ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
في
تقدير الموقف المعارضة
السورية وتحديات الائتلاف أليست
التمثيلية هي الحل ؟! زهير
سالم* إذا
قلنا إن الاختلاف حول الرؤى
والأهداف والآليات هو ما يشتت
موقف المعارضين السوريين
فسنكون كمن يتعب خيله في باطل .
فالسوريون مثلهم مثل كل شعوب
الأرض متفقون مختلفون . هم
مختلفون لأن الاختلاف هو سنة
الله في خلقه ، ولأنه صورة من
صور التعبير عن الحيوية
الإنسانية التي هي بعض سمات هذا
العصر. وهم متفقون بما يكفي
ليجتمعوا في إطار وطني جامع
يركز جهدهم على طريق التخلص من
زمرة الاستبداد والفساد
والانتقال بوطنهم إلى الدولة
الأمل دولة العدل والحرية
والكرامة الوطنية ، وأن يتم
الانتقال بأيسر السبل أيضا ،
وهذه الإضافة ليست غائبة فيما
نظن عن ذهن السواد العام من
المعارضين السوريين ، وإن كانت
في لهجة بعضهم أظهر .. قد
يستطيع الحوار الذي يديره لقاء
استنبول اليوم
أن يوسع شيئا ما دائرة
التوافقات ، وقد يستطيع أن يخفض
من حدة بعض التشنجات ولكنه لن
يستطيع أن يكون
جسر العبور، في هذه المرحلة
بالذات ، إلى الائتلاف الوطني
الذي يتطلع إليه الجميع ... المشكلة
الحقيقية التي تواجه المعارضة
السورية أنها ما زالت رغم ،
مرور عام على الثورة
السورية بكل ثقلها وزخمها
الشعبي وتضحياتها الجسام ، غير
قادرة على تشكيل الوحدات
السياسية والتيارات إن لم نقل
الأحزاب . يتحرك في ساحة
المعارضة السورية أكاديميون
ومثقفون وناشطون كلهم في موضع
الاحترام . وكلهم يفضلون أن
يسبحوا في البحر المحيط كأفراد .
وقاعدة العب وحدك بتجي راضي ما
تزال سائدة عند الكثيرين .
والأنا المتضخمة التي تري
صاحبها نفسه رجلا بأمة في مكانة
أبينا إبراهيم عليه السلام . ولن
يشفع للمعارضة السورية بعد مضي
عام أن تكرر الشكوى من النظام ،
وأن تحمله مسئولية تصحر الحياة
السورية ، فقد كان المنتظر من
هؤلاء المعارضين أن يسعوا عمليا
لبناء مجموعات من التكتلات على
القواعد السياسية أو المدنية
التي يلتقي على مثلها الناس .. إن
( التمثيلية
) التي هي أساس في الآليات
الديمقراطية يجب أن تصبح جزء من
واقع الحراك السياسي للمعارضة
السورية . وهي الحل الأمثل –
فيما نعتقد - لما يشكو منه
القريب والبعيد من أمرنا اليوم .
تكوين الوحدات الجامعة على
القواعد التي يرتاح إليها
مشكلوها ، ثم الوفاء
لالتزاماتها والصبر عليها ،
فضريبة العمل الجماعي باهظة ،
والقدرة على البقاء معا على
الأقل في إطار الأهداف المرحلية
ليس بالتكليف السهل أو اليسير .. في
محفل معارض يضم آلاف السوريين
لا يمكن أن يكون الكل حاضرا ،
والكل ناطقا ، ولا يمكن لكل فرد
لا يجد مقعده الذي يحلم به أن
يخرج على الناس مشككا أو منددا
أو مدعيا .. وكذا
لا يمكن لوسائل الإعلام
أن تقدم منبرا لكل فرد يريد
أن يقول .. ، والاستثمار فيه بأن
المعارضة السورية مشتتة أو
مشرذمة . ونحن هنا لا ندعو إلى
تضييق على الناس ، ولا إلى كم
الأفواه ، ولا إلى التقليل من
شأن أصحاب الآراء . ولكن ولأن
الشعب السوري يدفع ثمن حال
الشرذمة هذه دما وتضحيات
وعذابات ، ولأن حالة التقسيم
إلى الجزء الذي لا يتجزأ لا
متناهية في مثل الواقع الذي
نعيش فإن قواعد العمل السياسي
تقتضي المبادرة إلى بناء
الوحدات التمثيلية حتى على
مستوى الحراك الخارجي في وضع
يتعذر فيه التماس العملي مع
القوى الشعبية في الداخل ... التمثيل
أو التفويض سيخدم مشروعنا
الوطني على محورين ؛ هو أولا
سيسهل سبل الحوار والتوافق مع
مجموعات ذات أثقال واقعية تحتل
مكانها اللائق في دفع المشروع
الوطني . وهو ثانيا سيجعل عددا
أكبر من المعارضين يشعرون
بالرضى لوجودهم عبر ممثليهم على
كل طاولة للحوار . إذا
استطاع المجتمعون في استنبول
اليوم أن ينظموا استيعاب
الطاقات والطموحات والتطلعات
فإن التوافق على الأهداف
والآليات سيكون الأقرب على
أجندة المتحاورين ... لندن : 26/3/2012م ---------------- *مدير
مركز الشرق العربي للاتصال
بمدير المركز 00447792232826
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |