ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

السبت 04/02/2012


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مواقف

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة

حماة المأساة.. ليست ذكرى

بيان من جماعة الإخوان المسلمين في سورية..

إلى أصحاب الضمائر الحية في كل مكان.. إلى أبناء أمتنا العربية والإسلامية.. إلى شعبنا السوري الحر الثائر..

ثلاثون عاما والمجزرة ما تزال مستمرة..

ثلاثون عاما تمر على مجزرة حماة  الكبرى وما تزال رحاها تدور على حضارة سورية وأمجادها، ثلاثون عاما وفصول المأساة الحمراء تتتابع، فتطحن في سورية الإنسان والبنيان و الحق والخير والجمال..

ثلاثون عاما تمر والمشهد الدامي وتداعياته ما يزال ملء السمع والبصر، ما تزال أصوات القذائف تدمر البيوت على ساكنيها تدوّي، وما تزال استغاثات المستغيثين، وحشرجات المذبوحين بسكين البغي تملأ الأسماع، وما يزال الجرح فاغرا يمجّ الدم،  والجسد المعفر بالدم والتراب والرصاص ينتظر القبر الذي يواريه..

ثلاثون عاما والمجزرة ما تزال مستمرة..

منذ ثلاثين عاما في مثل هذا اليوم، قام حافظ الأسد باجتياح مدينة الفداء والإباء والحمية – حماة - فأحرق فيها كل ما يتحرك، ودمر الحجر وقطع الشجر، وقتل الرجل والمرأة والشيخ والطفل..

وتمادى بالقتل بعد ذلك عقدا من الزمان يقتل من كان في يده من الأسرى في زنازينهم،  عشر سنوات ووجبات الإعدام تنفذ أسبوعيا ليكون الحصاد أكثر من مائة ألف شهيد.. وصمت العالمُ وأغضى الأقربون، وداهن المداهنون، فتجاوز الظالم وعربد، فنافس النمرود وهولاكو وهتلر؛ وكان الهولوكوست على بشاعته من بعض ما جرى على أبناء سورية في القرن العشرين..

ثلاثون عاما وما تزال المجزرة مستمرة..

 نعم كانت المجزرة الرهيبة التي اعتدت على بنيان الإنسان ذبحا، وتعذيبا، وتشويها، وانتهاكا فصبغت حماة وسورية كل سورية بلون الدم في الثاني من شباط (فبراير) في علم 1982، وامتدت متواليتها  المروعة أكثر من عقد، تحصد حبال المشانق زهرة شباب سورية في سجون الطاغية الأثيم..

ولكن المجزرة ظلت مستمرة حتى يومنا هذا، فانتقل سيف النقمة والكراهية من الوالد إلى الولد، وامتد العدوان من بنيان الإنسان إلى عقله وقلبه وروحه..

واستطالت المجزرة حجرا على عقول السوريين لئلا تفكر، وتمت محاصرتها في بنية الرئيس الواحد، والحزب الواحد، والرؤية الواحدة، والحقيقة الواحدة، والصواب الواحد، حتى على مستوى الفن والثقافة والإبداع، فصودرت آفاق الفكر، وأغلقت نوافذ المعرفة، وجففت منابع التنوير، وزج المجتمع في دياجير الفرد تطبيلا وتزميرا، فلم يكن حصاد مجزرة العقول على سورية ودورها ومكانتها بأقل أثرا من المجزرة الحمراء التي نالت قدس أقداس الله على الأرض في بنية الإنسان..

ثلاثون عاما وظلت المجزرة مستمرة..

واستطالت المجزرة فامتدت إلى نفوس السوريين تدكها بالخراب، وتضطرها إلى الفساد، تغذيها بالكراهية والحقد، تملؤها بالشك والريبة، وتقتادها بالإذلال والخوف والتخويف؛ ولم يكن حصاد هذه المجزرة على المستوى الوطني بأقلّ خطرا من الذبح والقتل والانتهاك الذي أداره المجرمون في مدينة أبي الفداء منذ ثلاثين عاما..

 واستطالت المجزرة فامتدت إلى أرواح السوريين، وما يزال الآثمون يدوسون في سورية كلّ ما هو حق وخير وجميل. يخنقون في الإنسان الروح المتطلع إلى الأفق الجميل، يكسرون أصابع الفنان إن أبدع ما لا يشتهون، ويمثلون بأجساد الأطفال نقمة وحقدا وانحطاطا لا تتصوره العقول..

ثلاثون عاما وما تزال المجزرة مستمرة..

ثلاثون عاما، وصوت الذكرى ينادي على الطغاة، يبحث في صحراء نفوسهم القاحلة المعمورة بالحقد والبغضاء والنقمة عن نبتة خضراء، ويرفع صوت الذكرى سوريون وعرب ومسلمون، وسياسيون وحقوقيون، فما وجدوا إلا اللجاجة في العدوان، والمزيد من الطغيان. لقد كان لهم في ثلاثين عاما فرصة لو كانوا يعقلون أو يشعرون..

وإنه مما يزيد الجراح عمقا في أيام هذه الثورة المباركة أن نجد بعض هؤلاء يرجعون إلى الطاغية اليوم، فيهيمون في بيدائه، ويحطبون في حباله، ويبحرون في طوفان ادعاءاته..!!

إلى أصحاب الضمائر الحية في كل مكان.. إلى أبناء أمتنا العربية والإسلامية .. إلى شعبنا السوري الحر الثائر..

ويثور شباب سورية الحر الأبيّ اليوم، ثورتهم الوطنية السلمية، متطلعين إلى الحق والعدل، إلى كل خير وجميل في حياة الناس، يثورون ليعيدوا لوطنهم فجره وألقه ودوره، و ليضعوا حدا لليل الكراهية والحقد والنقمة الذي سلخ شعبنا عن دوره الحضاري الجميل..

وحين نستحضر في يوم المجزرة الكبرى صورها وتداعياتها وآثارها  فنحن لا نفعل ذلك انغماسا فيما نندد به من حقد وكراهية ولا نفعله دفعا إلى نقمة ولا طلبا لثأر..

نفعل ذلك، وثورة شعبنا في مدها المتصاعد للإطاحة بالظلم والظالمين، لنقول لكل أبناء شعبنا إن الغد القادم سيكون غد الأمن والسلم والحب والإخاء.. نستحضر كل هذه الصور، تنفيرا منها، وتبشيرا بوطن يحكمه كل أبناؤه، لا الفرد ولا الحزب، وطن يسوده قانون قاعدته العدل وأفقه العفو والإحسان الجميل..

( تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا والعاقبة والمتقين ).

2 شباط (فبراير) 2012

جماعة الإخوان المسلمين في سورية

---------------------

البيانات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

 

 

 

أعلى الصفحةالسابق

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ