ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
كلمة
الأستاذ علي صدر الدين
البيانوني في
مؤتمر المعارضة السورية في
إستانبول 27
آذار 2012 بسم
الله الرحمن الرحيم الحمد
لله رب العالمين.. والصلاة
والسلام على سيد المرسلين،
سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه
أجمعين أيها
الإخوة الزملاء والأخوات.. أيها
الأحرار الأباة الرافضون للظلم
والاستبداد.. الداعمون لثورة
أهلنا في الوطن الحبيب.. من أجل
الحرية والعدالة والعيش الكريم.. أتقدم
بالشكر والتقدير للشقيقة
تركية، حكومة وشعباً، لوقوفها
إلى جانب الشعب السوري، في
ثورته على الظلم والاستبداد
والفساد.. أيها
الإخوة والأخوات.. نجتمع اليوم
في مؤتمرنا هذا.. وأصوات
استغاثات الأطفال تدوي في
آذاننا، وشلال دماء الشهداء
يتدفق أمام أعيننا.. نجتمع لنجدد
العهد أمام الله تبارك وتعالى،
ثم أمام أرواح الشهداء الأبرار
الذين صدقوا فمضَوا.. وأمام جميع
أبناء شعبنا.. أننا معهم ثابتون
على العهد، صابرون على مقتضيات
الطريق، حتى يتحقق الهدف والأمل..
فضريبة العمل الجماعي باهظة،
والوفاء بالتزاماتها يحتاج إلى
صبر أولي العزم من الرجال.
وشعبنا في سورية يدفع ثمن
الفرقة والشرذمة دماء وتضحيات
وعذابات.. نجتمع
اليوم للمصارحة ونبذ الفرقة،
والترفّع عن الصغائر، لنرتقيَ
إلى مستوى تضحيات شعبنا، وإلى
مستوى التحدّيات الكبيرة التي
تواجهنا، والمسئوليات
التاريخية التي تنتظرنا، لنضم
الكتف إلى الكتف، والساعد إلى
الساعد، ونشبك الكف بالكف،
لنتعاون على تلبية النداء وسد
الثغرة والدفاع عن الحرمات.. لا
نجتمع اليوم لنتفق على هدف، فقد
توحّد هدفنا نحن السوريين
الأحرار، منذ أول يوم انطلقت
فيه هذه الثورة.. يوم أن فتحت فيه
قوات بشار الأسد النار على
أهلنا في درعا البطولة، فأسقطت
الرشقة الأولى من رصاص الغدر،
كلّ شرعية مزعومة لهذا النظام.. إنّ
جميع القوى التي انخرطت في هذه
الثورة منذ يومها الأول، آمنت
بوطنية هذه الثورة في انطلاقتها
وفي آفاقها على السواء.. وما زال
شعبنا متمسكا بحقه الإنسانيّ
بالتظاهر السلمي تعبيرا عن
تطلعاته الوطنية في بناء دولته
الوطنية.. أما الدفاع عن النفس،
فهو حق مشروع لكلّ بني البشر، في
قوانين الأرض وشرائع السماء. إنّ
دعمنا وتأييدنا لجيشنا السوري
الحر، ولرجاله الشرفاء الأحرار
الذين نذروا أنفسهم للدفاع عن
الأهل والديار.. واجبٌ وطنيّ،
فهؤلاء الرجال في مهمتهم
السامية وأهدافهم النبيلة
ودورهم الوطني المشرف، رفعوا
رؤوس كل السوريين عاليا،
وحاصروا في خانة الإثم
والخيانة، كلّ
الذين تلطخت أيديهم بدماء
الأبرياء.. وهؤلاء هم الدرع
والحصن ومحط الأمل والرجاء.. أيها
الإخوة والأخوات.. أعلم أن (القيل
والقال) حول قوى المعارضة كثير،
ورحم الله امرءاً قال خيرا
فغنم، أو صمت فسلم. تعلمون كما
نعلم أن العبء ثقيل، وأن
المسئولية كبيرة، وأن العالم
يتربص بنا، وأن عدونا مستبد
فاسد قاتل لا يرحم.. نضّر الله
رجلا رأى ثغرة فبادر إلى سدها،
أو خللا فأصلحه، أو حاجة فقضاها..
ونّضر الله امرءاً أعان على
نفسه، وأراهم من نفسه قوة، ونضر
الله امرءاً علم أن كلمته تفرح
الأعداء فأمسكها، حرصا على وحدة
الصف ووفاء لدماء الشهداء.. إن
الاختلاف هو من طبيعة البشر، بل
هو سنة الله في خلقه.. لكننا
متفقون بما يكفي للالتقاء في
إطار وطنيّ جامع، على رؤية
موحّدة، تحشد الجهود وتستنفر
الطاقات، للتخلص من زمرة
الاستبداد والفساد، والانتقال
بوطننا إلى الدولة الأمل، دولة
العدل والحرية والكرامة.. أيها
السيدات والسادة.. إن المجلس
الوطنيّ السوريّ الذي نسعى
جميعاً إلى تعزيزه، وإعادة
هيكلته، والارتقاء بمستوى
أدائه، وتفعيله.. هو حصيلة
جهودنا جميعا، كلّ على ثغرته،
تحقيقاً لقوله تعالى (وتعاونوا
على البر والتقوى، ولا تعاونوا
على الإثم والعدوان). لمثل هذا
التعاون نجتمع اليوم، لنرد
الظلم، ونردع الظالم، ونصنع
الغد المأمول.. (واعتصموا بحبل
الله جميعاً ولا تفرّقوا) والسلام
عليكم ورحمة الله وبركاته إستانبول
27/3/2012 علي صدر الدين البيانوني
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |