ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
في
تقدير الموقف من
يريد إفشال مبادرة كوفي عنان ؟! زهير
سالم* مع علمنا المسبق أن مبادرة
السيد كوفي عنان قد كُتبت تحت
السقف الروسي ، المعبر عن مصلحة
عصابات القتل المسيطرة على
السلطة في سورية ، فقد قبلت
المعارضة السورية أن تعطي
المبادرة فرصتها . وأن تمكن
السيد كوفي عنان من المضي في
مبادرته ليس على أمل وإنما
كطريقة من التعاطي السياسي لا
بد منه . وكان الأبلغ في الموقف
الإيجابي من طرف المعارضة أن
تعلن قيادة الجيش الحر التزامها
بالمبادرة ، وأن تعمم على
منتسبي هذا الجيش الالتزام
المبكر بالامتناع عن الرد على
أعمال العنف التي ترتكبها ضدهم
عصابات بشار .... وجاء ت المفاوضات على برتوكول
عمل فريق عنان في سورية فرأينا
المفاوضين على هذا البرتوكول
يُخضعون السقف الروسي مرة أخرى
لسقف عصابات الأسد ؛ وكل ذلك على
حساب المصالح الحيوية للشعب
السوري . واجتراء على القليل
الذي أبقاه السقف الروسي من
استحقاقات الموقف الدولي . وكان
من أبرز ما أشرنا إليه في حينه
من عوامل تجويف مبادرة عنان ، هو
ترك هذه المبادرة مفتوحة على
الزمن . وإعطاء عصابات الأسد حق
الانتقاء من فريق المراقبين
بحسب هوياتهم . ومع أن السيد كوفي عنان قد طالب
بشار الأسد بوقف القتل والفتل
وسحب الآليات الثقيلة إلى
مواقعها فورا ووقّت (هذا الفور )
في العاشر من نيسان ثم تمت
مطمطته إلى الثاني عشر منه إلا
أننا ما زلنا نسمع السيد كوفي
عنان والسيد بان كيمون يطالبان
.. ويناشدان .. ويذكران ... ويحذران
.. بينما قذائف المدفعية الأسدية
تقصف بيوت السوريين ، وشفرات
عصاباته المتعطشة أبدا للدم
تفري أوداج أطفالهم ، ورصاص
الصديق الروسي يخترق صدور
رجالهم ونسائهم .. وما زلنا نسمع من فرقة – حسب
الله – ومذنباتها أحاديث
متناغمة على ضرورة إعطاء مبادرة
عنان المزيد من الوقت . والتحذير
من بدائلها . وتحميل الشعب
السوري مسئولية إفشال هذه
المبادرة ؛ وكأن هذا الشعب او
معارضته بشكل أدق ما تزال تحرك
دباباتها ومصفحاتها فتجوس خلال
الديار . وكأن هذه المعارضة ما
تزال تقصف البيوت بالمدفعية
فتهدمها فوق رؤوس ساكنيها . وكأن
المعارضة السورية هي التي تمنع
حتى اللحظة
وصول مواد الإغاثة لأكثر من
مليوني سوري مشردين داخل وطنهم .
وكأن المعارضة السورية هي التي
تحول بين الإعلام الحر ومواطن
الحدث لتوثيق ( من يقتل من ... )
كما يحصل في بلاد العالم . في ظل
عصابات الأسد وحده تصبح مهمة
الإعلام الحر مطلبا يفاوض عليه
المجتمع الدولي قرابة عام ولا
يجد سبيلا إليه ثم تجد إعلاميين
وسياسيين يسرون حسوا في ارتغاء
وهم يدافعون عن هذا النظام . ومع كل هذه الجرائم التي يعانق
بعضها بعضا تجد كتابا سوريين
وعربا وأعاجم يدافعون عن حق
بشار الأسد في ذبح أطفال سورية
ونسائها ورجالها ؛ تحت عنوان
الدفاع عن الدولة في سورية ، أو
عن السلم الأهلي فيها ، أو عن
مستقبلها الوطني !!!
ولا يشعر هؤلاء بأي خشية وهم
يحملون المعارضة السورية
المسئولية عن إفشال مهمة كوفي
عنان ويتفننون في البحث عن
الأسباب الاتهامية المتخيلة ،
دون أن يجدوا في سقوط خمسين
شهيدا يوميا تحت مظلة المراقبين
موضع الأمل سببا كافيا ومباشرا
تجعل من حق السوريين أن ينفضوا
يدهم من هذه المبادرة التي ولدت
ميتة كما يعلم الجميع . بل لا
يستشعر هؤلاء أي أثارة من خشية
وهم يذكّرون المعارضة السورية
أنه لم يصل إلى سورية خلال ما
يقرب من شهر على إقرار مهمة عنان
أكثر ثلاثة عشر مراقبا ويمنونها
عن قريب بوصول المئات بله
الآلاف .. تعلم المعارضة السورية أن وصول
ثلاث مائة مراقب حسب التسارع
المنظور لمشروع عنان يحتاج إلى
عشرة أشهر وهو الزمن الذي
يقدرونه ربما لقتل عشرة آلاف
سوري آخرين أو لانتصار حليفهم
الاستراتيجي الذي نبشرهم أنه لن
ينتصر .... لقد كان حبيبا إلى قلوب
القائمين على القرار الدولي
والناطقين باسمه أيضا من
السوريين أن يكذب عليهم بشار
الأسد . قالوا له على لسان فيروز
: ( تعا
ولا تجي واكذب علي ) . لأنهم
أرادوا أن يحولوا كذبه إلى ورقة
توت يستر بها الجميع سوأتهم
بالإصرار على ترك الشعب السوري
يواجه مصيره منفردا أمام آلة
القتل المنفلتة من القانون ومن
الأخلاق . إن
الذين ما زالوا يحذرون من الحرب
الأهلية في سورية يعلمون أن رحى
هذه الحرب بدأت
منذ عشرة أشهر تدور ولكن
الذي يريحهم أنها تدور على فريق
لا يهتمّ هؤلاء كثيرا لأمرهم . لم يكن غريبا على شعبنا أن يخرج
عليه ( راسموسن ) في كل يوم ليرسل
رسالة التطمين لعصابات القتل
الأسدية ، ليستمروا في أداء
مهمتهم بدون قلق
، – لا نية للناتو في التدخل
العسكري – . لم تعد بل لم تكن هذه
الإعلانات التطمنية لعصابات
القتل الأسدية التي يأخذ بعضها
بأعناق بعض غريبة أو جديدة
علينا .ولسنا ممن يتذاكون على
الناس فيتعللون بأحاديث
الانتخابات الفرنسية أو
الأمريكية ، أو من الذين يمعنون
بالفذلكة فيربطون مشروع ذبح
أطفالنا بانتصار فريق كرة على
آخر في زيمبابوي أو في
نيكاراغوا .. يملك شعبنا اليقين
منذ أول يوم أن الثورة ثورته
. يمضيها بعزيمته وإرادته
ويمهرها بدمائه . ولقد علم شعبنا
منذ أول يوم أن قدره مشتق من قدر
إخوانه في فلسطين أي أن المخطط
المرسوم لسورية في شمالها
وجنوبها واحد . ونعلم أن مجلس
الأمن مغلق منذ افتتح في وجه أي
خير يراد لسورية وأهلها . نحن لا
ننتظر نصرة من راسموسن ولا على
غيره من الناس . وحديث شعبنا عن
المجتمع الدولي حين يتحدث عنه
وحين يطالبه ويناشده إنما هي
طريقة عملية لامتحان مصداقية
الدعاوى لكشف سحب الخداع
المتراكمة بعضها فوق بعض منذ
قرن مضى ولا زال لها كهنة يعبرون
عنها ويبشرون بين ظهرانينا بها .
إن الذي أفشل مهمة كوفي عنان –
أولا - هو
الذي لم ينفذ شطر بند من بنودها
بعد أكثر من عشرين يوما على
استحقاق بنودها الخمسة على
الأقل بل ما يزال يسير مستدبرا
سبيلها . والذي أفشلها – ثانيا
– هم الذين رأوا في
إعلان قبولها الشفوي ، وإن
ثبت باطله ، مظلة لإراداتهم
المريبة . ومشروعاتهم
الالتفافية . ولم يكن بطرا ولا غرورا بالنسبة
لأبناء شعبنا أن يعلنوا أنهم لم
يعد تهمهم كثيرا مبادرة كوفي
عنان . لم تعد تهمهم مبادرةٌ رسم
خارطتها الذين يحشون بنادق
عصابات الأسد بالرصاص الذي
يقتلهم . ويشرف على تنفيذها
أولئك الذين ما زالوا يعلنون عن
ضيقهم وبرمهم وأحيانا احتجاجهم
على شعار ما زال يدوي : ما لنا
غيرك يا الله ... نعم ونعم ونعما
ما لنا غيرك يا الله .. وأتى أمر
الله فلا تستعجلوه .. .. لندن
: 29 / 4 / 2012م ---------------- *مدير
مركز الشرق العربي للاتصال
بمدير المركز 00447792232826
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |