ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
في
تقدير الموقف : في اليوم العالمي لحرية الصحافة ... من
صحافتهم تعرفونهم زهير
سالم* نصت
المادة التاسعة عشرة من الإعلان
العالمي لحقوق الإنسان على حرية
اعتناق الآراء ، والتماس
الأنباء والأفكار وتلقيها
ونقلها إلى الآخرين بأي وسيلة
ودون اعتبار للحدود .. ودأبت
كل طروحات أهل الحداثة على
اعتبار حرية الاعتقاد وحرية
التعبير وحرية تداول الأفكار
وتبادل المعلومات عنصرا أساسيا
في بناء المجتمعات الحديثة
القادرة على إثبات الذات في
مضمار حضاري يشكل التنافس
المعرفي فيه عاملا حاسما في
التقدم في
كافة المضامير الإبداعية
الإنسانية والتكنولوجية
والاقتصادية ... وبلغ
الأمر ببعض الذين يرفعون شعارات
الحرية المطلقة أن يطالبوا
بحقهم في نقد المقدسات باسم
منهجية البحث وموضوعية النقد .
والنيل من الثوابت
باسم الإبداع الفني تارة
وباسم البحث العلمي أخرى .. وبينما
يتوقف العالم ، في عصر شبكات
التواصل الاجتماعي الذي جمع
أبناء القارات المتباعدة في
غرفة واحدة ، عند الأصوات
الجديدة الشابة التي تطالب
بسهمها في بناء عالمها الجديد ،
وفي دورها في المشاركة في
عمليات التحول الاجتماعي
بأبعادها كافة ، يمرّ على
الصحافة السورية الثالث من أيار
( اليوم العالمي لحرية الصحافة )
وهي ما تزال ترسف بقيود الذل تحت
سقف الاستبداد .. أبسط
ما نستطيع أن نقول إن سقف حرية
الصحافة السورية قد كان وما زال
أرضا . هل
هناك من يستطيع أن يقارن حرية
الصحافة في سورية بالصحافة
اللبنانية ، أطرح السؤال على
الصحفيين اللبنانيين المدافعين
عن بشار !!! بل هل يمكن مقارنة
الصحافة السورية مع ما تتمتع به
الصحافة الأردنية بسقفها
المتقدم والصحافة المصرية حتى
منذ عهد الرئيس المخلوع !!! والشعب
السوري في وطنه – وفي ظل قانون
الإعلام الإصلاحي الجديد -
ليس محروما أن يكتب فقط بل
هو ممنوع أن يقرأ أيضا فالكثير
من الصحف العربية والأجنبية بل
الأصل في هذه الصحافة أنها
ممنوعة من الدخول إلى سورية
ولا يدخل إليها إلا من الصحف
إلا من يدفع ضريبته من الذل .... وفي
ظل قانون الإعلام الإصلاحي نفسه
ما يزال عدد المواقع
الالكترونية المحجوبة في سورية
يتزايد يوما بعد يوم . لم يستطع
بشار الأسد الذي بشروا به على
أنه راعي المعلوماتية وابن
عصرها أن يستوعب ما يقتضيه
العصر ، فظل
يفكر في إطار سور حديدي وتحت سقف
ستاليني أو قبة فولاذية كتيمة
تخيلها بشار الأسد
قادرة على حجب شمس المعرفة
عن أبناء سورية إلى الأبد ..... وفي
سورية – وفي ظل قانون الإعلام
الإصلاحي –أصبح التدوين على
صفحات الفيسبوك جريمة يعاقب
عليها القانون . بل اقتضى
المقام الإصلاحي
بناء أجهزة أمنية خاصة
مهمتها متابعة شخبطات المدونين
هناك . وانضم إلى هؤلاء تلقائيا
جيش من الشبيحة الفيسبوكيين
مهمتهم الأساسية التزييف
والتزوير والتشكيك والسب
والقذف دفاعا عن حقيقة متوهمة
يؤمن بها الرئيس الشاب ابن
العصر المعلوماتي أن ( بشار
الأسد أو تخرب البلد ) .. منذ
يومين قتل في حي كفر سوسة في
دمشق الفارس البخاخ الذي جعل من
الجدار صفحة للتعبير عن الرأي
في وطن عز على أبنائه أن يجدوا
صفحة ورقية يسطروا عليها ما
يحلمون به . لعله من عجائب القدر
أن يستشهد الفارس البخاخ بين
يدي اليوم العالمي لحرية
الصحافة ليقرع بشدة جرسا يقول
للعالم : إن الكلمة في سورية في
خطر . ولحق الفارس نور زهراء
بزملائه إبراهيم قاشوش وغياث
مطر وكل شهداء الكلمة الحرة في
سورية الأبية ... في
اليوم العالمي لحرية الصحافة
نزجي التحية لفرسان الكلام
القومي المذاب تحت أقدام
المستبدين الفاسدين لنسأل
هؤلاء العابرين من أرض الكنانة
أو من الأردن ولبنان الشقيقين
حيث نسمعهم على أرضهم يدافعون
عن حرية لا يرون سقفها مهما علا
مقنعا ، حتى إذا وصلوا إلى الوطن
الذي أبدع للعالم الحرف نسبوا
مشروع المطالبة بحق تشكيل
الكلمات من الحروف إلى المؤامرة
الامبريالية والصهيونية ... !! نزجي
التحية للذين يزعمون أن بشار
الأسد جاد صادق في وعد الإصلاح ،
وأن على شعب سورية أن يقنع حتى
لا يفتح الباب للمؤامرة
نقول لهم مرة أخرى في اليوم
العالمي لحرية الصحافة : من
صحافتهم تعرفونهم
تعالوا انظروا ثمرات هذا
الإصلاح على شجرة قانون الإعلام
رقم 108 لعام 2011
انظروا إليها في صورة
الصحافة السورية التي تعتبر
الشاهد الأوفى على بؤسه وبؤسكم
وبؤس ما يدعي وما تدعون من
صحافتهم وصحافتكم تعرفهم
ونعرفكم .... لندن : 4 / 5 /
2012م ---------------- *مدير
مركز الشرق العربي للاتصال
بمدير المركز 00447792232826
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |