ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
في
تقدير الموقف : بان
كيمون : يحاضر ... جهود
أممية كبيرة ولكن قطرة الحليب
لم تصل لشفتي رضيع !! زهير
سالم* الاستخفاف
بالشعب السوري هو عنوان محاضرة
بان كيمون في واشنطن . الاستخفاف
ليس بالدم والألم السوريين فقط
بل بالعقول أيضا .لا تدري كيف
ينظر الأمين العام للأمم
المتحدة للشعب السوري ؟! تتساءل
أحيانا إن كان الأمين العام
للأمم المتحدة يشتق نظرته لهذا
الشعب الثائر أو لهذا الشعب
الضحية من أحاديث بشار الأسد
الذي أكد مرارا أنه يعالج حالة
من انغلاق عقول السوريين على
العالم أن يشكره على مكابدته
فيها ، وأن يعطيه أو ذريته من
بعده عمر جيل آخر بعد جيل كان من
استحقاق أبيه عساه ينجح في فتح
المغاليق ... أو
لعل السيد ( بان كيمون ) يشتق
نظرته للشعب السوري من (
الأساتذة ) المعارضين الذين لا
همّ لهم إلا ان يمارسوا هواية
الأستذة على هذا الشعب ومعارضته
؛ فيسلخون الجلود ليل نهار
باتهامهم بالغباء والتخلف وعدم
القدرة على اتخاذ الموقف
المنسجم مع الرؤى : ( الوطنية
التي تحافظ على الهوية وتفي
بمقتضيات العولمة والتي تفكر
تحت سقف السيادة الوطنية وإن
تمثلت في بسطار شبيح ما زال يدوس
رؤوس السوريين حيثما ارتفعت ،
دون أن ينسوا دائما أن يذكروا
هذا الشعب بوجود إسرائيل التي
يجب عليه أن يحافظ على قدرات
بشار الأسد للتصدي لها .. ) ... لو
أتيح للمواطن السوري أن يستمع
إلى السيد بان كيمون وهو يحاضر
في السابع من أيار أي منذ يومين
فقط أمام ( مركز الدراسات
الاستراتيجية والدولية ) في
واشنطن وإلى ما يتحدث فيه عن
إنجازات منظمته بخصوص ( الأزمة
السورية ) وما قدمه وأنجزه للشعب
السوري سيظن نفسه بالتأكيد أمام
بشار الأسد يعدد إنجازاته بعد
انتشائه بعبارة من عيار ( أنت
العالم العربي صغير عليك أنت
يجب أن تقود العالم يا سيادة
الرئيس ) . أو سيظن نفسه أمام
أستاذ من أساتذة الشرح والتفسير
في الفريق المعارض للمعارضة
السورية وهو يشرح الأبعاد
الصعبة لمنظمته وهي تحاول أن
تستخلص من مواقف الدول ذات
المصالح المتعارضة موقف أمميا
مجمعا عليه كالإنجاز العبقري في
إخضاع مجلس الأمن الدولي للسقف
الروسي ، ثم في اختراع السيد
كوفي عنان مبادرته للتصدي للوضع
في سورية ، ثم في الطريقة الفذة
التي يساير بها السيد عنان
وفريقه العامل على الأرض
السورية في تنفيذ المبادرة
العتيدة وقدراتهم الخارقة على
تفريغ عناوين المبادرة الستة في
قوالب لفظية بمستوى موافقة
النظام عليها . وربما سيكون
الشعب السوري أكثر إعجابا
بعبقرية الرجل والموقف وهو
يسمعه يقرر أن مصلحة المجتمع
الدولي أولا، كما تعود بعض
الساسة في أقطارنا أن يرفعوا
هذا الشعار بالمعنى القطري
الضيق هنا وهناك . من العجيب أن
يطرح رجل في موقع الأمين العام
للأمم المتحدة هذا الشعار ( مصلحة
المجتمع الدولي أولا )
متجاوزا المبادئ والمواثيق
الإنسانية والأخلاقية التي
تمثلها هذه المنظمة الدولية.
ومن العجيب أن يغيب عن ذهن رجل
مثل بان كيمون أن مصلحة المجتمع
الدولي هي الطريقة الدبلوماسية
الناعمة للتعبير عن مصلحة الدول
الدائمة العضوية في مجلس الأمن .
على قيم العدل والمساواة
والإخاء التي قامت عليها حضارة
الإنسان !!! وعلى
طريقة المحاضر الأكاديمي يقدم
السيد بان كيمون سبعة مطالب
لحفظ الأمن والسلام العالمي .
كنا نظن أن الولع بالرقم سبعة هو
عادة عربية أو سامية فقط ،
ولكننا نراها هنا قد تعولمت هي
الأخرى في عصر تعولم فيه كل شيء
.. الذي
يعيننا أكثر من حديث السيد بان
كيمون أنه زعم أن منظمته
الدولية لعبت دورا كبيرا في
الأزمة السورية ... ومع
أن الشعب السوري ما زال يفتقد
دور الأمم المتحدة على كل مستوى
من مستويات معاناته فإن مثل هذا
التصريح يجعلك بالفعل تتذكر
أحاديث بشار الأسد والمستبدين
العرب وهم يمتنون على شعوبهم
بأنهم يقدمون لهم ما لم يمكن
لأحد أن يقدمه سواهم. جهود
كبيرة ...!! وحتى الان لم يصل
المراقبون الذين تم الاتفاق على
حدهم الأدنى إلى موطن عملهم ... جهود
كبيرة وما تزال الأمهات
السوريات تفجعن كل يوم بفضل
جهود الأمين العام الكبيرة
بالعشرات من أبنائهن .... جهود
كبيرة وما تزال مدفعية النظام
تدك البيوت على الساكنين فتدفن
الرجال والنساء والأطفال تحت
الأنقاض .. جهود
كبيرة وما تزال المعتقلات
العلنية والسرية تبتلع كل يوم
مئات السوريين دون أن يفلح
وكلاء السيد الأمين العام
بالإفراج عن المعتقلين من
الشيوخ أو النساء أو الأطفال .. وجهود
كبيرة وما يزال السيد بان كيمون
ومنظمته العتيدة ووكيله كوفي
عنان وفريقه المتحرك على الأرض
لا يستطيع الوصول إلى شفة رضيع
جفت من الجوع بقطرة حليب .... الأجمل
في محاضرة السيد بان كيمون عن
جهوده الكبيرة في خدمة الشعب
السوري أنه يمتن على هذا الشعب
أن منظمته ما تزال تحاول لتوفير
المساعدات الإنسانية لمستحقيها
.. وأكرم بالمحاولة إنجازا أمميا
باهرا بعد خمسة عشر شهرا من
الانتظار .. نسيت
أن أخبركم أن السيد كوفي عنان لم
ينس في حديثه عن البنود السبعة
لإقرار سلام المجتمعات أن ينص
في البند السابع على (تمكين
المرأة ... ) كمطلب أساس لإقرار
السلام في حياة الناس. بالطبع
فهو بعد أن يمكّن بشار الأسد من
قتل أبيها وأخيها وزوجها وولدها
يجب أن ( يمكّنها ) لتكسب فوتها
لكي لا يضطر برنامجه الأممي
لرعايتها ...!! الأربعاء 9/5/2012م ---------------- *مدير
مركز الشرق العربي للاتصال
بمدير المركز 00447792232826
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |