ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأربعاء 25/01/2012


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مواقف

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة

 

في تقدير الموقف:

زهير سالم*

لماذا تصمت المعارضة السورية

على شركاء بشار العرب....

 

يدرك كل من يتعاطى في الشأن السياسي أنه ليس من الحكمة في شيء أن يقدم السياسي على خطوة تحدث قطيعة بينه وبين الآخرين أو تكرسها. يبقى من الحكمة وحسن التأتي أن يتلطف السياسي ما استطاع مع مخالفيه فيكسب من يستطيع منهم أو يحيده على الأقل أو يخفف من عداوته أو خصومته..

 

ويدرك العقلاء كذلك أن الإعلام ليس هو القناة المناسبة لمعالجة المشكلات السياسية. أو لإدارة الاختلاف بين الفرقاء. ولكن الإعلام ولاسيما في عصر الشعوب والثورات الملتهبة يبقى مطرقة قوية في يد مظلومين مضطهدين ليستنفروا الضمائر الحرة ويكسبوا معاركهم ضد الطغاة والمتحالفين مع القتلة والمجرمين..

 

إنه بعد ما يقرب من العام على الثورة السورية وبالمعنى المقابل على مشروع سفك دم الشعب السوري وقتل أطفال سورية وانتهاك حرماتها، لم يبق عذر لمعتذر، وعلة لمتعلل، لقد حصحص الحق ولم يبق على الساحة إلا أحرار سورية في شق وأعداؤهم في شق آخر. هناك على الساحة اليوم مشروعان: مشروع ذبح أطفال سورية وانتهاك حرمات شعبها يمثله النظام ومناصروه من الدول والأحزاب والقيادات والشخصيات.. ومشروع حرية سورية وكرامة أبنائها وبناتها. هذا هو الفرز الذي ينادي اليوم على أعداء الإنسان مهما كان عرقهم ودينهم ومذهبهم ( وامتازوا اليوم أيها المجرمون..). ولا يجوز للمعارضة السورية أن تقبل للاصطفاف غير هذا العنوان مهما موه المموهون وراوغ المراوغون وتشاغل المتشاغلون..

 

ولكي لا تبدو المعارضة السورية  متناقضة مع ذاتها، تصنع مواقفها على خلفية إيديولوجية وطائفية، فتسارع إلى فتح النار على دول مثل روسيا والصين وإيران وحزب الله وهم الأبعدون وتغضي، وكأنها غير معنية، عن مواقف دول عربية تناصر مشروع قتل أطفال سورية في الجامعة العربية. وتتساهل مع أحزاب وقوى وجماعات ما تزال تتغافل عن الدم السوري أو تتشاغل تهربا من تحمل مسئولية شرعية أو أخلاقية أو قومية؛  مطلوب اليوم من المعارضة السورية أن تحدد مواقفها بحزم وجدية من كل هؤلاء الذين ما زالوا يناصرون مشروع ذبح السوريين وسفك دمائهم .

 

يقول الشاعر العربي:

وظلم ذوي القربى أشد مضاضة...

 

المعارضة السورية مدعوة إلى وضع خطة إعلامية رشيدة لكشف كل مناصري النظام المستبد أمام شعوبهم فمطرقة الشعوب اليوم ثقيلة على رؤوس الطغاة والمستبدين.

 

بعد عشرة أشهر من الدم السوري المسفوك. لم تعد الابتسامات المصطنعة في الغرف المغلقة مقبولة. وحين تؤثر المعارضة السورية رعاية المنطلقات الإيديولوجية أو مستوى من العلاقات الفئوية فإنها تلعب على دماء السوريين المراقة تبيع فيها وتشتري على طريقة السماسرة الذين يذبحون العجل ليحصلوا على شعرة من..

 

ويبقى السؤال المطروح على قوى المعارضة السورية أجمع من هي الدول العربية التي ناصرت وما تزال مشروع قتل الأطفال في الجامعة العربية؟! من هي الدول التي حاربت حتى تم تخفيض مستوى القرار العربي في الجامعة العربية؟ ولمصلحة من فعلت ذلك؟ وما هو الثمن ؟ من هي الدول التي أصرت على إعادة ( الثعبان ) إلى سورية ليكمل مشواره في التغطية على جريمة المجرمين؟ من هي الدولة العربية التي أرسلت وزير خارجيتها إلى سورية ليصلي وراء سعيد رمضان البوطي وليتلقى منه الجرعات الكافية لتجاوز العار النفسي الناشئ عن الانحياز لمشروع المجرمين..؟ من هي..؟ ومن هو..؟ ومن هم..؟ هل من حق شعوبهم وقواعدهم أن يعلموا ؟ وهل من حق أطفال سورية أن يبحثوا عمن ينتصر لهم؟ وهل من واجب المعارضة السورية بعد عشرة أشهر من البيان أن تكشف أولئك وهؤلاء..

 

أليس من حق الشعب العربي في .. وفي.. وفي.. وفي.. أن يسمع أن الطاغية في بلده يغمس يده في الدم السوري المراق..

 

أليس من حق قواعد الأحزاب والجماعات العربية أن تعلم أن قياداتها الجليلة لا ترى في دماء أبناء شعب سورية أمرا يستحق الاهتمام..

 

هل المعارضة السورية معنية بالانتصار لقضيتها، والاستعانة بضمير الشعوب الحي في عصر ثورة الشعوب أم تحيط هي الأخرى نفسها بشرانق المصالح الضيقة فتغمس خبزتها بدماء أطفال سورية كما يفعل الآخرون..؟!

----------------

*مدير مركز الشرق العربي

للاتصال بمدير المركز

00447792232826

zuhair@asharqalarabi.org.uk

الثلاثاء 24/1/2012م

 

 

 

أعلى الصفحةالسابق

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ