ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الثلاثاء 23/08/2011


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مواقف

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة

بيان رقم (1) لطلبة وخريجي كلية الشريعة في دمشق

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين, وأفضل الصلاة وأتم التسليم, على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .

وبعد: فإن طلبة وخريجي كلية الشريعة في جامعة دمشق ليست بمعزل عما يحدث في أنحاء البلاد, لذلك ارتأينا أن نقوم بإصدار بيان نعبر فيه عن رأينا , مع تحفظنا على أسماء المشاركين في هذا البيان وإعلانها عند المقدرة على ذلك.

إن الظلم مرفوض عند جميع الشرائع والرسالات السماوية, ولا يرتضيه عرف ولا عقل ولا جماعة, لذا فإن الدعوة إلى إزالة الظلم أمر متفق عليه عند جميع الناس , بل هو واجب عليهم .

إن طلاب وخريجي كلية الشريعة في جامعة دمشق يعلنون تأييدهم لثورة الشعب السوري السلمية ضد الظلم ولتحقيق الكرامة الإنسانية , وللعيش بحياة حرة كريمة تُحفظ فيها حقوق الانسان وتُصان كرامته ويتحقق له أدنى أسباب السعادة في الحياة , وهم يؤكدون على وجوب دعمهم من أجل تحقيق نقلة نوعية للحياة في سوريا, وللانتقال بالدولة من دولة التخلف والاستبداد إلى دولة مدنية ديمقراطية يسود فيها القانون والعدل والمساواة بين الناس , وينتفي فيها الظلم والاستبداد والعبودية للحاكم أو للحزب.

كما يشددون على الوحدة الوطنية في سوريا وأنه لا يجوز لأحد أن يلغي الآخرين من حوله من باقي أطياف النسيج السوري.

إن أحداث الثورات العربية وكذلك الثورة السورية فتحت الباب لمناقشات فقهية كثيرة , مثل جواز الخروج على الحاكم أم لا؟

إننا نقول: إن الخروج على الحاكم وإن كان مرفوضاً في الأحوال العادية إلا أنه في وقتنا الحالي يأخذ حكماً آخر وذلك لكون النظام في سوريا قد بدرت منه أسباب الخروج عليه , وذلك مثل تأليه الرئيس والقتل بدون سبب, ولأن القاعدة الفقهية تقول ( يُغفر في الأثناء ما لا يُغفر في الابتداء) ولكون الثورة قد بدأت, فإننا نستطيع القول إن الخروج على النظام السوري الظالم أمر واجب شرعاً , إنه يستخدم الجيش المُعد لقتال الأعداء لضرب الشعب السوري الأعزل الذي لا يريد سوى العيش كما خلقه الله حراً كريماً.

إنَّ شكل الحكم في سوريا وبحسب الدستور السوري , هو نظام جمهوري انتخابي, وهذا ما وافق عليه السوريون لعقود, وهذا الشكل من الحكم مأخوذ من نظرية العقد الاجتماعي , والشريعة تجيز الاتفاق على أية صيغة يرتضيها الناس لهم ولا تعارض أحكام الشريعة , لذا فإن الخروج على الرئيس المنتخب أمر ممكن وأن الشعب قد اختار الرئيس فهو يستطيع عزله وهو ما كان يُعرف قديماً بالعزل من قبل أهل الحلِّ والعقد.

إن إرادة التغيير في سوريا تتم عن وعي جماهيري للواقع المتخلف و ورغبة قوية بالانتقال بالبلاد من مرحلة الكلام وبيع المواقف إلى مرحلة الفعل والتطور, الذي ينهض بالبلاد والعباد, وإن مقاومة الأعداء تبدأ بإعداد جيل يستطيع الدفاع عن وطنه, لأن تحرير الإنسان أولاً ومن ثم يأتي تحرير الأوطان.

إن ما وصلت إليه الحال في سوريا من واقع متخلف ومن أراضٍ محتلة , ومن تأليه للحاكم ومن استحلال قتل المخالف بالرأي, لأمرٌ يستدعي من كل ذي عقل أن يتدخل ويقول ( كفى ), فالله سبحانه وتعالى يقول ( وما كان الله ليهلك قرية وأهلها مصلحون)

وإننا لنستغرب من مواقف بعض العلماء والأساتذة الذين نهلنا من معينهم لسنوات , ثم نراهم اليوم يتخلون عن جميع المبادئ التي أعلنوها سابقاً , بل إنهم يقفون في صف القاتل والمتأله على الله ويسوقون له ما يقوم به ويدافعون عنه.

ونخص بالذكر هنا الدكتور البوطي , الذي كان وعلى مدى عقود محل احترام الغالبية من العلماء, والذي عرفناه عالماً متمرساً متقناً.

إن مواقف الدكتور البوطي الأخيرة تجعلنا نعيد النظر به , إنه وبكل بساطة قد تخلى عن جميع المبادئ التي أعلنها ودافع عنها , وتخلى عن تحقيق مقاصد الشريعة وبدا كأنه المتحدث أو المحامي الخاص للرئيس .

إن انحياز البوطي إلى جهة النظام , ومن ثم نراه يقول أنها فتنة أمر مرفوض , فإن كنت يا دكتور تراها فتنة فاعمل بحديث النبي واعتزلها ولا تبدي تعاطفاً مع أي الأطراف.

إنك يا دكتور قد كنت من أوائل الذين تحدثوا عن منهج البحث العلمي , أفلا ترى نفسك اليوم بعيداً كل البعد عن هذا المنهج , إنك قد حكمت على ما يحدث وأصدرت الفتاوى والأحكام لسماعك فقط من جهة واحدة , وإنك لم تكلف نفسك عناء النظر والتمحيص كما كنت تدعي في منهجك والله سبحانه وتعالى يقول: ( إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين ) أفلا يندم من يعين على قتل الأبرياء؟!.

يا دكتور سعيد أسألك بالله الذي لا إله إلا هو : كيف تعلن أن هؤلاء بغاة يجوز قتلهم وأنت لم تتأكد من حملهم للسلاح, وما يحدث من حالات انتقامية فردية من قبل بعض الناس, فلكونهم قد تأذوا من الأمن والجيش وانتهكت أعراضهم ولا يوجد من يُدافع عنهم , وأسألك بالله ماذا تفعل لو أن أحداً دخل بيتك وحاول الاعتداء على عرضك.

أين كنت يا دكتور سعيد, أنت وكل من يدافع عن النظام عندما كان يفعل ما يريد ولا يقيم وزناً لكم , أنت يا دكتور تعرف كم أمضيت من الوقت فقط من أجل منع مسلسل ولكن لم يستجب لك أحد , وأين كنتم عندما مُنِعت المنقبات من التدريس ومن دخول الجامعات , هل كانت لترتدي النقاب بالتدريس لولا هذه الانتفاضة المباركة, وأين كنتم عندما بدأت القوانين تتحول شيئاً فشيئاً باتجاه العلمنة والمعاداة للدين , أين كنتم بالله عليكم عندما بدأت الدولة بالانحطاط ولم نعد نستطيع حتى صد الهجمات الاستفزازية, أين نحن من مواجهة اسرائيل ؟.

إنك يا دكتور سعيد كنت تقول دائما أنك ترفض تشكيل حزب إسلامي , وكان التعليل يأتي منك بأنك لا تريد أن تكون في صف مقابل آخر , إن العلماء بنظرك يجب أن يفتوا للجميع , والسؤال لك يا دكتور هل واقعك اليوم موافق لادعائك القديم؟ إنك تقف اليوم وبكل ما أوتيت من قوة إلى جانب الظالم القاتل , هل كان هذا ما تقصده سابقاً؟ .

إن الدكتور البوطي ومن هم على شاكلته قد ضربوا عرض الحائط بكل التعاليم الشرعية, بل وبكل الأخلاق الإسلامية , عندما بدأوا بسب المتظاهرين ووصفهم بأوصاف لا تليق بأقل الناس مكانة , والنبي ص يقول : ( سباب المسلم فسوق وقتاله كفر), وهم من جهة أخرى يغضون أبصارهم عن القاتل الظالم وما يفعله شبيحته من هجوم على المساجد , بل ومن قصف لها, ومنع للصلوات , قل لي بربك يا دكتور بأي حق يجوز ذلك؟

هذا عدا الاستدلال الذي يسوقه دائماً من أن الشباب لا يعرفون ما يفعلون , وهذا ادعاء باطل فالكل في سوريا يعرف أن هناك ظلم يجب إزالته.

وإن أولى الأشياء بالحفظ في الشريعة حسب المقاصد الشرعية هي حفظ النفس, وهي مقدمة على حفظ الدين.

إننا وبضوء كل ذلك نعلن تبرأنا من الدكتور البوطي ومن هم على شاكلته, ولا نعتد لهم بقول حول هذه الأحداث وندعوهم إلى التوبة عما بدر منهم فباب التوبة مفتوح.

ونخرج بالنتائج التالية:

1- الترحم على الشهداء الذين سقطوا خلال الشهور الماضية.

2- حرمة الدم السوري لكافة المواطنين فلا يجوز القتل لأي كان إلا بمحاكمة عادلة.

3- رفض فكرة الطائفية, لأن النظام هو من سعى جاهداً لإشعالها , وهي أمر بعيد عن الشعب السوري.

4- التأكيد على سلمية الثورة حتى نهايتها .

5- رفض التدخل الأجنبي بكافة أشكاله , عدا المواقف المعبرة عن رفض الظلم والاستبداد.

6- ضرورة استنهاض جميع مكونات الشعب السوري من خلال اقناعهم بأن مصلحة البلاد هي في وحدتهم وتعاضدهم , وخاصة في المدن الرئيسية.

7- رفض الكذب والتزييف الاعلامي الذي تقوم به وسائل الإعلام السورية الرسمية , والذي لا يخاطب البشر ولكنه موجه إلى أناس يُسمون بالبشر.

8- رفض المواقف المخزية من بعض العلماء الذين تجردوا عن علمهم وبدأوا بالدفاع عن الظالم في قتله للناس , بل وراحوا يصدرون له من الفتاوى ما يساعده على قتل الأبرياء.

9- التبرؤ من الدكتور البوطي ومن فتاويه المخزية, وكل من سار على شاكلته من علماء السلاطين.

10- التأكيد على احترام وتقدير كل من شارك ويشارك بالثورة , وكل حسب استطاعته.

هذا وبالله المستعان, واللهَ ندعوا أن يمنَّ علينا بفرج قريب.

الأربعاء، 27 تموز، 2011

 

-----------------------

البيانات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها  

 

 

أعلى الصفحةالسابق

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ