ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
بيان
رئيس رابطة العلماء السوريين
الشيخ الصابوني للرئيس السوري بشار الأسد : إما
أن تصلح وإما أن ترحل في كل
عصر وزمان، كان العُلماء دعاة
للإصلاح، قادةٌ للخيرِ، يسعونَ
لمصلحة الأمة، حُكاماً
ومحكومين، امتثالاً لقول الله
عزّ وجلّ : ( [وَلْتَكُنْ
مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ
إِلَى الخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ
بِالمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ
عَنِ المُنْكَرِ وَأُولَئِكَ
هُمُ المُفْلِحُونَ] {آل عمران:104}. وما
حَدث في هذا العصر من خلل
واضطراب، سببه أن بعض القادة
والزعماء اعتمدوا في سياستهم
لبقائهم على كراسيّ الحكم، على
تقريب المفسدين، وإبعاد
المصلحين، فاضطربت الأحوال،
وانتشر الظلم والاستبداد،
وحدثت الفجوة بين الشعوب
والحكام. وهذا ما حَدّث عَنه سيد
المرسلين صلى الله عليه وسلم
بقوله : (ما استخلف الله من
خليفةٍ إلا
كانت له بطانتان: بطانة تأمره
بالمعروف وتحضّه عليه، وبطانة
تأمره بالشر وتحضّه عليه،
فالمعصوم من عصم الله ) أخرجه
البخاري. ونحن
بدورنا نقول للرئيس السوري بشار
الأسد: لقد استبشر الشعب السوري
حين تسلمتم زمام الحكم أن
تقوموا بدور كبير في الإصلاح،
وقالوا: هذا شاب مثقّف، سَيطوي
صفحات البَغي والاستبداد،
ويقود الشعب إلى بر الأمان
والسلام، فيطلق الحرية، ويغلق
السجون، ويخرج مَن فيها من
المظلومين، وبخاصة سجناء الفكر
والرأي ويسمح بعودة
المهجَّرين، ويجعل التنافس بين
الأحزاب، فيختار الشعب الأصلح
فالأصلح .. ولكن خاب الأمل، فقد
مضى على تسلمك الحكم ما يزيد على
عشر سنوات، فما ذاق شعب سوريا
الأبّي إلا الذل والهوان،
والاستبداد والطغيان، فزاد
الفساد واستشرى، لعدم قيام
سيادتكم بالإصلاح. أيها
الرئيس: إن اعتمادكم على حزب
البعث، الذي جعلتموه سنداً لكم،
وقائداً للدولة والمجتمع،
ومرجعاً لسياستكم في إدارة شؤون
البلاد، هو الذي جلب لكم هذا
الشقاء والبلاء، وخيّب أماني
الأمة في الإصلاح، فقد
حــسَّنوا لكم أنّ القضاء على
المظاهرات وإخماد الفتنة إنما
يكون بالقتل والبطش، وتصويب
أفواه المدافع والرشاشات إلى
صدور العُزَّل من الرجال
والنساء، فما أسْدوا إليكم
خيراً بهذا النصح الأحمق
الأرعَن الذي هيّج شعور جميع
المواطنين. أيها
الرئيس: لقد كانت مطالب الشعب
سهلةٌ يسيرة يمكنكم تداركها بكل
سهولة ويُسر، وهي ( الحرية
،والعدالة، والقضاء على
الفساد، وإصلاح أمور الدولة)
هذا الذي كان يطلبه الشعب منكم،
فأدرتم ظهركم إليهم، ووثقتم
بآراء المتهورين. واعلم
أن الشعوب لا تُقاد بالسطوة
والقهر، وأن الحوار لا يكون
بالحديد والنار، إنما باجتماع
أهل الفكر والرأي، والتذاكر
فيما يُنجي البلاد من هذه
الهاوية التي وصل إليها الوطن
الحبيب، ونصيحتنا لكم أن
تسعَوْا للإصلاح الحقيقي، أو
تتخلّوا عن هذا المنصب لمن
يُصلح الأمر، ويجمع الشمل،
ويقود سورية إلى شاطئ الأمان
والسّلام، بعد أن أُزهِقت
الأرواح، وسُفِكت الدماء... وهذه
شهامة منكم ونبلٌ إن حققتموه،
رحمةٌ بشعبكم المظلوم، والله
يهديكم إلى طريق الخير والرشاد. التاريخ 18/6/1432
الموافق 21/5/2011 رئيس
رابطة العلماء السوريين الأستاذ
الدكتور الشيخ محمد علي
الصابوني ----------------------- البيانات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |