ـ

ـ

ـ

الخميس 19/01/2012

في تقدير الموقف

زهير سالم*

زعموا أن 55% من الشعب السوري

تؤيد بشار الأسد

أظهر استطلاع للرأي أجرته مؤسسة قطر (فاونديشن ) أن 55% من الشعب السوري تؤيد بقاء بشار الأسد في السلطة.

وتلقف هذه  النتيجة الصحفي البريطاني جوناثان سيل، أو لعلها مُررت إليه، فكتب مقالا مطولا في الغارديان البريطانية يزعم فيه أن التغطية الغربية لما يجري في سورية منحازة، وأنها لا تأخذ المعطيات الواقعية بعين الاعتبار.

المقال مترجم ومنشور على صفحات موقعنا في مركز الشرق العربي. لقد أردنا أن نقول من خلال نشر المقال أننا لسنا مسكونين بوسواس المؤامرة، ولسنا مرعوبين كغيرنا من كل رأي مخالف.

والأهم من الاستطلاع ونتيجته في رأينا أننا نحن وبشار الأسد كل فريق يدرك الحجم الحقيقي لوزن الرقم الصادق والشفاف.

 نحن لن نذهب مذهب الذين يشككون في مصداقية كل من يخالفهم الرأي، ولن نتهم بالمؤامرة الفريق الذي أجرى الاستطلاع أو الذي أعلن عنه. لن نتحدث عن مؤامرة كونية، ولا فتنة داخلية كما فعل غيرنا مع أول صيحة للحرية انطلقت من درعا..

لن نزعم أن هناك طرفا ما قد دفع أو استأجر أو زيف لأن مثل هذه التفسيرات مع إمكانيتها ليست هي الطريقة الوحيد ة لتفسير الاختلاف ، ولا هي الطريقة الموضوعية الأفضل لتمحيص الحقائق أو تعليلها .

لنتساءل موضوعيا ما هي الظروف العملية التي جرى فيها استطلاع الرأي؟ وعلى أي أساس تم اختيار  العينات؟

دخل رجل مدينة في يوم عاصف ماطر فرأى أكثر الناس يلبسون المعاطف ويحملون المظلات.. كتب في صفحة مذكراته متعجبا أنه رأى أكثر سكان مدينة (السعد ) يلبسون المعاطف ويحملون المظلات. نسي صاحبنا فقط أن يرفق ملاحظته بذكر المناخ.

وهكذا نسي العاملون في مؤسسة فاونديشن القطرية وصحفي الغارديان الحرّيف الذي اعتمد نتيجة استطلاعهم المناخ  الذي يحدثه شلال الدم المتدفق في سورية، ومشهد القتل والموت والدمار وما يشيعه في أعماق المستطلعين من خوف وحذر وتوجس وقلق أيضا..

نسي العاملون في مؤسسة فاونديشن التوضيح الأساس الديمغرافي والاجتماعي والسياسي الذي اختاروا منه شريحتهم المستطلعة..

هل شملوا بالاستطلاع أسر أكثر من مائة ألف شهيد ومثلهم من المشردين وضعفيهم من المحرومين من الجنسية؟ هل شملت العينة ممثلين عن ملايين الفلاحين تصحرت أراضيهم، ومثلهم من عمال ( الباتون ) الذين يطلبون لقمة العيش الذليلة في دول الجوار؛ لأن الذي قالوا له نعم سرق منهم حتى الرغيف الجاف حتى في هذا الظرف يظل السؤال عن تركيبة الشريحة المستطلعة موضع تمحيص وسؤال..

على كل حال إعلام النظام الذي دندن حول الاستطلاع في صحف الغرب ومنتدياته، بلع ريقه مرارا قبل أن يشير إليه في الداخل لأن الفرق كبير جدا بين استطلاع فاونديشن الذي يمنح بشار الأسد 55%  من المؤيدين وبين طموح بشار ا لذي يعانق 9999% ثم يقبل متواضعا 97%...

19/1/2012م

----------------

*مدير مركز الشرق العربي

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ