ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
في
تقدير الموقف تقرير لجنة التحقيق العدلية العسكرية في مجزرة
الحولة أنموذج
معبر عن عدالة بشار الأسد زهير
سالم* بعد
مضي ما يقرب من اثنتي عشرة ساعة
على مجزرة الحولة التي نفذتها
عصابات بشار الأسد في بلدة
الحولة في ريف حمص . وبعد أن
تحسست العصابة المنفذة للمجزرة
حجم التداعيات الدولية التي قد
تترتب على المجزرة بادرت
كعادتها إلى إدانة المجزرة
وإلقاء مسئوليتها على من تطلق
عليهم دائما ( العصابات المسلحة
) . وبعد
يومين تقريبا من وقوع المجزرة
المروعة أعلنت ( حكومة الأسد )
تشكيل ما أطلقت عليه ( لجنة
التحقيق العدلية العسكرية ) .
فدماء ما يزيد على مائة سوري في
مجزرة هزت الضمير العالمي لا
تستحق في رؤية هذه الحكومة
والمسمى رئيسا للجمهورية لجنة
تحقيق قضائية مدنية . والأغرب في
قرار تشكيل اللجنة أن الحكومة
حددت لها سقفا زمنيا
- ثلاثة أيام – لضرورات
البروغندا الإعلامية . خلال
الأيام الثلاثة التي سبقت صدور
نتائج التحقيق – العدلي – ظل
المسئولون عن الجريمة المروعة
في الداخل والخارج وإعلامهم
والمتعاطفون معهم من شهود الزور
في لبنان وإيران وروسية والصين
أيضا يدينون المجزرة بنفس الصلف
والوقاحة ، ويرددون الراوية
المخترعة دون أن ينتظروا قرار
اللجنة ( العدلية !! ) التي شكلوها
، أو أن يحترموا الزمن الذي
منحوها إياه . دائما
كان الدليل الأبلغ الذي يسوقه
الروس والصينيون والإيرانيون
وشبيحة عصابة القتل لنفي التهمة
عن القتلة هو الأسئلة من نوع :
ولماذا يقتل بشار الأسد شعبه ؟
وهل يعقل أن تقوم حكومة بقتل
شعبها ؟ أسئلة إنكارية أو
استنكارية تتجاهل الحقيقة
الواقعة أن هذا النظام قد نفذ
عبر تاريخه الطويل العشرات من
المجازر التي لا تقلّ هولا
وبشاعة ، والتي
تتجاوز في أعداد ضحاياها أضعافا
مضاعفة لضحايا مجزرة الحولة.. فهل
هناك من يخبرنا عن هوية العصابة
التي اقتحمت سجن تدمر في مثل
شهرنا الحزيراني هذا فذبحت
قريبا من ألف أسير سوري ما زالت
أصوات تكبيرهم تدوي في العقول
والقلوب ..؟! هل
هناك من يخبرنا من نفذ مجازر
حماة سنة 1982 حيث كان في كل حي من
أحياء المدينة مجزرة لا تقل
هولا عن مجزرة الحولة المجزرة
التي راح ضحيتها أكثر من ثلاثين
ألف إنسان ، والتي تواطأ العالم
على التستر عليها ...؟! هل
هناك من يخبرنا عن مجزرة جسر
الشغور ؟! ومجزرة سرمدا ؟!
ومجزرة المشارقة في حلب صباح
عيد ؟! لا تزال الدماء التي سفكت
في ثمانينات القرن الماضي تلون
لوحات الذاكرة في وجدان كل
السوريين . لا تزال الذكرى حاضرة
والقلوب واجفة والعيون دامعة .
ولو أتيح للسوريين يوما أن
يستردوا رفات أبنائهم كما استرد
الفلسطينون بالأمس رفات ما يقرب
من مائة من شهدائهم لامتلأ
الفضاء السوري بنعوش عشرات
الألوف من المغيبين الشهداء .. ثم
هل هناك من يخبرنا عن مجازر تل
الزعتر والكرنتينا وعن صمت قوات
الردع السورية عن مجازر صبرا
وشاتيلا يوم كان حافظ الأسد
وشريكه شارون على ضفتي نهر
الدماء ..؟! هل
هناك من يخبرنا عن مسلسل
التفجيرات الذي
ضج منه الدم العراقي وكان
العالم كله يعلم من يجند
القائمين على هذه التفجيرات
ويسهل طرقهم ..؟! هل
هناك من يخبرنا كيف تصل
العصابات المسلحة إلى أعماق
الزنازين السورية في قلب
الأجهزة الأمنية لتمثل بجسد
الطفل حمزة الخطيب أو لتقتل
مئات السوريين تحت التعذيب أو
لتمثل حقدا وكراهية وانتقاما
بجثامين الشهداء ..؟! هل
هناك من يخبرنا كيف تقع
التفجيرات اليوم في دمشق وحلب
وكيف وقعت المجازر في سياق هذه
الثورة السلمية في درعا
وبلداتها وفي إدلب وجبل الزاوية
وجسر الشغور ولاسيما المجزرة
البشعة في كفر عويد والأخرى
المروعة في تفتناز وما سبق من
مجزرة في ساحة العاصي في حماة
أودت بحياة أكثر من مائة شهيد .
ثم ما وقع في بابا عمرو وفي كرم
الزيتون لتنضم إلى السياق مجزرة
الحولة . مجازر بعضها من بعض .
الجزار واحد . والضحية هو الشعب
السوري . والعالم المتجاهل أو
المتواطئ منذ نصف قرن هو هو
. لهذا نرى هذا
الذهول اليوم على وجه بشار
الأسد ، ونسمع هذا الاستنكار
للاستنكار الدولي على ألسنة
عصابة القتل يتساءلون ويتوعدون
بالذي أفصح عنه رامي مخلوف . لقد
جاء بعد الأيام الثلاثة
الموعودة تقرير
اللجنة ( العسكرية ) أبلغ في
الكذب والتزييف والادعاء
وتجاوز الحقائق ورفض الأدلة
وتجاهل الشهود
من كل ما ادعاه الناطق باسم
الخارجية السورية وأكثر تمويها
مما دبجه صاغة النظام . لقد كانت
الحيثية الأساسية التي اعتمد
عليها التقرير العدلي في تحديد
هوية المجرمين أن الضحايا كانوا
من الأسر المسالمة وكررها مرتين
لأهميتها في الدلالة ( الأسر
المسالمة ) التي لا يعقل حسب
منطق اللامعقول نفسه أن تقتلها
عصابات النظام . أما شهادات
الشهود من الناجين من المجزرة
كل واحد منهم بأعجوبة من
الأعاجيب فلا تعني المحقق
العدلي في شيء !!! بكل
بساطة ووضوح نقدم للعالم
التقرير العدلي المهني للجنة
التحقيق العدلية أنموذجا معبرا
وموثقا عن عدالة بشار الأسد
ومصداقيته وجديته فيما يتحدث
عنه وأعوانه ومساندوه من وعد
بالإصلاح أو دعوة إلى الحوار .... وحتى
لا يفلت مجرم من عقوبة فقد آن
الأوان لأبناء سورية أن يصنفوا
أدوات الجريمة في عداد المجرمين
. وأن يوثقوا جرائمهم وأن
ينتظروهم ليوم القصاص القريب .. فلم
تكن جريمة المزيفين للحقائق
والمدافعين عن القتلة واللصوص
والناطقين باسمهم وكذا أعضاء
اللجنة العدلية في مجزرة الحولة
وكرم الزيتون بأقل من جريمة
الذين أقدموا على القتل ذبح
الأطفال وهم ينظرون في أعينهم
أو يحبسون اختلاجاتهم بين
أيديهم . يجب أن يعلم كل أدوات
الجريمة هؤلاء أن القضاء الوطني
من بين أيديهم وأن عذاب الله
محيط بهم ((وَإِنَّ جَهَنَّمَ
لَمُحِيطَةٌ بِالْكَافِرِينَ)) لندن : 1 / 6 / 2012م ---------------- *مدير
مركز الشرق العربي للاتصال
بمدير المركز 00447792232826
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |