ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
حرصا
على مصداقية المفكر العربي عزمي
بشارة موقفنا
من الحرب على لبنان تصريح
من جماعة الإخوان المسلمين في
سورية في
برنامج (حديث الثورة) الذي بثته
قناة الجزيرة مساء 21 / 1 / 2012 وكان
المتحدث فيه الدكتور المناضل
والمفكر العربي الرصين
عزمي بشارة . تطرق حديث
الدكتور عزمي إلى الموقف
الإيراني من الثورة السورية،
ليلتفت الدكتور بطريقته التي لا
تنقصها البراعة إلى الحديث عن
حزب الله في لبنان، والمكانة
التي حققها على المستوى العربي
ومستوى الحركات الإسلامية من
خلال انتصاره
في حرب 2006، في المعركة التي
أطلق عليها (الوعد الصادق) ليخلص
المتحدث إلى اتهام الإخوان
المسلمين في سورية بموقف طائفي
مسبق من حزب الله، ولينسب إليهم
انتقادهم لتلك الحرب معززا
كلامه بنسبته إلى موقع (إخوان
سيريا)، حيث يقول إنه قرأ ما
يفيد أن الجماعة ترى - من منطلق
طائفي - أن الحرب كانت مجرد لعبة.. وحرصا
منا على مصداقية الدكتور عزمي
بشارة الذي نرى فيه مفكرا عربيا
صاحب بوصلة قومية واضحة، وإن
كنا نتفق معه - كما مع غيره -
ونختلف. وحرصا
منا على توضيح الحقيقة لمشاهدي
قناة الجزيرة التي هي واحدة من
أكثر القنوات مشاهدة وتأثيرا في
العالم العربي.. نحب
أن نوضح - ابتداء - أن مواقف
الإخوان المسلمين إنما تعبر
عنها البيانات والتصريحات
الرسمية الصادرة باسمها أو باسم
مسئوليها. أما ما ينشر على
مواقعها الإعلامية من مقالات
وآراء، فهي في جملتها - كما هو
العرف السائد - إنما تعبر عن
آراء أصحابها وكاتبيها. ولعل
هذا يفسر سبب سبق الوهم إلى
أذهان البعض.. في
توضيح موقف الجماعة من الحرب
الإسرائيلية على لبنان عام 2006
أصدرت قيادة الجماعة بيانا
خاصا، أوضحت فيه موقفها بجلاء
لا لبس فيه. نرفق البيان مع هذا
التصريح. وكان من جهد هذا البيان
أن يعيد توجيه بعض الفئات
المجتمعية التي حاولت قراءة
الحرب قراءة طائفية فنبهت
الجماعة إلى الحقائق الواقعة
القائمة على الأرض وهو موقف
معاكس تماما لما ذهب إليه
الدكتور عزمي بشارة. ومما جاء في
البيان: ((إننا
في جماعة الإخوان المسلمين في
سورية..)) ((إذ
نستنكر جميع الجرائم التي
يرتكبها العدو الصهيوني ضد
أهلنا في فلسطين وفي لبنان وضد
الإنسان والحضارة، لندعو أبناء
أمتنا جميعا إلى التكاتف
والتعاضد للتصدي لهذا العدوان
الآثم، وإدراك الحقيقة
الواقعة التي يجسدها، وهي أن
القاذفات الصهيونية لا تميز في
عدوانها على شعوبنا بين بيت
وبيت، ومذهب ومذهب، وحزب وحزب،
بل هي تستهدف إنسان المنطقة
وقيمه وحضارته.)) ((إن
هذا العدوان يجب أن يحفز الأمة
أجمع على توحيد الصف والكلمة
وتجاوز الخلافات ومواجهة
العدوان بما يستحق وباللغة
الوحيدة التي يفهمها.)) ثم
في التاريخ
المقارب أي في شهر آب 2006، كان
انعقاد مجلس شورى جماعة الإخوان
المسلمين في دورته العادية
الأولى، في أجواء تداعيات الحرب
على لبنان. فأصدر المجلس بيانه
الختامي، وأفاض فيه في موضوع
إيران والعراق وسورية ولبنان
وخطاب أنصاف الرجال أيضا. (نرفق
البيان كاملا مع هذا التوضيح). لقد
كانت البداية أن وجه المجلس
التحية للمقاومة اللبنانية
الباسلة، ولعل هذا الاقتباس
يوضح الحقيقة التي تعيد رسم
المشهد خارج الإطار الذي رسمه
للجماعة الدكتور عزمي بشارة. ((إننا
- مجلس شورى الجماعة - إذ نحيّي
الشعب اللبنانيّ ومقاومته
الباسلة، وما أبداه في
مواجهة العدوان من وحدةٍ وطنيةٍ
وتماسكٍ وصبرٍ وثبات، نؤكّد
أننا مع لبنان ووحدته واستقلاله
وسيادته، ومع وحدة قراره
الوطني، وضدّ كلّ أشكال التدخّل
في شئونه، وفي العلاقات بين
مكوّناته.)) ((نطالب
بجلاء الاحتلال عن العراق
الشقيق، ونؤكّد على وحدة أرضه
وشعبه، ونستثير في ضمائر
الأشقّاء الأكراد على أرض
العراق دورَ الناصر صلاح الدين،
الذي عزّزَ الوحدة، وحرّرَ
الأرض، وتصدّى للغازي.. ونرفضُ
الفتنةَ الطائفية، وندينُ
بشدةٍ كلّ من يسعى إليها أو
ينفخُ في نارها أو يسكتُ عنها.
لقد آن لهذه الأمة التي تؤمن
بربٍ واحد، وبكتابٍ واحد،
وتنقاد لنبيٍ واحد.. أن تخرجَ من
فتنة (صفين) ومن ثارات (كربلاء).)) ((إن
مجلس شورى جماعة الإخوان
المسلمين في سورية، ليأملُ أن
يكون القائمون على الأمر في
جمهورية إيران الإسلامية، على
مستوى المسئولية التاريخية،
وأن يضعوا مصلحة الأمة في هذا
المعترك الصعب فوق كل اعتبار..
وإننا مع تأييدنا لحق أشقّائنا
في إيران في امتلاك وسائل القوة
العلمية وأسباب التطور التقني..
لنشعر بالقلق من بعض المواقف
والتصرّفات، التي تبعث على
الريبة والتوجّس.. تصرّفاتٍ
بعضها يجري على أرض العراق،
وأخرى على أرض سورية، وثالثة
على أرض لبنان.. إن تأييدَنا
لكلّ تقاربٍ عربيٍ وإسلاميٍ
لتكوين اللحمة الواحدة، يصاحبه
قلقٌ كبيرٌ من سياساتٍ تقود
سورية في إطار محورٍ (سوريٍ -
إيرانيّ)، بعيداً عن عمقها
العربيّ الذي هو أساسُ وجودها
الاستراتيجيّ الحقيقيّ.)) ((إن
ما ورد على لسان بشار الأسد، في
خطاب ما بعد حرب لبنان الأخيرة،
بحقّ الأشقّاء العرب، وبحق بعض
القوى اللبنانية.. لم يثر
استياءنا واستهجاننا فحسب،
وإنما أثار قلقنا وخوفنا أيضاً،
من أن يقود هذا المحورُ بلدَنا
إلى الانسياق أكثر، وراءَ
السياسات الطائفية الفئوية،
التي لم تندمل جراحها حتى اليوم.)) ((إن
مجلس شورى جماعة الإخوان
المسلمين في سورية، وهو يشدّد
على حقيقة الوجود الاستراتيجي
الحيّ للأمة العربية.. يتلمّس من
الأشقّاء العرب في جميع
الأقطار، من الحكومات والنخب
العربية.. أن يجعلوا معاناة
شعبنا في سورية، وما يعيشه من
محنة، وما يهدّده من خطر قيادةٍ
نزقةٍ منغلقةٍ ضيقة.. في رأس
اهتماماتهم، فالشعب السوريّ
يستحق حياةً أفضل، وهو قادر على
صنع مستقبلٍ أجمل.)) ((إنّ
المأمول من النخب العربية أن
تعيَ حقيقةَ موقفها، وأن تعتبرَ
بدروس التاريخ القريب، وأن
تتذكّر خطاباً طالما سمعناه
عشيةَ حرب السابعة والستين، أو
عشيةَ سقوط عاصمة الرشيد.. إنّ
الممانعةَ الحقيقية لا يمكن أن
تقومَ على الظلم والاستبداد،
ولا على قهر الشعوب وأشلاء
القتلى وأنين المعتقلين. إن
الممانعةَ الحقيقيةَ إنما
تقومُ على الوحدة الوطنية، وعلى
حرية الشعب ومشاركته في تقرير
مصيره، وعلى رفع الظلم والضيم
عن الناس.)) ((إننا
في مجلس الشورى، نتطلّع إلى
عالمٍ رحبٍ تسوده الحرية ويسوده
الحب.. عالمٍ يؤمن بالحوار
والتعارف، ويرفض الاحترابَ
بكلّ أشكاله وألوانه ومصادره،
وإنّ أخطر مصدرٍ له هو إرهاب
الأقوياء المدجّجين بوسائل
القدرة المادية، التي تدمّر
المدنَ وتدفنُ الأطفالَ
والنساءَ والشيوخَ تحت الأنقاض..
عالمٍ لا يستأثرُ فيه نفرٌ
قليلٌ بثروة الأرض وإمكاناتها.)) نعتقد
أن خطابنا في عام 2006 ما يزال في
جملته صالحا ليعاد اليوم. إننا
في عصر الربيع العربي نرتجي أن
يكون المثقف العربي قد دخل هو
الآخر عصرا معرفيا يقرأ الحقائق
كما هي في الواقع وليس كما
يتخيلها أو يريدها. لندن: 22/ 1 / 2012 زهير
سالم الناطق
الرسمي باسم جماعة الإخوان
المسلمين في سورية --------------------- البيانات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |