ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
في تقدير الموقف زهير
سالم* دم
التوتسي السوريين الأقل كلفة... على
العالم... في
عالم يسوده الهرج والفوضى
والتخلي يظل ذبحنا هو الخيار
الأيسر، يظل دمنا هو الثمن
الأقل كلفة، عام يمر، وشلال
الدم يتدفق، والأشلاء تتناثر،
يقتل في وطننا الشاب، ويقتل
الشيخ، تقتل المرأة – بهذا
تتحقق المساواة بين الجنسين
ويطمئن دعاة الجندر على نجاح
مشروعهم- يذبح الطفل جنينا
ورضيعا ودارجا ومميزا؛ فلا يغضب
أحد، ولا يتحرك أحد، وتغيب عن
خارطة العالم القوى الناطقة
والفاعلة، وتغيب المنظمات
الإنسانية فلا حس ولا خبر.. وكلما
قلب رجال الفكر ومنظرو السياسة
وممارسوها جوانب ما يدعونه
اختزالا ( الأزمة السورية )
أجمعوا على أن دماء (التوتسي )
السوريين هي الأقل كلفة،
والأسهل تبعة، والأضمن للآتي
لاستقرار المنطقة والعالم..
ويجمع هؤلاء على أن التخلص من
أطفال ( التوتسي السوريين )
سيعيد ربما التوازن لعالم
مضطرب، مهدد بعدم الاستقرار.. يختلف
هؤلاء القادة الساسة أحيانا في
طرائق التعبير، فعل الشعراء في
تجميل طعم الموت، أو فعل
الرسامين في تحويل لون الدم إلى
لون شفق ، ولكنهم في حقيقة الأمر
مجمعون كلهم على أن ذبح ( توتسي )
سورية هو الحل الأقل كلفة؛ يعبر
عن ذلك بصراحة ووضوح لا تأتأة
فيه الروس والصينيون
والإيرانيون وأتباعهم
وهوامشهم، ويتابعهم على ذلك
بتعابير بلاغية منمقة ملتفة
الأمريكيون والأوربيون، وينضم
إليهم الترك وكثير أو قليل من
الحكام والمفكرين والمنظرين
العرب العرب العرب... الأزمة
معقدة، وكل الخيارات مغلقة –
يقولون لك – ويستحضرون علوم
الميثولوجيا والأنثربولوجيا
والجيوسياسيك ، والستاتيك ثم
يؤكدون أن كل الحلول صعبة ولكن
الحل الأسهل والأضمن هو ما يقوم
به بشار. يبادرون جميعا إلى
التحذير من الأنموذج العراقي
ومن الأنموذج الليبي، ويصفقون (
للهوتو ) ولطريقتهم الأكثر
حضارية في حل نزاع بشري بدون أي
تدخل خارجي، ولا حتى السماح
للتوتسي بالدفاع عن أنفسهم.
الشيء
الذي يزعج أصحاب نظرية الحل في
سورية على طريقة ( الهوتو –
التوتسي ) أن المعادلة في سورية
مقلوبة كما يقولون، حيث يشكل (التوتسي
) الذين يكمن الخلاص في الخلاص
منهم عبئا كميا؟! يشفق المفضلون
لهذا الحل على رجال (الهوتو)!!! كم
سيتعب هؤلاء المساكين حتى
ينجزوا الواجب الثقيل في ذبح كل
هذه الكتل البشرية ؟! ؛ هذه هي
نقطة الضعف الوحيدة في الخيار
الذي يفضله العالم، وتعمل عليه
نخب وزعامات وقيادات، ومن لم
يعمل عليه أرخى له الطول حتى
يبلغ مداه!!! قام
(الهوتو) في دولة اسمها رواندا
في قلب أفريقية عام 1994 بذبح
مليون إنسان من (التوتسي )،
برعاية حضارية من شعب أوربي
متمدن. واليوم ألقي العبء على (
الهوتو ) في سورية أن يذبحوا
عشرين مليون إنسان برعاية كريمة
من العالمين الأول والثالث.
الشرط الوحيد الذي يصر عليه
العالمان أن تتم المهمة على عجل.. وحين
يتحدث البعض في سورية عن تزويد
رجال ( التوتسي ) السوريين بما
يدافعون أو يدفعون بهم عن
أنفسهم وعن أعراضهم يخرج عليك
رجال التحليل والتركيب يحذرون
مما يطلقون عليه ( الحرب الأهلية
) أو ( المؤامرة الكونية ). ففي
فهم هؤلاء ليس من الحرب الأهلية
أن يتسلط فريق متوحش من عصابات (الهوتو
) على قبائل (التوتسي)، كما تسلط
الرجل الأبيض على سكان أمريكا
الأصليين فذبحوا ما زاد على
عشرة ملايين إنسان.. في فهم
هؤلاء ما دام القتل ينفذ من طرف
متغلب أو متحضر ضد طرف ضعيف أو
متخلف فهو ليس خطيرا ولا مقلقا،
ولكن الخطير والمقلق أن يقفز
أحد هؤلاء الهنود المتوحشين على
قاتله فيدفعه عن نفسه ؛ هاهنا
ستنقلب الموازين، وسيتهدد
السلم العالمي، وسوف تنطلق
عفاريت الوهم من قماقمها.
وسيحذر رئيس الأركان الأمريكي
من تسلل تنظيم القاعدة إلى صفوف
السوريين. ليس
من الحرب الأهلية إذن أن يتسلط
فليل على كثير قتلا وذبحا
وانتهاكا ، وإنما مفهوم الحرب
الأهلية التي تنهد لها الجبال
هدا أن يكون لدى مواطن مستضعف
قدرة ما للدفاع عن نفسه ولو
لتأخير ساعة قتله... وحين
يثرثر البعض عن إمكانية أن تقوم
قوة في العالم باختراق ما على
طريقة ما حصل (في كوسوفا) كمخرج
لأزمة لم ير ( ميلو سيفتش ) سورية
لها حلا إلا بالمزيد من الذبح؛ يقفز
إلى الساحة الغيورون على
الهوية، والمتمترسون وراء
السيادة، وأصحاب حسابات الكلفة
والجدوى، والآثار والتداعيات،
ليقطعوا الطريق على أي تفكير
بمخرج ممجدين) مشروع الصرب
المكين في الذبح والاغتصاب
حفاظا على الأمن والاستقرار
والسياسة والازدهار.. لم
يكن من خياراتنا يوما أن يقتل
السوري أخاه، ولم نجد يوما في يد
غريبة مشروعا للإنقاذ، بل هو
مشروع قابيل الذي يتمرد اليوم
حتى على الغراب أن يتعلم منه كيف
يواري سوأة أخيه... لندن –
اليوم العشرون لمجازر بابا عمرو.. اليوم
السابع والثلاثون بعد الثلاث
مائة لمذبحة السوريين الكبرى في
القرن الحادي والعشرين.. 22 / 2 / 2012م ---------------- *مدير
مركز الشرق العربي للاتصال
بمدير المركز 00447792232826
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |