ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
في تقدير الموقف زهير
سالم* المكافأة
على القتل...!! لا
يمكن للمواطن السوري أن يتقبل
عذرا بثنائية الموقف الدولي،
منذ البداية اكتشف شعبنا
الإرادة المبيتة للذين ما زالوا
متمسكين بهذا النظام. ليس هناك
في هذا العالم أخيار طيبون
يدافعون عن شعبنا وأهلنا،
وأشرار سيئون هم الذين يشاركون
في ذبح أطفالنا وأهلنا. نعم قد
يكون هناك أغبياء قد قبلوا أن
يكونوا ورقة توت الموقف الدولي
فوضعوا أنفسهم ودولهم هناك. شعبنا
يذبح منذ سنة بتواطئ دولي مريب،
لنتصور لو أن مجلس الأمن صوت منذ
ثلاثة أيام على القرار المقدم
من أصحابه، فماذا كان يمكن أن
يتغير؟! هل كانت ستتوقف ماكينة
القتل اليوم ؟! بكل ثقة وبساطة
نقول: لا شيء كان سيتغير...لاشيء
إطلاقا على المدى المنظور، وفي
معركة ( نزيف الدم ) الوقت هو
عامل الأساسي يحسب له الذين
يريدون الحساب الأول.... الاستراتيجية
الإجرامية التي تم التواطئ
عليها مع حاكم دمشق تقول: أنت
تقتل فتنجز ونحن نوفر لك ما
تحتاج إليه من وقت. مع توصية
رقيقة خجولة
( كن حذرا..) ولقد
ابتلعت المعارضة السورية على ما
يبدو الطعم ، حين أصبح المحللون
السياسيون ومن مستويات عليا
يحمّلون الفيتو الروسي مسئولية
كل هذا الدم. نعم كان الفيتو
الروسي سيئا وناقما وخبيثا ولكن
الفيتو الروسي لا يصلح أن يكون
نصبا يرجم لشر هذا العالم .الأقرب
كان يمكن لأصحاب الضمير الحي في
هذا العالم من الأقربين
والأبعدين أن
يشمروا عن سواعدهم، بل عن
أدواتهم لوضع الوحش المنفلت على
الأرض السورية في القفص الذي
يستحق. لم يغلق الفيتو المزدوج
الروسي – الصيني على العالم
أفق الرؤية وأفق القرار وافق
المبادرة التي تحمي الأطفال
والنساء.. وما
يجري على الأرض السورية اليوم،
وما يجري على أهلنا في حمص لم
يعد بحاجة إلى مبادرات سياسية
عرجاء يتقدم بها سياسيون مقعدون.
لقد مل شعبنا من مشاهدة الأجساد
الرقيقة تتلوى على حبال السيرك،
ولم يعد يستمتع بمتابعة مهارات
المتلاعبين على هذه الحبال. إن
معادلة أنت تقتل ونحن نوفر
الوقت تحت أي عنوان يتم توفير
الوقت باتت مكشوفة.
ويجب على المعارضة السورية أن
تعمل على كشفها ورفضها وإحباطها
. وأن نتوقف عن المضي في لعبة
المحاور الدولية بتحميل الفيتو
الروسي الكريه كوجوه أصحابه
مسئولية كل شيء. إن
الذين يحاولون توظيف دماء
الشهداء للحديث عن مبادرات أو
صفقات كمكافأة للقاتل على
جريمته عليهم أن يصمتوا إلى
الأبد.
فخيارنا اليوم إما أن تنتصر
دماء الشهداء اليوم وإما أن
تنتصر دماء الشهداء غدا أو بعد
جيل قادم ... ولا يجوز أن يخطر
ببالنا بعد طوفان الدم هذا أي حل
آخر. شعب
حر عزيز كريم يستمتع بكافة
حقوقه الإنسانية والمدنية
والسياسية أيضا كاملة غير
منقوصة، ولن نقبل بأي صيغة لوطن
سقفه أقدام فرسان البيضة. وعلى
الذين يحاولون تجميل الحالة أو
إعادة تقديمها بأي طريقة أن
يتعلموا الصمت إلى الأبد. أدرك
صعوبة الموقف، وقيمة التضحيات
ولكن ما يفعله هذا النظام لم
يترك له أي هامش للبقاء.. لقد
بدا للجزار منذ ثلاثين عاما أنه
انتصر، ولكن ها هو شعبنا اليوم
مرة ثانية في الميدان، وسينتصر
شعبنا بإذن الله ، أو سيذهب
شعبنا إلى معركة ثالثة ورابعة
وخامسة هذه جدلية تاريخية وهي
معركة أجيال.. الساحة
السورية اليوم ليست بحاجة إلى
المزيد من المبادرات السياسية
العرجاء. الشعب السوري هو الذي
سيصدر حكمه منذ اليوم على
المجتمع الدولي، وعلى جميع
الصامتين والمترددين
والمخادعين والكذابين، وليسوا
هم الذين يحكمون عليه... (
لا مكافأة لقاتل سفاك دماء) مهما
تكن قوته وشراسته هذه هي
الحقيقة الوحيدة التي يجب أن
ينطلق منها الجميع والقيمة
العليا التي يجب أن يسعى إلى
تكريسها في حياة الناس الجميع.. لندن – 8 / 2 / 2012م ---------------- *مدير
مركز الشرق العربي للاتصال
بمدير المركز 00447792232826
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |