ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
بيان
من حزب الشعب الديمقراطي السوري
بخطىً ثابتة
وصمودٍ أسطوري مشهود ، وللشهر
الحادي عشر, تواصل الثورة
السورية تقدّمها , وهي أمضى
عزيمةً وأشدُّ قوةً وثباتاً , من
أجل تحقيق أهدافها في الحرية
والكرامة , وحق الشعب السوري في
صياغة مستقبله , وبناء دولته
المدنية الديمقراطية القائمة
على مبدأ المواطنة المتساوية
أمام القانون 0 قدّم النظام ,
وعلى مدى ما يقارب العام , كل
الدلائل على أنّه لا يريد ولا
يفكر بأيٍّ مخرجٍ سياسيٍ للأزمة
الوطنية العميقة التي تعصف
بالبلاد . وهذا ما بدا واضحاً في
خطابات رأس النظام, والتي لم تكن
في مجملها سوى دعواتٍ صريحة
لتأجيج العنف وجر البلاد نحو
الاقتتال الطائفي البغيض . لقد
أكدنا , نحن في حزب الشعب
الديمقراطي السوري ، ومنذ زمن
طويل أنَّ هذا النظام عصيٌّ على
أيٍ إصلاح , وعاجز عن التعاطي مع
الحلول السياسية التي تخرج
البلاد من أزماتها العميقة ,
فالسلطة لا تجيد سوى لغة
الإخضاع والإرهاب والقمع
والقتل كخيارات وحيدة ، الأمر
الذي تسبب في حالة انسداد
الآفاق أمام أية حلول تخرج
لبلاد من مأزقها الوطني العام . جاءت المبادرة
الأولى للجامعة العربية كنتيجة
منطقية لهذا الاستعصاء , والتي
حظيت بتأييد أغلب الدول العربية
, وفي محاولة منها لوقف حمام
الدم , ومنع البلاد من الإنجرار
إلى منزلقات خطيرة . لقد أفشلت
السلطة مهمة المراقبين العرب
وضربت جهود الجامعة العربية ،
ورفضت مبادرتها , وأصرت على
الحلِّ الأمني العسكري . ومن
المؤسف أن الجامعة العربية لم
تكن حازمةً في تنفيذ أيِّ من
بنودها وكشرط يسبق إرسال وفد
المراقبين العرب . وإزاء انسداد
السبل أمام الأزمة السورية
لإيجاد مخرج سياسي ، أطلقت
مبادرة جديدة عبر المجلس
الوزاري العربي في اجتماعه
المنعقد بتاريخ 22 /1 /2012/ , تضمنت
خطة طريق لانتقال سوريا نحو
نظامٍ ديمقراطي تعددي . إننا في حزب الشعب الديمقراطي ، إذ نرحب
بجهود الجامعة العربية في
مسعاها لوقف سفك الدماء السورية
ومنع انزلاق البلاد إلى مخاطر
لا تحمد عقباها , نرى في
مبادرتها الجديدة عناصر
إيجابية جديرة بالبحث والنقاش ,
ويمكن البناء عليها وتطويرها .
كما نؤكد على أهمية تطبيق
البنود الأربعة التي جاءت في
المبادرة الأولى ، والتي تنصِّ
على وقف القتل والعنف وسحب
الجيش والأجهزة الأمنية
والشبيحة من المدن والبلدات ،
وعلى الإفراج عن المعتقلين
أثناء الثورة , وعلى حق التظاهر
السلمي والسماح لوسائل الإعلام
بالدخول إلى سوريا والتنقل
بحرية تامّة . لقد أسقطت
المبادرة بمضمونها شرعية
النظام عربياً , بعد أن تم
اسقاطها داخلياً بفضل تضحيات
الشعب السوري . لكننا نؤكد في
الوقت نفسه , ومن أجل إنجاح مسعى
الجامعة العربية , لابد من رحيل
رأس النظام عن السلطة كمقدمة
أولى ، ثمَّ التفاوض على نقل
السلطة إلى الشعب ، والدخول في
المرحلة الانتقالية التي يشارك
فيها جميع القابلين بالنظام
الوطني الديمقراطي . ولا يستثنى
منهم سوى الأطراف والأشخاص
الذين تلوثت آياديهم بالدماء
والمال الحرام . وهذه المبادرة
ستكتسب إمكانية التحقق كخريطة
طريق لتفكيك النظام من الداخل ,
عندما تجد طريقها إلى مجلس
الأمن بصفته الجهة الوحيدة
القادرة على تنفيذها . ورغم
تحفظاتنا على بعض بنودها فإننا
نرى فيها مكسباً للشعب السوري
إنّ حَسٌنَ تنفيذها , لأنّها
ستفضي إلى إنهاء النظام
الاستبدادي القائم . لقد أخذ هذا
النظام ، وبشكل متزايد ، يفقد
وزنه السياسي والمعنوي , بعد
خسارته للكثير من الأطراف
العربية والدولية الحليفة له , و
أمسى طرفاً غير جدير بالبقاء ,
ولم يعد بمقدورها الدفاع عنه
إلى ما لا نهاية. نؤكد في هذا
المقام على أهمية الحماية
الدولية لشعبنا الذي يتعرض
لأبشع جرائم القتل , وأن يلتفت
المجتمع العربي والدولي إلى
الأوضاع المأساوية التي يعيشها
شعبنا في العديد من المحافظات
والمدن السورية / حمص , حماه ,
إدلب , درعا , ريف دمشق , ريف دير
الزور / , والتي يمكن اعتبارها في
العرف الدولي مناطق منكوبة .فهي
بحاجة ماسة للمساعدات
الإنسانية . كما نشدد على أهمية
الاستناد إلى نبض الشارع الثائر
وأخذ ذلك في الحسبان عند إطلاق
أية مواقف سياسية تتعلق بقضايا
الثورة ومطالبها , وعند البحث في
مخارج تتعلق بمستقبل البلاد . تحية لأرواح الشهداء , والشفاء للجرحى
والمصابين الحرية للمعتقلين , عاشت الثورة السورية, عاش الشعب السوري دمشق في 26/ 1/ 2012 الأمانة المركزية لحزب الشعب الديمقراطي السوري ----------------------- البيانات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |