ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
الناطق باسم «إخوان» سورية أكد «لا
نراهن على أي قوة خارجية» زهير
سالم لـ «الراي»: مشروعنا في بُعده المرحلي المشاركة في بناء دولة تعدّدية
بدستور مدني جريدة
الراي الكويتية العدد
11664 - 08/06/2011 |
بيروت - من ريتا فرج | أكد
الناطق الرسمي باسم الاخوان
المسلمين في سورية زهير سالم أن
الحركات الإسلامية جزء من
النسيج السوري، مشيراً الى أن
حالات العزل والإقصاء التي
تعرّضت لها الجماعة «باءت
بالفشل». وإذ شدد
سالم، مدير مركز الشرق العربي
للدراسات في لندن، على مشروعية
الاسلامويين، طالب الغرب
بإجراء مراجعة لمواقفه، موضحاً
أن «مشروعنا في بُعده المرحلي
هو المشاركة مع بقية القوى
الوطنية لبناء سورية الحديثة
دولة مدنية تعددية تشارُكية
تقوم على دستور مدني يفصل بين
السلطات ويقرر دولة المواطنة
أساساً للحقوق والواجبات ويؤكد
المساواة بين المواطنين جميعا
كما بين الرجال والنساء»،
ومشيراً الى خصوصية الإسلام
السياسي في تركيا، ونافياً وجود
أي وساطة تركية لتلميع صورة
الاخوان عند الاميركيين،
وموضحاً أن الحوار الوطني الذي
دعا اليه النظام السوري لا يمكن
تحققه «في ظل سياسات القمع وسفك
الدماء والحوار غير المتكافئ
أيضاً». وجاءت
مواقف سالم في حديث الى «الراي»
في ما يأتي نصه: * دعا
مؤتمر بروكسل الى زيادة الضغط
على الرئيس بشار الاسد. لماذا لم
يطالب المؤتمرون باستقالة
الرئيس السوري كما دعا مؤتمر
انطاليا؟ وهل يعني ذلك أن هناك
تبايناً في مواقف المعارضة حيال
هذه المسألة؟ - أعتقد
أن ما حدث في انطاليا وبروكسل هو
خطوات حوارية على طريق بناء
الموقف السوري والمرجعية
السورية الموحدة. لا أحد يستطيع
أن ينفي وجود تباينات على أكثر
من مستوى في إطار الحشد الكبير
من الأشخاص الذين حضروا
المؤتمريْن. أعتقد أن النقطة
التي تتساءلين عنها تتعلق بطرق
تعبير عن هدف واحد هو تجاوز
النظام الأمني والقمعي لبناء
سورية الدولة المدنية الحديثة.
لقد ربط المؤتمرون في انطاليا
وبروكسل سقف مطالبهم بمطالب
الشارع السوري واعتبروا أنفسهم
ملتحمين به ومدافعين عن حقوقه. * أشار
المؤتمر الى عدم إمكان الحديث
حالياً عن حوار وطني والى دعم
الثورة الشعبية عبر تشكيل 3 لجان.
ما الذي ينتظر سورية في ظل إقفال
باب الحوار الذي دعا اليه
النظام؟ وهل تراهن المعارضة على
أي تحول خارجي؟ - أعلنت
المعارضة دائماً أن الحوار هو
جسر اللقاء الوطني. انعقاد هذه
المؤتمرات في ذاته هو ممارسة
للحوار الوطني. لا أحد يغلق
أبواب الحوار. ولكن حديث
المعارضة الواضح والصارم أن
الحوار بحاجة إلى الجدية
والصدقية كما هو بحاجة إلى
السياق الوطني المشجع. ومن هنا
يأتي الحديث عن انغلاق فرص
الحوار في ظل سياسات القمع وسفك
الدماء، والحوار غير المتكافئ
أيضاً. المعارضة السورية تعتمد
على طاقاتها وعزيمة الشباب
الوطني ولا تراهن على أي موقف
خارجي. * نائب
الرئيس السابق عبد الحليم خدام
قال إن اجتماع انطاليا سعى
للتسوية مع النظام السوري وليس
دعم الثورة. كيف تقرأون موقف
خدام؟ - أعتقد
أننا في ظرف تحتاج فيه المعارضة
ورجالها المخلصون ليشد بعضهم
أزر بعض. نحتاج إلى الاجتماع على
القواسم المشتركة وتعظيم
الجوامع. وهذا يجب أن يكون بوصلة
لجميع رجال المعارضة السورية.
شخصنة الموضوعات والمواقف لا
تخدم المشروع الوطني. قرأتُ
بدقة بيان الاخوة المجتمعين في
أنطاليا ولم أستطع أن أجد فيه ما
يؤيد قراءة الأستاذ خدام التي
أشرت إليها. * ثمة
اتجاه أميركي لإشراك الحركات
الإسلامية المعتدلة في السلطة
وهذا التوجه طُرح منذ أكثر من
خمس سنوات. كيف تقرأون الدعوات
الاميركية اليوم لإشراك
الاسلامويين في السلطة؟ - نعتقد
أن الحركات الإسلامية هي جزء من
المجتمعات العربية، وهي
بالتالي جزء من النسيج السوري.
ومحاولات عزل وإقصاء هذه
الحركات باءت بالفشل على
المستويين الدولي والوطني، بل
كان لها نتائج سلبية. الحركات
الإسلامية لا تستمدّ مشروعيتها
من أحد، وهي تؤكد مكانتها
بجهدها واستناداً الى ثقلها
البشري والعقائدي والفكري، وهي
لا تنتظر من أحد أن يعطيها أي
دور. ولكن من الجيد في الوقت
نفسه أن يقوم الذين اتخذوا
مواقف بناء على تصورات ومعطيات
خاطئة أن يراجعوا سياساتهم
ومواقفهم. * هل
حركة الاخوان المسلمين في سورية
قادرة على تلبية مزاج الشارع
السياسي السوري المتعدد؟ - دائما
رأى الإخوان المسلمون في
مشروعهم الوطنية ( التعددية
والتشاركية ) طريقاً للتقدم على
طريق مشروع البناء الوطني.
الإخوان المسلمون الذين عانوا
من الإقصاء طويلاً يرفضون إقصاء
الآخرين، ولا يسعون إلى
الانفراد بالسلطة، بل يعتقدون
أن ضخامة العبء تتطلب إسهاما
وطنيا يشارك فيه الجميع على
مستوى القرار والتنفيذ. لا نسعى
لفرض الوصاية على الدولة ولا
على المجتمع، كما تفعل المادة
الثامنة من الدستور. تاريخنا
الوطني يشهد أننا كنا شركاء
وطنيين ديموقراطيين بكل ما تحمل
هذه الكلمة من معنى. * حركة
اخوان المسلمين في سورية أعلنت
مراراً أنها لا تريد السيطرة
على السلطة وإنما المشاركة في
القرار. اليوم وبعد الحركة
الاحتجاجية في سورية ما أجندتكم
السياسية في حال سقوط النظام؟
والى اي مدى تقترب مبادئكم من
مقومات المجتمع المدني؟ - لقد
طرحنا منذ 2004 مشروعنا السياسي
لسورية المستقبل على الرأي
العام. وحظي هذا المشروع بترحيب
الكثير من القوى والشخصيات
الإسلامية والعلمانية على
السواء، واعتبره البعض نموذجا
لرؤية إسلامية متطورة. نحن
نعتقد أن هناك حالات من
الالتباس في فهم جوهر المشروع
الإسلامي. وقد ساعد العديد من
العوامل على تكثف سحب هذا
الالتباس، وبعضه كان من طرائق
البعض في طرح الأفكار وبعضه كان
من القراءات المغرضة لهذه
الأفكار. مشروعنا
في بُعده المرحلي هو المشاركة
مع بقية القوى الوطنية لبناء
سورية الحديثة دولة مدنية
تعددية تشارُكية تقوم على دستور
مدني يفصل بين السلطات ويقرر
دولة المواطنة أساساً للحقوق
والواجبات ويؤكد المساواة بين
المواطنين جميعا كما بين الرجال
والنساء. * حركة
الاخوان المسلمين في سورية
تُعتبر من أهم الجبهات المعارضة
للنظام السوري. ما الذي عرقل
تواصل الحركة مع النظام منذ
عقود؟ وهل سعت الحركة الى مد
جسور الحوار مع النظام في
المرحال السابقة؟ - رغم
المآسي العميقة التي نزلت
بأبناء جماعة الإخوان المسلمين
من قتل وتعذيب وتشريد، فقد ظلت
منذ الأيام الأولى للصراع تعلن
استعدادها للحوار الوطني
والمصالحة الوطنية. دائما كان
النظام يضع العقبات أمام هذا
المشروع. آخر موقف مشهود
للجماعة على هذا الطريق هو
إقدامها على تعليق أنشطتها
المعارضة إبان الحرب
الإسرائيلية على غزة العام 2008.
وكان من أهداف هذه الخطوة إعطاء
فرصة للمصالحة الوطنية؛ ولكن كل
تلك المبادرات مع نصح الناصحين
من رجالات العالمين العربي
والإسلامي قد جُوبهت بالمناورة
أو الإعراض من النظام. * في
رأيك هل هناك رهان أميركي فعلي
على الحركات الاسلامية
المعتدلة في ظل ربيع العرب؟ وهل
هناك محاولة من حركة الاخوان
المسلمين في سورية لجس النبض
الاميركي حيال موقفه من إمكان
وصول الحركة إلى السلطة؟ - الأصل
ان يُسأل الأميركيون عن حقيقة
موقفهم من الحركات الإسلامية بل
من شعوب المنطقة. لقد تم دعم
أنظمة الاستبداد لعقود طويلة
تحت عنوان دعم الاستقرار!! وكانت
الثمار مُرة. وكما
قلت سابقاً نحن لا نراهن على أي
قوة خارجية. ونستمد مشروعيتنا
وقوتنا من حضورنا العقائدي
والفكري والثقافي. سيكون أمراً
طيبا أن يصحح الآخرون أخطاءهم.
ونؤمن بالحوار الحضاري في آفاقه
المتعددة لتجاوز الصور النمطية
والتصورات المسبقة. ولكننا لا
نعتقد أن من واجبنا أن نستمد
شرعيتنا من أي جهة خارجية. * الى أي
مدى تحاول حركة «الاخوان» في
سورية التماهي مع الإسلام
التركي؟ وهل صحيح أن هناك دورا
للاتراك في ايصال رسالتكم
السياسية - المدنية الى صانع
القرار الاميركي؟ -
للتجربة التركية خصوصيتها. وهي
تستحق الإشادة والتقدير في
ظروفها. ونحن في الشام لنا
ظروفنا. الاستفادة من تجارب
الآخرين مسلمين وغير مسلمين هو
طلب للحكمة التي هي ضالة المؤمن.
نحن دائما نعلن استعدادنا
للحوار مع الجميع ونعرض أفكارنا
على الجميع. ليس لدينا ما نخفيه،
ولا نعتقد أننا بحاجة إلى وسيط
للحوار مع أي جهة. * لماذا
بدا خطاب «الاخوان» مزدوجاً
حيال «المؤتمر السوري للتغيير»
قبل أن يتم التأكيد على التمثيل
الرسمي للحركة في المؤتمر؟ - لم يكن
الذي حصل بالنسبة لتحديد الموقف
من صفة المشاركة في المؤتمر
ازدواجا. ما جرى أنه قد طرأت
تطورات ميدانية جعلت الجماعة
ترفع مستوى مشاركتها من مشاركة
فردية إلى مشاركة رسمية، ولا
أظن أن الأمر يستحق ما أثير حوله
وبني عليه. * مؤتمر
انطاليا وضع الخطوط الأولية
للمعارضة ومن بينها استقالة
الاسد والتأسيس لمجلس انتقالي.
الى أي مدى يمكن للجيش حسم
المعركة؟ وهل هذه الخطوط تسمح
له بحسم قراره؟ - الجيش
مؤسسة وطنية طالما تمنينا أن
يتم تحييده في إطار هذا التجاذب
الوطني. سيكون موقفا مشرفا
للجيش العربي السوري أن يحذو
حذو إخوانه في الجيش المصري
فيحمي المتظاهرين، ويرفض إطلاق
النار عليهم. يوما بعد يوم
ستنحاز جميع المؤسسات الوطنية
إلى مكانها الطبيعي في نصرة
الوطن والدفاع عن قضاياه. ----------------------- البيانات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |