ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأربعاء 22/02/2012


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مواقف

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة

في تقدير الموقف

زهير سالم*

معارضة تحت الاشتراطات!!!

 

بلغ الضعف عن التواصل والتأثير مداه في الموقف العام لقوى المعارضة السورية. ففي ضبابية مواقف بعض الدول والقوى من مشروع ذبح الشعب السوري، تتسلل سياسات التأييد لهذا المشروع عبر مواقف تتغاضى عنها معارضة يشغلها عن حقها ذهول وضعف و اعتبارات . يحدث هذا من دول وقوى يحتم عليها الفرز التاريخي والإيديولوجي أن تقف بصلابة إلى جانب الشعب السوري، وربما يجهضها أن ينكشف أمرها أمام شعوبها وقواعدها، ولذلك تؤثر أن تراوغ أو تناور، مستغلة عجز المعارضة السورية عن قول( الآن حصحص الحق ).

 

وفي الوقت الذي أثبتت فيه الثورة السورية أنها الأشد مراسا من كل الثورات العربية، وأثبت فيه السوريون أنهم الأكثر قدرة على التقدم وحسن الأداء؛ تعطي هذه القوى والدول ومن موقعها المتقدم أو السلطوي لنفسها حق الأستاذية على المعارضة السورية، فتوغل في الإملاء والاشتراط والشرح والتوضيح والتفسير والتعليم وأحيانا الاتهام والفرز والتقديم والتأخير..!!!!

 

وبينما تبدي بعض قوى المعارضة السورية بطأ ملحوظا في الإدراك، ومن ثم في التفاعل ، وتغلف هذا البطء بأصبغة الحكمة والدبلوماسية وحسن التأتي؛ يستمر شلال الدم في سورية بالتدفق مدرارا.

 

يعتقد بعض قيادات المعارضة السورية على العديد من المستويات أنهم في موضع؛ أن يأخذوا ما يُعطون، وأن يقبلوا ما يُشترط ، وأن يرضخوا لما يُملى عليهم. وتتحكم في هؤلاء نفسية ( القابل لا نفسية الفاعل)، القابل الذي ( لا يرد يد لامس )، وكأنما قد انسحب على موقفهم النفسي ما كانوا يعيشونه في مرحلة ما قبل الحراك الثوري ، حيث كان شرط كل من يستضيف مؤتمرا أن يقول للمؤتمرين: اقبلوا ما آتيتكم وكونوا من الشاكرين..

 

وربما لا يدرك العديدون من الذين التحقوا بركب العمل السياسي المعارض – مرحبا بهم – حجم المعاناة التي عاناها الذين كانوا يمارسون هذا الدور السياسي من قبل، أو ربما يعجز البعض عن إدراك الفرق بين معطيات ما قبل الثورة وما بعدها..

 

إنه من التفريط بالأمانة ومن الخيانة لدماء الشهداء الاستمرار في الصمت عن مجريات الواقع لأسباب إيديولوجية أو سياسية أو دبلوماسية أو لأي سبب نفسي يلجم صاحبه عن الصدع بكلمة الحق في سياقها بعد عام من متابعة التلوي والمناورات..

 

ولقد عانت المعارضة السورية والإسلامية منها بشكل خاص الكثير على مدى عقود من دول و قوى وكذا من تنظيمات وجماعات وشخصيات. وإذا كنا لا ندعو إلى موقف كربلائي تتحكم فينا عقد الماضي؛ لا يمكن أن نهدر هذا الماضي بملفاته عن كل فريق، وأن لا نوظفه في الفهم والتفسير والتقويم...

 

ليس من المقبول للثورة السورية أن تجعل من حق دولة لمجرد أنها تستضيف مؤتمرا أن تفرض شروطا، أو أن تحدد سقفا، أو أن تتصرف بالمؤتمر وكأنها الناطق باسم الشعب السوري أو الوصية على مشروعه المستثمرة في دماء أبنائه..

 

لا يمكن لنا أن نصمت عن تحويل المبادرة إلى الدعوة لاستضافة الحراك الدولي لنصرة الشعب السوري إلى مصادرة لأهداف هذا المؤتمر وتحديد أرضه وسقفه. إن عناق الدب الذي يخنق لا يحتضن، وهو عمل عدائي هكذا يجب أن يسمى، وموقف يجب أن يدان. بل أن يرد عليه بما يستحق؛ ولو بالانشغال بالأجدى والأنفع. يكفينا أن نقول في هذا السياق: وهذا أيضا من البلاء. نعلم أن البعض سيسكب على موقفه الزبد والعسل، ولكن لا يمكن أن يعقد مؤتمر في شأن سوري ويكون السوريون آخر من يدعى و آخر من يستشار..

 

يغلق البعض في موقفهم على المعارضة السورية، ويعملون على شل حركتها، أو التدخل في شئونها، أو فرض زيجات غير متكافئة عليها، ويصرون على ربطها ببعض المسننات التي تحاصرها  في النهاية إلى مربع النظام ..

 

كثيرون ،لأمر ما،  لم يتعلموا أن يقولوا: لا...

 

كان الطاغية زياد بن أبيه يقول: يعجبني الرجل إذا سيم خطة خسف أن يقول: ( لا ) بملء فيه..

 

بملء فيّ أقول ( لا ) للذين سيعطلون الاعتراف بالمعارضة السورية ولتسقط جميع ذرائعهم. بملء فيّ أقول ( لا ) للذين يضعون اشتراطات على المعارضة السورية، لا يقرها السوريون أنفسهم. بملء فيّ أقول ( لا ) للذين راوغوا وما زالوا يراوغون لحماية القاتل وإسماع المقتول المزيد من المواعظ..

 

ربما يكون مقبولا أن نصمت عن مواقف ( بين بين ) من بعض دول العالم البعيد؛ ولكن هذه المواقف الضبابية أو المراوغة لن تُقبل من دول شقيقة تمس الشغاف، ثم تناور وتغامر. فمتى نقول: الآن حصحص الحق؟! فنكشف لشعوبنا المخبوء والمستور؟! ونكشف لقواعد الأحزاب والجماعات التي تغمس خبزها بدماء أطفالنا حقيقة ما يدور؟!

 

لندن: 21 / 2 / 2012م

----------------

*مدير مركز الشرق العربي

للاتصال بمدير المركز

00447792232826

zuhair@asharqalarabi.org.uk

   


 

أعلى الصفحةالسابق

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ