ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
بسم الله الرحمن الرحيم البيان
الختامي لمجلس
شورى جماعة الإخوان المسلمين في
سورية في
دورته الطارئة المنعقدة بتاريخ
8 - 10 آذار 2012 يا أبناء شعبنا السوري الأبي.. يا أبناء
أمتنا العربية والإسلامية.. يا
أحرار العالم.. مضى عام على ثورة الشعب السوري المباركة،
وحناجرُ أحرار سورية تهتفُ
بسقوط الطاغية، وأرواحُ
الشهداء تصعد إلى بارئها تشكو
تجبّر الظالمين، ونحن على يقين
أن الدماء التي تسيلُ على أرض
سورية الحبيبة، لن تضيعَ بإذن
الله، وأبوابُ الحرية التي
تدقّها أيدي شعبنا المضرجة
بدمائها، ستُفتَح، فالفرج آتٍ
والنصر قريبٌ بإذن الله. يا أبناء شعبنا العظيم.. إن مجلس شورى
جماعة الإخوان المسلمين، في
دورته الطارئة، يحيّي جهادكم
البطوليّ، ويدعمُ ثورتكم
الباسلة، مطالبين بحقكم في
الحرية والكرامة، وهو لن يدّخر
وسعاً في دعم صمودكم الأسطوريّ،
في وجه آلة القمع الأسدية
المتوحشة. لقد بدأت ثورتكم سلميةً وطنية، واستمرت
كذلك، ولم يُتِحِ النظامُ
الأسديّ فيها أيّ أفقٍ سياسيّ،
يستجيبُ لمطالبكم العادلة،
ظنّاً منه أن الوحشيةَ
والجبروت، سيُنجيانه من مصيره
المحتوم. لقد اعتمد النظامُ في
بقائه على سياسة التخويف
والترويع، والآن.. وقد كسرتم
حاجزَ الخوف، فقد زلزلتم النظام
في أهمّ أركانه، وهو يحاولُ
مستميتاً استعادةَ ركنه
المهدّم، لكنّ سنةَ الله ماضية،
ودولةَ البغي زائلة، ومن سلّ
سيفَ البغي قُتِلَ به، كما قال
الخليفة الراشد عليّ بن أبي
طالب كرّم الله وجهه. يا أبناء سورية الأبية.. إن شعبنا السوريّ
العريق، ما عرف يوماً الحقدَ
والانتقام، وما التنوّعُ
العرقيّ والدينيّ والطائفيّ،
في نسيج المجمع السوري، إلا
خيرُ شاهدٍ على تاريخه الحافل
بالتسامح والتعايش. إننا في هذا
المرحلة الدقيقة من تاريخ أمتنا
وبلدنا، نؤكّدُ أن جميعَ
مكوّنات الشعب السوري، هم
شركاءُ في الوطن، وأنهم متساوون
في الحقوق والواجبات، وأن (سورية
المستقبل) التي نعملُ على
بنائها جميعاً، هي (سوريةُ)
القانونُ والعدلُ والحريةُ
والتعدّديةُ والمساواة، (سوريةُ)
التي تتّسعُ لكل أبنائها، من
عربٍ وكردٍ، مسلمين ومسيحيين،
سنةٍ وعلويين، دروز
وأسماعيليين.. وغيرهم من مكونات
هذا الشعب العريق.. أما من تلوثت
أيديهم بدماء الشعب السوري، من
أي طائفة أو عرق أو دين.. فإنّ
القضاء العادل هو الذي سيحكم في
أمرهم. ولا يسعنا هنا إلا أن نهيبَ بإخوتنا
المواطنين، من أبناء الطائفة
العلوية بشكلٍ خاص، وكلّ
المكونات الأخرى للمجتمع، أن
ينحازوا إلى شعبهم، ويعلنوا
براءتهم من هذا النظام المجرم. يا شعبنا الأبي.. إن المعارضة السورية
ممثلةً في مجلسها الوطني (الممثل
الشرعي للشعب السوري) - ونحن جزء
منه - خرجَتْ من بين ركام
الاستبداد، الذي صحّر الحياةَ
السياسية في سورية، وهي إذ
تتلمّسُ طريقَها، تستفيد من
أخطائها، لرصد أيّ خلل في
البناء، وقصور في الأداء، وتبذل
الطاقة والوسع لإصلاح الخلل،
واستكمال التمثيل، والارتقاء
إلى مستوى المسؤولية، لدعم هذه
الثورة المباركة، ومواكبة
التضحيات الجسام لشعبنا العظيم. ونؤكّد للجميع
أنه أمام ما يرتكبه النظام من
جرائم القتل، بحق الأطفال و
الرجال والنساء والشيوخ..
وانتهاك الحرمات، وتعذيب
المرضى في المستشفيات،
والإجهاز عليهم، وقتل
المشيّعين في الجنائز، وما
يعانيه السجناء من إذلال وتعذيب
وانتهاك لآدمية الإنسان.. نؤكد
أن الدفاع عن النفس حق مشروع،
وأن الدفاع عن المظلومين واجب
شرعي وقانوني، ونحن إذ ندعمُ
صمودَ شعبنا، وندعمُ جيشنا
الوطنيّ الحر، ومن يتعاون معه
في الدفاع عن المواطنين، بكل
أنواع الدعم الماديّ والمعنويّ..
فإننا نمارس حقنا المشروع،
ونقوم بواجبنا الشرعيّ. وأمام سعي المجتمع الدوليّ لحل الأزمة في
سورية، بمبادرات سلمية، وزيارة
ممثل الأمم المتحدة السيد كوفي
عنان، فإننا إذ نرحّبُ بأيّ
مبادرة توقف القتل، وتؤدّي إلى
سحب المظاهر المسلحة من المدن
والبدات والقرى.. وتمهّد لتنحّي
بشار الأسد، ورحيل النظام،
فإننا نستنكر أن تشكّلَ هذه
المبادرات غطاء لجرائم النظام،
تعطيه مهلاً أخرى، لمزيد من
القتل والمحاولات المستميتة
لخنق الثورة واغتيالها. إننا نطالب المجتمع الدولي تحمّل
مسئولياته، والقيام بواجبه، في
ردع آلة القتل الأسدية، وحماية
المواطنين من أبناء شعبنا، بكل
وسائل الحماية اللازمة. ولا بدّ أن نتوجّه – باسم شعبنا - بالشكر
الجزيل، لكل الدول والحكومات
الداعمة لثورة الشعب السوري،
خصوصاً دول مجلس التعاون
الخليجي وتركيا.. وغيرها من
الدول الصديقة للشعب السوري،
ونقول لروسيا والصين وإيران..
إنّ مصالحها الحقيقية هي مع
الشعب السوري الباقي، وليست مع
النظام السوري الزائل. وفي الختام نؤكّد للنظام الباغي، الذي
رفض نصائح المخلصين بالإصلاح
الحقيقي، وفّرغ كل المبادرات
السلمية من محتواها، محاولاً
جرّ البلد إلى أتون حرب أهلية،
وجعلها ساحة لتصفية الحسابات
بين القوى الدولية المتنافسة،
والذي لا يزال مستمراً في بغيه،
مصرّاً على جرائمه، مهما كانت
النتائج والتداعيات، نؤكّد له
وللعالم أجمع: أن ثورة الشعب
مستمرة، مهما عظمت التضحيات،
فالحق أقوى من القوة، والشعب
أقوى من جلاديه، وإن النصرَ
سيتحقّق – بإذن الله - للشعب
السوري الصامد، (والله غالبٌ
على أمره، ولكنّ أكثر الناس لا
يعلمون.) (حتى إذا استيأس الرسل،
وظنوا أنهم قد كذبوا، جاءهم
نصرنا، فنُجّيَ من نشاء، ولا
يُرَدّ بأسُنا عن القوم
المجرمين). صدق الله العظيم 10 آذار (مارس) 2012 مجلس شورى جماعة الإخوان المسلمين في
سورية ----------------------- البيانات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |