ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
في
تقدير الموقف : عنان
ومود .. هل
تشكل لغة التضليل الدبلوماسي غطاء
لخيانة الشعب السوري ؟! زهير
سالم* تقول
العرب ( أذل الحرص أعناق الرجال )
. لاشك أن أي قوة أو هيئة تحرص
على فضل كأس
مود أو عنان لن تجرؤ على أن
تقول ( كفى ) للرجلين اللذين
أصبحا جزء من الملحمة السورية
الدامية . يبدو أن الخلاص من
شرور الرجلين أصبح بعض الأهداف
المهمة للثورة السورية المثقلة
بالهموم والأهداف . وحتى
لا يسابقني أحد إلى التمترس
وراء جدران الحكمة
والدبلوماسية أتحدى أي حكيم من
هؤلاء أن يضع في كفي تصريحا
واحدا صريحا ومباشرا وقاطعا
يدين فيه أحد الرجلين جريمة من
الجرائم التي ما زال بشار الأسد
يرتكبها في سورية ؛ وما أكثرها
وما أوضحها وما أفظعها وأبشعها
حتى حديث الرجلين عن مذبحة
الحولة بكل هولها جاء يحمل
إشارات التردد والتشكيك
... في
كل مرة يختبئ الرجلان وراء لغة
دبلوماسية ، معلولة ، مرجوجة ،
حمالة للوجوه ، مضيعة للحقوق ،
مشجعة للقتلة ، ميئسة
للمستضعفين ، مقدمة للذرائع لكل
من يريد أن يتنطع ويتمحل ؛
فيضيفان إلى عجزهما الذي تجاوز
كل حد على أرض الواقع انخراطا
مباشرا في مشروع تسويغ الظلم
والدفاع عن القتلة والجزارين.. لم
يكد المواطن السوري المصدوم بما
صدر عن الجنرال مود في مجلس
الأمن حتى
طلع علينا الشريكان في دماء
أطفالنا وشهدائنا في كرم
الزيتون و في الحولة والقبير
والحفة وحمورية وعندان وأتارب
ودوما ودرعا بلغة أكثر انحيازا
في مؤتمرهما الصحفي يوم الجمعة
22 / 6 / 2012 بعد
جلسة مجلس الأمن الدولي وقف
الجنرال مود يتحدث بلغة تخلو من
الصدق والأمانة عن تعرض أعضاء
بعثته أكثر من عشر مرات لهجوم من
حشود معادية !!! – هكذا بتعميم
الوصف – دون أن يوضح كما تقتضي
أبسط معايير الصدق والأمانة أن
يوضح أن الحشود ( المعادية !! )التي
منعت بعثته من الوصول إلى بلدة
الحفة والتي سيسجل التاريخ دماء
أبنائها في عنقه وعنق من أرسله ،
هي من شبيحة القتلة من عصابات
بشار الأسد . وأن رجاله الشجعان
انسحبوا تحت ضغط عصي الشبيحة
وتركوا أهل البلدة يواجهون
الذبح منفردين . ويمعن
السيد مود في شهادته المنحرفة
تلك فيقول بأنه وبعثته تعرض
مئات المرات إلى إطلاق نار
مباشر وغير مباشر دون أن يوضح
بكلام صريح من الذي يطلق عليه
النار ومن الذي يقصف بالطائرات
والمدفعية والدبابات ومن الذي
منعه من الوصول إلى القبير إلا
بعد مضي ثمانية وأربعين ساعة
بعد وقوع مجزرتها الرهيبة . ثم
يشترط السيد مود لاستئناف مهام
بعثته أن تعبر كل من الحكومة
والمعارضة عن التزامهما سلامة
المراقبين وضمان حرية حركتهم
كذا فتأمل !!
و يضيف (
لقد عبرت الحكومة عن هذا – عن
الالتزام بسلامة المراقبين ...-
بوضوح شديد خلال الأيام
القليلة الماضية لكني لم أر
بيانا مماثلا بهذا الوضوح من
المعارضة بعد ..) سأترك لأولياء
الدم من الضحايا السوريين أن
يعلقوا على هذا الكلام الذي لا
يختلف أبدا عن كلام أي شبيح من
شبيحة بشار الأسد الذي ملته
ومجته أسماع كل العقلاء
المتحضرين.. ثم
أعقب كل ذلك اللقاء
الصحفي المشترك بين السيدين
عنان ومود فتمادت اللغة
الدبلوماسية في تزييف الحقيقة
وفي اتهام الضحايا وفي الانحياز
إلى الجزار ... حيث
تتوصل البراعة الدبلوماسية
للسيد عنان إلى الحديث عن نظام
ومعارضة مسلحة وشعب صحية بين
الطرفين . بهذه الطريقة يلغي
عنان حقيقة أن هناك شعبا متطلعا
للانعتاق من نظام فاسد مستبد
قبل القانون الدولي بشرعنة
وجوده على مدى نصف قرن . هذه
اللعبة الخبيثة في إخراج الشعب
السوري من سياقه الثوري
باعتباره ضحية لصراع بين قوى
ذات تبعية دولية وإقليمية كانت
بعض لعبة النظام منذ الأيام
الأولى للثورة . ( مطالب إصلاحية
محقة تم تلبيتها بالإصلاحات
وعملاء ومندسون ) يجب الذهاب
معهم بالحل الأمني حتى نهايته .
لا ندري كيف تسللت هذه الرؤية من
أدراج المخابرات السورية إلى
تلافيف دماغ السيد عنان . السيد
عنان الذي يرى التفاهم مع هؤلاء
المسلحين يمكن أن يتم بالتفاهم
مع الدول المؤثرة فيهم !!!!!!! نسي
السيد كوفي عنان نقاطه الست. بل
داسها تحت قدميه وراح يتحدث في
سورية عن ( أطراف متصارعة على
الأرض ) تتحمل المسئولية
بالسوية و يجب زيادة الضغط
عليها لإيقاف العنف ، وتقتنع
بالحل السياسي . لعلي قلت
بالسوية تجاوزا لأن عنان لا يرى
ذلك على الحقيقة ولا يعتقده بل
يرى كما يرى بشار الأسد مواطنين
يخربون أوطانهم من حيث لا
يشعرون ( والعبارة عبارته
..) وهذه
الأطراف – والكلام دائما لعنان
– تابعة لقوى إقليمية
ودولية ولذا هو يقترح تشكيل
مجموعة للاتصال تشترك فيها
الدول الدائمة العضوية وبعض
الدول المؤثرة على الأطراف
المتنازعة ومن هنا هو يتمسك
بمشاركة إيران في هذه المجموعة
لاسترضائها ) يضيف
الدبلوماسي الدمث: ( هناك بعض
أصحاب المبادارت الوطنية
يقوضون عملية السلام . يخربون
أوطانهم وهم لا يشعرون ). ليؤكد
مود بعد أن يكرر كل ما قاله
السيد كوفي عنان ( جهات كثيرة قي
سورية تعمل على شراء الوقت
والمماطلة ) يلح
عليّ في المقام قوله تعالى ((وَإِمَّا
تَخَافَنَّ مِن قَوْمٍ
خِيَانَةً فَانبِذْ إِلَيْهِمْ
عَلَى سَوَاء إِنَّ اللَّهَ لاَ
يُحِبُّ الْخَائِنِينَ..)). لندن في 23 / 6 / 2012م ____________ *مدير
مركز الشرق العربي للاتصال بمدير المركز 00447792232826
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |