ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
بسم
الله الرحمن الرحيم بيان
مجلس الشورى لجماعة
الإخوان المسلمين في سورية في
ختام دورته العادية الثانية تموز/2011م يا أبناء أمتنا العربية والإسلامية.. يا أبناء شعبنا في سورية الأبية.. يا أحرار العالم.. إن الأحداث الجسام التي يمر بها بلدنا
سورية، تشكّل منعطفاً مفصلياً
في تاريخها المعاصر، فسورية
اليوم شعب يتطلع للحرية
والكرامة، مقابل نظامٍ قمعيٍ
يُصرّ على البقاء والاستمرار
بالحديد والنار. لقد قال الشعب السوري كلمته، بعد عقودٍ من
القهر والاستبداد، دفع ثمنها
آلاماً ودماءً ودموعاً وشقاء،
وقال النظام المستبدّ كلمته،
واختار الخيار الأسوأ، خيار
القوة الباطشة العمياء، فغطى
دويّ رصاصه على دعوات الإصلاح
ومطالب الحوار، وبقي أسير
عقليته القديمة التي تختصر
الوطنَ في شخص، والأمةَ في حزب،
وتعتبر الرضوخَ فضيلة،
والتعبيرَ عن الرأي مؤامرةً
خارجية. يا أبناء سورية الحبيبة.. إنّ التغيير قادم إن شاء الله، والنظام
ساقط لا محالة، والاعتماد في
ذلك على عون الله وتوفيقه
اولاً، ثم على الشجاعة النادرة،
والتضحيات الجسيمة، والصمود
المذهل الذي يقوم به شعبنا
العظيم.. إنّ سرّ قوة شعبنا تكمن
في مَطالبه المشروعة، وسلميّته
التي أعطته البعدَ الإنسانيَّ
والتفوقَ الأخلاقيّ، كما أنّ
تلاحمه الوطنيَّ ونبذَه
للطائفية، يعكس وعيَه العميقَ
بحساسية المرحلة التي تمرّ بها
البلاد. يا شعبنا العظيم في سورية الأبية.. لقد اطّلع مجلسُ الشورى في دورته
الثانية، على التقارير
المشرِّفة المتعلقة بالثورة
السورية، والسبل التي تقوم بها
الجماعة لدعم هذه الثورة، ونحن
إذ نعلن انحيازَنا الكامل إلى
قضية شعبنا المكافح في سبيل
حريته وكرامته، لَنؤكِّد
إيمانَنا الراسخَ بسنن الله عزّ
وجلّ، بزوال الظلم وهزيمة
الباطل. كما نعلن تضامننا مع كل فصائل المعارضة
الوطنية وشخصياتها، داخل سورية
وخارجها، وندعو لتوحيد جهودها
في ائتلافٍ وطنيٍّ معارض، يحوز
على تأييد الشعب السوريّ، ويمثل
وجهَه الحضاريَّ المشرِّفَ
أمام العالم. وقد اطّلع المجلسُ على جهود الجماعة
السياسية والإعلامية، في
مؤتمرات أنطالية وبروكسل، ودعا
إلى تطوير هذه المؤتمرات، لخدمة
ثورة الشعب السوريّ. كما تَدَارسَ مجلس الشورى موضوع حضور (ندوة
باريس)، ووقف على مجريات
الأمور، وقوّم الإيجابيات
والسلبيات، وأوصى القيادةَ
بضرورة توسيع دائرة الشورى،
لتجنّب السلبيات الناجمة عن
حضور مثل هذه الندوات. أيها الشعب السوري العظيم.. لم تكن الثورة السورية، ولا المعارضة
الشريفة.. جزءاً من أي مشروعٍ
دوليٍّ أو إقليميّ، بل هي صرخة
المظلوم وغضبة المُهَان،
وتَوْقُ السائرين إلى الحرية
منذ أربعة عقودٍ أو يزيد. وإننا نهيب بالجيش السوريّ، أن ينحازَ
إلى شعبه، لأنه ابن هذا الشعب
وحامي الديار. ونطالب الحكومات والشعوب العربية
والإسلامية، أن تدعمَ ثورة
الشعب السوريّ وتعملَ على
نُصرته ورفع الظلم عنه. كما نطالب الدول
العظمى: كالصين وروسية،
بالتخلّي عن تأييدها للنظام
السوريّ، والانحياز في مواقفها
إلى الشعب السوريّ، لأنّ
مصلحتها الحقيقية هي مع الشعوب
وليست مع الأنظمة المستبدة
بشعوبها. وندعو الحكومة الإيرانية، إلى مساندة
الشعب السوري المستضعَف،
واستنكارَ الجرائم التي
يرتكبها النظام السوريّ ضد هذا
الشعب، وذلك بدل مساندة النظام
ودعمه. إننا
نشكر كل دول الجوار، الشقيقة
والصديقة، التي أيّدت مطالبَ
الشعب السوريّ وحقوقه
المشروعة، واستضافت آلاف
السوريين الذين طلبوا الحماية
في أراضيها. وكما إننا ضد كل تدخلٍ عسكريٍّ أجنبيٍّ في
بلادنا، فإننا ندعو دول العالم
أجمع، وبخاصةٍ دول العالم
الحرّ، إلى رفع الغطاء عن
النظام السوريّ، ومطالبته
بالرحيل.. ونذكِّر جميع هذه
الدول، بأنّ ذاكرة الشعب
السوريّ حية، ولن ينسى -في ساعة
اليُسر- مَن وقفوا معه في ساعة
العُسر، ونطمئنهم كذلك، بأنّ
الشعب السوريَّ سليلُ حضارةٍ
عربيةٍ إسلاميةٍ عريقة، ضاربة
الجذور في التاريخ، وإنّ تحوّل
نظامه إلى الديمقراطية، سوف
يُعيد له وجهَه الحضاريّ،
وسيكون عاملَ أمنٍ واستقرارٍ
حقيقيٍّ لسورية، ولشعوب
المنطقة والعالم. إنّ جماعتنا تدعم هذا التوجه
الديموقراطيّ، وتتعاون مع كل
أطياف الشعب السوريّ لتحقيقه. إنّ الحِمْل ثقيل، والأعباءَ جِسام،
ولكننا نستقوي بالله العلي
القدير، ثم بالعمل المخلص في
سبيل الله ورِفعة الوطن. (وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ
عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ
وَالْمُؤْمِنُونَ..) (التوبة: من
الآية105). وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين مجلس الشورى
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |