ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
في
تقدير الموقف كوفي عنان ..... أداء غير مأسوف عليه ومهمة عبثية
تحتاج إلى بديل ... زهير
سالم* ستة
أشهر من العبث بدماء الشعب
السوري غطاها السيد كوفي عنان
بجهوده الدبلوماسية الزائفة .
حين أطلق الشعب السوري العنوان
النابذ ( عنان عميل الأسد وإيران
) لم يكن النبذ لعنان الإنسان
الذي لا يكن له السوريون غير
الاحترام ؛ وإنما كان النبذ
للمهمة التي منحت بشار الأسد
الفرصة ليقتل عشرة آلاف سوري ،
وينفذ عشرات المجازر يذبح فيها
الأطفال بسكاكين المطبخ ، في
الوقت الذي كان يقف فيه
المراقبون – الهبل – من مراقبي
بعثة عنان فاغري الأفواه . من حق
الشعب السوري اليوم وأولياء
الدم ، منهم بشكل خاص ، أن
يقاضوا السيد عنان أمام المحاكم
الجنائية الدولية على الغطاء
السياسي الذي وفره السيد عنان
لقتل عشرة آلاف سوري
مسترسلا في مهمة كان أي
إنسان متوسط الذكاء منذ اللقاء
الأول مع بشار الأسد ، أو مقاربة
عملية للواقع سيدرك عبثيتها
واستحالتها . لم
يكن من حق كوفي عنان أن يحمل على
كاهليه صراعات مجلس الأمن
واضطرابه وتخليه عن مسئولياته
وإقناع الرأي العام الإنساني
والدولي أن هناك جهدا يبذل ، وأن
هناك محاولة أو مبادرة ستنجح
قريبا في الأخذ على يد القاتل
وإنقاذ الضحايا الأبرياء
. لقد
استغل القاتل المجرم ، الذي
ساعد كوفي عنان على تركه طليقا ،
التصريحات الدبلوماسية للسياسي
المهذب الذي كان حريصا على كسب
ثقته وإقناعه
، ولو بإصدار تصريحات غائمة
أو غامضة تضيّع في كثير من
الأحيان المسئولية الحقيقية عن
الجرائم الواقعة على الأرض . كانت
التقارير الصادرة عن بعثة
المراقبين دائما متشككة مترددة
مضيعة للحقائق ترفض استخدام أي
منهج عقلي بالاستدلال وتصر على
ربط الشهادة بالرؤية التي يحال
دائما بينها وبينها. حتى
عندما استهدف موكب سيارات
المراقبين من رشاش دبابة لا
يملك مثلها إلا المجرمون
التابعون لبشار الأسد ، لم يجرؤ
الدبلوماسيون المهذبون أن
يقولوا إن الذين استهدفوهم هم
من عصابات النظام . وتركوا
الكلام مرسلا لاستنتاج المتلقي
بطريقة تبعث على الريبة !!! لا
يستطيع عنان ولا مود من قبله أن
يزعموا أن العنف في سورية يوم
وصلوا إليها
قد بلغ الحد الذي هو عليه
اليوم ، حدا كما قالوا فيما بعد
لا يمكنهم التعامل معه . بل
عليهم أن يعترفوا بمسئوليتهم
ومسئولية المجتمع الدولي عن
إيصال الوضع في سورية إلى الحال
الذي هو فيه اليوم . عجزُ
عنان عن الإدراك ، ورفضه
الاستفادة من تجارب الآخرين في
إدراك اللامصداقية التي اشتهر
بها بشار الأسد ، ثم إغراقه في
ترك المجتمع الدولي يأمل أو
يحلم أنه يفعل شيئا مهمّا أو
مرجوا كل ذلك جعل الوضع في سورية
يصل إلى ما وصل إليه
اليوم . الحقيقة
الوحيدة القائمة على الأرض هي
أن هناك شعبا مصمما على
الانتصار . وعلى الإطاحة
بجلاديه وسارقيه . هناك شعب مصمم
على بناء دولة الغد بعيدا عن كل
القواعد الفاسدة لبناء الأمس
الذي قام أصلا على شفا جرف هار ... اليوم
يزعمون أنه ولو ذهب عنان ستبقى
مبادرته وستبقى بطريقة ما بعثته
، يصرون على أن يخدعوا أنفسهم
ويخدعوا شعوب العالم فيتظاهروا
أمام الرأي العام أنهم يفعلون
شيئا لشعب قرروا أن يخذلوه وأن
يتركوه يواجه محورا للشر
تتكاتف فيه مع بشار الأسد دول
وملل من روسيا إلى طهران
وتوابعهما في العراق ولبنان ... يرحل
عنان بأدائه غير المأسوف عليه
وتبقى بعثته بدورها غير المرحب
به
. وأقل ما ينتظر من المجتمع
الدولي أن يعلن العجز ليتحمل كل
الذين يراوغون حيال دماء
السوريين ومعاناتهم مسئولياتهم
الإنسانية والسياسية على
السواء . وإذا
كان للضمير العالمي أن يتطهر من
الإثم الذي ألحقه به كوفي عنان
فما عليه إلا أن يقدم بديلا
لمبادرة الغفلة هذه . أن يقدم
مبادرة عملية لا يبدو أنها
ممكنة ، في ظل الشد الدولي
الحاضر ، في مجلس الأمن . السؤال
التلقائي ولماذا تأسست منظومة
أصدقاء الشعب السوري إذا ؟!
الشعب السوري لا ينتظر إشفاقا
ولا تصفيقا . لندن : 15 رمضان 1433 3 / 8 / 2012 ____________ *مدير
مركز الشرق العربي للاتصال بمدير المركز 00447792232826
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |