ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الخميس 19/04/2012


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مواقف

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة

 

في تقدير الموقف :

المراقبون الدوليون ...

بين مزدوجة الأمن والأمانة واشتراط الهوية ...

زهير سالم*

 

تحاصر المجموعة المتسلطة على الدولة والمجتمع في سورية بعثة المراقبين الدوليين بين فكي أمنهم الشخصي وأداء الأمانة التي – أشفقت منها السموات والأرض والجبال حسب القرآن الكريم – وحملها هذا الفريق من البشر وأخذوا على أنفسهم العهد بأدائها ...

 

أداء الأمانة يقتضي من المراقبين أن يمتلكوا حرية الحركة بآفاقها الزمانية والمكانية والقدرة على التواصل مع الضحايا والمصابين ومع المتظاهرين والثائرين ولكن هذه المجموعة المتسلطة تقول للمراقبين : قدمي على قدمكم وحركتكم في إطار الدائرة التي أرسم لكم وإلا فأنا غير مسئولة عن سلامتكم ..

 

لو كان الأمر مناطا بأبناء الشعب السوري حقا من ضحايا ومتظاهرين وثائرين لرفعوا لهؤلاء المراقبين منديل الأمان أبيض ناصعا لا شية فيه ولتعهدوهم في غدوهم ورواحهم وصحوهم ومنامهم ؛ ولكن الجميع يعلم أن تحذيرات هذه المجموعة حين تعلن عدم المسئولية في حال خروج هؤلاء المراقبين عن دائرة سمعها وبصرها يتضمن تهديدا مبطنا وخطيرا ولعل هذه التهديدات هي التي جعلت الجنرال النرويجي يعتذر عن متابعة المهمة ويفضل العودة إلى البيت . كما فعل مدعي عام المحكمة الدولية من أجل لبنان من قبل ..

 

إن الطريقة التي تقترحها المجموعة المتسلطة لحركة المراقبين ، وإن كانت تجعل رحلتهم أشبه برحلة سياحية ولا سيما حين يرافقهم فريق التلفزيون الرسمي ، ويتغدون على مائدة محافظ ، ويتعشون على مائدة مدير جهاز أمني ؛ إن هذه الطريقة ستجعل تقارير هؤلاء المراقبين تفقد كل الشروط الموضوعية لأداء الشهادة على وجهها ، نقرر هذا بعيدا عن أي سوء ظن ، أو حكم استباقي . فلكي يؤدي الشاهد الشهادة على وجهها لا بد أن تكون ظروف تحمله لها ظروفا موضوعية محايدة تجاه الأطراف جميعا . لا بد لهؤلاء المراقبين – مثلا - أن يناموا ليلة مع أجساد القتلى الذين حرموا من حقهم في القبر بعد قتلهم بشهر ، ولا بد أن يعايشوا أمهات الأطفال المعذبين والمعذبات ، ولا بد أن يدركوا أن هؤلاء السوريين الذين غادروا بيوتهم المبنية إلى خيام التشرد لم يخرجوا في رحلة سياحية كما يزعم الذين يتحدثون معهم على وثائر ريش النعام ....

 

فإذا كان المجتمع الدولي حريصا على إنجاح مهمة عنان ، وإذا كان عنان حريصا على استقبال تقارير معبرة عن حقائق ما يجري على الشعب السوري المستباح فلا بد لحل المعضلة أن يصحب فريق المراقبين الدوليين الفريق القادر على توفير الأمن والحماية لهم حتى يؤدوا الشهادة على وجهها دون سلطان لا من خوف ولا من تخويف ..

 

ثم هناك حديث على أن المجموعة المتسلطة على الدولة والمجتمع في سورية لها تحفظات أولية على بعض الجنسيات ورفضها ابتداء أن يكون أي من أبنائها في عداد فريق المراقبين ... وهذا يعطي المجلس الوطني أن تكون له تحفظاته المقابلة على العديد من الجنسيات ولاسيما تلك التي أصبح مواطنوها جزء من آلة القمع المباشرة في قتل السوريين والتسلية في قنص أطفالهم وكذلك الدول التي تحمل وزراء خارجيتها مهمة وليد المعلم حتى أعفوه من منصبه تقريبا أو تلك الدول التي اعتبرت بقاء بشار الأسد خطا أحمر لأمنها القومي ...

18/4/2012م

----------------

*مدير مركز الشرق العربي

للاتصال بمدير المركز

00447792232826

zuhair@asharqalarabi.org.uk

 

 

 

أعلى الصفحةالسابق

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ