ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
بسم
الله الرحمن الرحيم كلمة الأستاذ عصام العطار إلى الأمة بمناسبة
تحرير الأسرى الفلسطينيين أيها الإخوةُ الفلسطينيون أيها العربُ والمسلمون قلت قبل عشراتٍ من السنين في جملةِ أبيات :
تأْتِي
جِرَاحٌ فَتَثْوِي في
أَضَالِعِنا
عَلَى جِرَاحٍ ولا نَنْسَى
فِلِسْطِينـا الدِّينُ
يَهْتِفُ أَنْ هُبُّوا
لِنُصْرَتِهَـا
وَالقُدْسُ تَهْتِفُ لا
تَلْقَى المُجِيبِينا يُمِيتُنَا
الحُزْنُ تَفْكِيراً
بِحَاضِرِنَـا
وَيَبْعـَثُ الغَـدُ
آمَـالاً فَيُحْيِينـا نحنُ لا ننسى فلسطين والقدس ، ولا يمكن أن
ننسى فلسطين والقدس ، مهما
استجدّ بعدها من نكبات نسيان فلسطين والقدس نسيانٌ لديننا
وعروبتنا ووطننا وهويتنا
وكرامتنا .. ولا يمكن أبداً ، ولا يجوز أبداً أن ننسى
أسيراتنا وأسرانا في فلسطين وفي
سائر الوطن العربي والإسلامي
وفي سائر العالم لقد فرحت واللهِ لكل أسير ، ومع كل أسير
فلسطيني أطلق سراحه في صفقة
التبادل الأخيرة كما لو كنت
فرداً من أسرته أو كان فرداً من
أسرتي ، وبكيت في بعض الحالات مع
الباكين من الفرح ، كما بكيتُ مع
الأهل الذين فاتتهم فرحةُ
اللقاء بإخوةٍ أو آباء أو أبناء
أو أزواج ، وبقي أحبابهم في جحيم
الأسر وراء القضبان ولكننا -واسمعوني جيداً- أيها المواطنون ،
أيها العرب والمسلمون .. لا نعيش
في سجن عدوٍّ واحد إذا خرجنا منه
فقد تحرّرنا ! .. نحن نعيش في سجون
كثيرة يعضدُ بعضها بعضاً ،
وننتقل من بعضها إلى بعض نحن نعيش في سجون أعدائنا ، وفي سجون
جلادينا وطغاتنا ، وسجون
أهوائنا وشهواتنا ، وسجون
تخلفنا وجهلنا ، وسجون تبعياتنا
المخجلة المحزنة للقوى
الخارجية المهيمنة المتحكمة
بنا بمختلف الدرجات والألوان
والأشكال أيها المواطنون أيها العرب والمسلمين يجب أن نتحرر من كلّ هذه السجون إذا أردنا
لأنفسنا وبلادنا الحرية
الحقيقية .. إذا أردنا الحياة ؛
فأقدامُنا ترسف الآن -وإن جهلنا
أو تجاهلنا- بكثير من القيود
والأغلال نحن بأمسّ الحاجة الآن إلى روح جديد ،
وعزم جديد ، وفكر جديد ، ومعرفة
متكاملة متجدّدة لواقعنا ،
وواقع عالمنا وعصرنا ،
واحتمالات حاضرنا ومستقبلنا ،
ورؤيةٍ بصيرة شاملة واضحة
متجدّدة ، واستقامة على طريق
الحق والصواب ، وصبر وثبات
واستمرار ، وعمل خالص دائب لا
ينقطع ، وأخذٍ بكل ما يلزمنا
ويمكننا من الوسائل والأسباب ،
وثقةٍ مطلقة بالله عزَّ وجلَّ ،
وبانتصار الحق على الباطل ،
والعدل على الظلم والخير على
الشر .. وأن نضم قوانا بعضها إلى
بعض ، ونمدّ أيدينا إلى أحرار
العالم وأخيارهم في كلّ مكان ،
فالتحديات التي يواجهها عالمنا
وعصرنا ، ونواجهها في عالمنا
وعصرنا ، أكبر منا جميعاً
متفرقون ونحن متناكرون
متدابرون نحن في مرحلة من مراحل تاريخنا ، وتاريخ
عالمنا وعصرنا ، إما أن نبلغ
فيها الذروة في وعينا وتجرّدنا
وشعورنا ونهوضنا بمسؤوليتنا
وعملنا وأدائنا وسبقنا ، وإما
نعيش -راضين أو كارهين- عيش
الأتباع البائسين الممتهنين :
محكومين مستَغَلّين مسخرين
رازخين في سجوننا وسجون الأعداء
، والموت عندها أكرم من الحياة والسلام عليكم ورحمة الله ----------------------- البيانات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |