ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
نداء من غسّان النجار إلى فضيلة الدكتور إبراهيم السلقيني
المفتي العام لمدينة حلب بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله
وبركاته في هذه اللحظات الحرجة الّتي
يمرّ بها قطرنا العربي السوري
وفي الوقت الّذي تجري فيه دماء
المؤمنين المسالمين أنهارا في
طرقات درعا وريفها ؛ نوى وازرع
والصنمين وانخل وجاسم ودمشق في
حيّ الميدان وريفها ؛ دوما
وداريا والحجر الأسود وحرستا
والمعضمية وبرزة وحمص وتلبيسه
وحماه واللاذقية وجبلة وبانياس
والبيضا وغيرهم ممن تجاوز
أعدادهم أربعمائة وخمسين شهيدا
حسب الاحصاءات الرسمية ، أقول
في هذه الظروف العصيبة والتي لا
يَعرف القاتل فيمَ قَتل؟! ولا
المقتول الأعزلُ فيمَ قُتل ؟!
وهو ينادي : سلمية...سلمية
وتُوجه إليهم الرصاص الحي
من على أسطح المنازل من قبل
الأجهزة الأمنية المختلفة
الأسماء أو من الشوارع مباشرة
على رؤوسهم وصدورهم بقصد القتل
العمد والإبادة الجماعية وهم لا
يحملون عصاً أو حتى قطعة حجر في
أيديهم. أقول لفضيلتكم لم يعد هناك –
ياسيدي- عذرٌ لموافقٍ أو ساكتٍ
أو واقفٍ على الحياد أو العزفِ
على نغمة الفتنة أو ولي الأمر
الغالب وهو يوغل في دماء
المواطنين سفكاً دون وجه حق ، لا
يرعى إلاً ولا ذمة. إنني – ياسيّدي – من باب
معرفتي بشخصكم الكريم والأخوّة
والصداقة الّتي تربطنا
ومرافقتي لتاريخكم المشرف في
انكاركم المنكر على مدى خمسين
عاما خلت ؛ أرى واجباً شرعياً
عليّ باسمي وباسم الغيارى من
أبناء الشعب والوطن وباسم
الغالبية العظمى من سكّان مدينة
حلب ؛ أن ألحّ بالرجاء
وأن أناشدكم بالله كي
تخرجوا إلى الشعب وتعلنوا فوراً
استقالتكم من منصبكم الرسمي –
منصب الإفتاء العام لمدينة حلب
– احتجاجاً على ما جرى من قتلٍ
وتعذيب وقمع واعتقالٍ لآلاف من
الرجال والنساء والأطفال بل قلع
لأظافر الأطفال. إنّ الحراك الشعبي – يا سيدي -
في الشارع هو سلميٌ مائة في
المائة وما يروّج له الاعلام
الرسمي الكاذب هو من تلفيقات
وكذب أجهزة النظام وإن الصور
وأفلام الفيديو الحيّ
المنشورعلى مراكز التواصل
الاجتماعي تكذّب كل ادّعاءات
النظام من "المؤامرات
الخارجية" أو" الفتنة
السلفية" أو كذب ما يسمي"
بالعصابات المسلّحة". يافضيلة الأخ المفتي العام :لقد
بررنا لكم قبولكم منصب الافتاء
في حينه والتمسنا لكم العذر
بنية خدمة المواطنين وجمهور
الأمّة والآن وبعد هذه المآسي
والمجازر الرهيبة الّتي قامت
بها أجهزة النظام الأمنية
وأتباعها المرتزقة ، نوجّه
خطابنا لكم أنّه " لا عذر لكم
ولجميع الشرفاء من ذوي المناصب
الهامّة في الدولة بالبقاء تحت
مظلّة هذا النظام الأمني ، هذا
النظام القمعي لا يحترم حتّى
توقيع رئيس الجمهورية في مرسوم
رفع حالة الطوارئ في البلاد ،
فيعيث فساداً وقتلاً ودمارا
ويطلق الرصاص الحي بل قذائف
المدفعية والدبابات على
الأحياء الآمنة والسكّان
العُزّل ويقتلون المؤمنين
المصلّين داخل بيوت الله. إنّ الواجب الشرعي وأنتم أعلم
به – يا سيّدي – يقتضي أولاً من
الجميع أن
لا يعينوا الظالمين حتّى
بالسكوت عن دعم ونصرة المؤمنين،
وأظنك تعلم أنّ الدكتور عماد
الدين رشيد نائب عميد كلية
الشريعة في دمشق قد مضى على
اعتقاله ثلاثة أسابيع ولا يُعرف
مصيره حتى الآن
؟! إنّ التاريخ والأجيال
القادمة ستذكر أسماء الّذين
وقفوا مع حريته من بعد ما ظُلموا
وانتصروا لشعائره الدينية
والوطنية . وبناءً على ذلك نكرر مطالبتنا
لكم بتقديم استقالتكم فوراً من
منصب إفتاء
مدينة حلب كي لا يُفسّر بقاؤكم
على أنّ علماء حلب يدعمون
النظام المستبد ويقفون مع الظلم
وإننا لمنتظرون ما يثلج صدور
السوريين جميعا والسلام عليكم ورحمة الله
وبركاته حلب
في الخامس والعشرين نيسان 2011 أخوكم المهندس
غسّان النجار ----------------------- البيانات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |