجتمع الدوليّ، وأمامَ أبناء شعبنا بشكل خاص. كما أنّ الشعب السوريّ يرفضُ نتائج أيّ تحقيقٍ مزيّف، تقوم به لجنة يشكلها الجناة أنفسهم..

يا أبناء أمتنا العربية والإسلامية. إن إخوانكم في سورية العربية المسلمة، يُقتَلون كما رأيتم وعاينتم وبالدم البارد، لأنهم يطالبون بحقوقهم في الحرية والكرامة الإنسانية. نذكّركم الله في حق هذا الشعب، نذكّركم بإخوّة العروبة والإسلام، وحق المسلم على المسلم أن لا يظلمه ولا يسلمه ولا يخذله..

نناشدُ الأمين العام للجامعة العربية، والأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلاميّ، وقادة الرأي والفكر والسياسة.. أن يبادروا للأخذ على يد الظالم، لرفع ظلم عقود عن كاهل شعب عزيز كريم.

يا أبناء شعبنا الحر الأبيّ.. يا شباب الوطن الأبطال.. اعلموا أن الحقوقَ تُؤخَذُ ولا تُعطى، وأن احترامَ العالم خيرٌ من شفقته، لا تنتظروا مكرمةً أو منّةً من أحد. أنتم أصحابُ الكلمة العليا واليد العليا في هذا الوطن..

احرصوا على وحدة صفكم، وتمسّكوا بوحدتكم الوطنية، ارفضوا كلّ دعوات التمزيق الطائفية والسياسية.. أنتم الآن تعيدون بناء الوطن، فأكّدوا على القواسم المشتركة في الحرية والعدل والكرامة الإنسانية.. ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلَوْن إن كنتم مؤمنين. 

25 آذار (مارس) 2011

عن لجنة المبادرة الوطنية لمساندة الانتفاضة السورية

علي صدر الدين البيانوني

-----------------------

البيانات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ