ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

السبت 28/04/2012


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مواقف

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة

 

في تقدير الموقف

على ماذا تختلف المعارضة السورية ...؟!

زهير سالم*

 

قد يكون من السهل على المتحاورين أن يقدموا توافقاتهم في مدخل أي حوار يحاولونه . ولكن من الصعب عليهم أن يحصوا آفاق ما يختلفون عليه . ذلك أن ما يختلف عليه الناس له ظاهر وباطن . منه الحقيقي العملي الذي يمكن الإشارة إليه ، ومنه الغائب أو المتواري الذي لا يسهل استدعاؤه ، ومنه الشخصي أو النفسي      – الجماعي والفردي - الذي يستحيا من ذكره ..

 

وحين تصر بعض القوى الدولية اليوم على فرض المعارضة السورية بعضها على بعض ، يتبدى الأمر لدى البعض على أنه محاولة – لأسباب لا يمكن ذكرها – لربط الهرة بالجمل كما تقول العرب . ويتبدى الأمر لآخرين تدخلا سافرا في شئون الثورة السورية . فالقوى الدولية المتخوفة من قيادة ثورية مستقبلية تمثل الشعب السوري وتنبثق عن إرادة حرة وديمقراطية ؛ تحرص على سبيل الاستباق والاحتياط أن تفرض على المستقبل السوري قوى وشخصيات مأمونة ينتظر منها أن تقوم بالدور الوظيفي الذي كان يقوم به النظام . وأهم ما في هذا الدور إخراج المجتمع السوري من معادلة الفعل الحضاري المنجز ، وتغييب دوره السياسي في زمان ومكان شديدي الحساسية والتعقيد .  أي باختصار نظام تبريد لتفاعلات خطيرة لم يستطع المجتمع الدولي إنجازها أو تمريرها خلال نصف قرن .

 

ويتبدى أمر إصرار البعض على فرض المعارضة السورية بعضها على بعض في وجهة ثالثة بمثابة تبن مباشر ومريب لبعض هذه القوى باعتبارها قوة أكثر توافقا مع المشروع الدولي القائم أصلا على إعادة تأهيل النظام . والغريب أن تبدو القوى الدولية و الخارجية أكثر حرصا وإصرارا وتمسكا بالجهة التي تدعي أنها ترفض أي نوع من  التدخل الخارجي . والعنوان مرفوع فقط في سياق موقف – استعراضي – حيث لم نر بل لم نسمع حتى اللحظة من أسرج خيله أو نادى ياخيل حقوق الإنسان اركبي !!

 

كما تتوافق هذه القوى مع المشروع الدولي بالإصرار على المحافظة على حق النظام في أن يبقى القوة الوحيدة في سورية المحتكرة لأدوات الإكراه العنفي . بمعنى حق النظام منفردا في قتل السوريين وذبح أطفالهم وانتهاك أعراضهم دون تمكينهم من الدفاع عن أنفسهم خوفا من تطور الوضع إلى ما يسمونه الحرب الأهلية ...

 

أعلم أن من حق هؤلاء أن يحتجوا على هذا الكلام وان يروا فيه اتهاما غير مبرر ، فهم كانوا ومازالوا يدينون أدبيا واستعراضيا كل أعمال القتل ويطالبون النظام بالكف عن قتل الناس . وإن كانوا يقرون  له بالشرعية القانونية لفعل . ولعلم هؤلاء فإن المواقف السياسية تحسب بمآلاتها وليس بمقدماتها فقط . ومذهب ( أوسعتهم سبا وأودوا بالإبل ) فمما لا ينبغي أن يجوز على العقلاء . وإذا كانت كل الإدانات الأدبية لا تدفع سكينا عن عنق طفل ، ولا منشارا عن عنق ( عبد آبق ) فإن كل عمليات الإدانة اللفظية ليست أكثر من رماد يحاول أن يغطي على حجم الجريمة ...

 

بل إن الأمور تذهب أبعد عندما يفسرالبعض الموقف  على خلفية هوية الدم المسكوت عن سفكه ظلما ، في مقابل هوية الدم المتخوف عليه ، وإن كان يضطرب في صدور القتلة والذين يدفنون الناس وهم أحياء . حيث يمعن أصحاب هذا الرأي في تفسير الموقف باستحضار خلفيات الدم المستهان به والدم المضنون به ثم يطلقون بدورهم المزيد من الاتهامات ..

 

وقد يجيب مثقف أو متثاقف إن حرمة الدم الوطني بل الدم الإنساني واحدة . وبهذا القول نقول وعليه نؤكد . ولكن في سياق الواقع العنيف الذي دفع النظام القاتل الشعب السوري إليه لا بد في هذا السياق من ( ولكن ) التي تفصّل وتوضح وتضع الأمور في نصابها ولا تكون في المآل في خدمة شرعنة حالة تقول إن الله أعطى بعض السوريين الحق في قتل الآخرين وأنه – جل في علاه – كتب على الآخرين أن يقبلوا الذبح بصمت كما كتب ذلك على الأنعام . فهل هذه النظرية مما يتفق عليه المعارضون السوريون أو عليه سيظلون مختلفين ...

 

ليس لأحد كائنا من كان أن يصادر حق الشعب السوري الثائر في خياراته . وكل الذين يحاولون أن يفرضوا على هذا الشعب قوى تضمن مصالحهم ، أو تنفذ أجنداتهم ، أو تتماهى مع رؤيتهم يتجاهلون المفهوم الحقيقي للثورة التي يدفع الشعب السوري في سياقها آلاف الشهداء ...

 

أرسل إليّ أحد المواطنين إذا كان المطلوب أن نخضع لفلان بدل فلان ..فما الفرق ؟! ولماذا كل هذه التضحيات ؟!

لندن : 27 / 4 / 2012م

----------------

*مدير مركز الشرق العربي

للاتصال بمدير المركز

00447792232826

zuhair@asharqalarabi.org.uk

 

 

 

أعلى الصفحةالسابق

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ