ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
في
تقدير الموقف : هوامش
قمة العشرين أوباما
وكاميرون وهولاند فهموا بوتين
... فطارت
بثينة شعبان إلى موسكو ... زهير
سالم* لقاءات
قمة العشرين الاقتصادية كانت
لها هوامشها السياسية التي لا
تقل أهمية عن أجندتها
الاقتصادية . وحين التقى الكبار
تبادلوا الكثير من العبارات
التي لم تكن ذات جدوى . ولكنهم في
الوقت نفسه تبادلوا العديد من
الإشارات التي كانت أبلغ في
الدلالات . توقف
الكثير من المعلقين على لقاء
أوباما – بوتين ، وحللوا بما
يكفي طريقة جلوسهم ، وتوجه
نظراتهم ، وتجهم وجوههم ؛ ولكن
كل ذلك لم يمنع من خروج الأطراف
بانطباعات أولية عبّر كل واحد
عنها على طريقته . لقد استطاع كل
من أوباما وكاميرون وأولاند أن
يقرؤوا بوتين بطريقة مقاربة
لقراءة بشار الأسد الذي انخلع
فؤاده فزعا فطارت بثينة شعبان
فورا إلى موسكو وكان مواكبا
لزيارتها وزير الدفاع السوري من
جهة ووفد الجامعة العربية من
جهة أخرى .. الرئيس
الأمريكي أوباما ... استشرف
الرئيس الأمريكي أن روسية
والصين محرجتان من موقفهما .
وأنهما تستشعران أن الوضع في
سورية خطير . وأن استمراره لا
يخدم مصالحهما . وأنهما يبحثان
عن مخرج يحفظ ماء الوجه . مع ضمان
مستقبلي للمصالح . الرئيس
الأمريكي يدير ظهره لنظيره
الروسي ، وهو وإن تظاهر بالحرص
على البحث معه عن مخرج معقول
ولكنه يميل إلى محاصرته في
النتائج الكارثية للمواقف التي
تمترس وراءها والتي كان استخدام
حق الفيتو لمرتين الصورة الأكثر
فظاظة في تحدي الأخ الكبير . لقد
قطع بوتين الطريق على مبادرة
دولية مبكرة لحل الأزمة في
سورية ، وكان هذا أكثر ما أثار
حفيظة الرئيس الأمريكي . هو
اليوم يتشفى بمنظر الرئيس
الروسي وهو يتلجلج في حبال
الوضع المتأزم في سورية . أوباما
يفكر بمعاقبة الرئيس الروسي
بمخرجات قراراته ومواقفه .
ولذلك فهو لا يبدو مستعجلا
لإلقاء حبل نجاة له. وحين تفشل
مبادرة عنان بالطريقة التي
يراقبها الرأي العام يبتسم
الرئيس الأمريكي لأنه يرى في
فشلها فشلا للحل الروسي وهو يصر
على ترك بوتين يتخبط في مستنقع
صديقه بشار الأسد ... فهم
أوباما أن بوتين يستنجد وعبر عن
هذا الفهم. واستخلص من بوتين
أكثر من رسالة أن الأسد ليس هو
المهم في الخطة الانتقالية التي
يريد الوصول إليها بحضور شهود
إيرانيين ، يقدم كفالته
لمرونتهم . ولكن الرئيس
الأمريكي لم يصغ طويلا إليه ... الرئيس
الفرنسي فرانسوا هولاند ... يقول
الرئيس الفرنسي إنه استنتج من
خلال لقائه ببوتين مؤخرا في
باريس أن روسيا تعمل دون كلل
لتسهيل الوصول إلى المرحلة
الانتقالية في سورية . وهي لا
تلح على وجود بشار الأسد في
لوحتها . مجرد كلام عام عن
انتقال سلمي للسلطة وأمن لجميع
الطوائف. ولكن الغربيين يريدون
أن يتم ذلك بشروطهم وليس بشروط
موسكو وبالتأكيد ولا طهران ... كاميرون
رئيس وزراء بريطانيا العظمى ينسب
إلى الرئيس بوتين : إن
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين
أوضح خلال قمة مجموعة العشرين :
إنه لا يريد أن يبقى الرئيس
السوري بشار الأسد في السلطة .
ويؤكد كاميرون لقد غير بوتين
رأيه بالنسبة لبشار الأسد . ما
زلنا مختلفين – يؤكد كاميرون –
ولكن ليس على بشار الأسد . نحن
مختلفون على ما بعد الأسد . على
الخطوة التالية لرحيله . على
طبيعة القيادة الانتقالية التي
يمكن أن تنقل سورية إلى مستقبل
ديمقراطي يحمي جميع الطوائف . كاميرون
يؤكد هذا ما تم نقاشه خلال قمة
مجموعة العشرين مع الرئيس
الأمريكي أوباما والمستشارة
الألمانية ميركل والرئيس
الفرنسي أولاند ورئيس الوزراء
التركي أردوغان والرئيس الروسي
بوتين ذاته ، نفسه ، عينه ... والرئيس
الروسي بوتين ... علق
على ذلك كله بقوله : ليس المهم في
سورية تغيير النظام . المهم بعد
تغيير النظام وضع حد لأعمال
العنف وإحلال السلام .. يضيف
بوتين نفسه .. على
جميع الدول الجلوس إلى طاولة
المفاوضات للاتفاق على تفاصيل
المرحلة القادمة . يبدو الرجل
مهتما ببديل الأسد أكثر من
اهتمامه بالأسد نفسه ، الذي صرح
مرارا أنه لا يمانع في رحيله . والعبارة
الأخيرة من تقرير الذين يقرءون
بوتين عن قرب . بشار
الأسد وبثينة وشعبان وصلت
هذه الأخبار إلى بشار الأسد
فانخلع فؤاده . وطارت بثينة
شعبان إلى موسكو لتضع اليد في
زنار بوتين ، وتبعها وزير
الدفاع ليعرض صفقة ما تعوض
الروس أو تؤملهم . فكان على
أعقابهما وفد الجامعة العربية
الذي قال لبوتين : إرسال السلاح
إلى بشار اشتراك في القتل .
فأجاب بوتين بالطريقة الروسية :
هذه السفن الذاهبة إلى هناك
إنما تذهب لإجلاء الرعايا
والخبراء الروس عن أرض الشام .. وتوتة
توتة خلصت الحتوتة وللشعب
السوري مليحة ولبشار مفلوتة 22/6/2012م ____________ *مدير
مركز الشرق العربي للاتصال بمدير المركز 00447792232826
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |