ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
في
تقدير الموقف إرث
حسن البنا إذ تهدده انتصارات
الربيع العربي زهير
سالم* استطاع
الرجل الصالح حسن البنا أن يؤسس
للمسلمين منذ الربع الأول من
القرن العشرين الجماعة التي رأى
فيها الكثيرون إحدى تجليات
الإسلام العظيم في الرد على وأد
كمال أتاتورك لدولة الخلافة
الإسلامية لأول مرة في تاريخ
المسلمين . تأسست
جماعة الإخوان المسلمين في مصر
وأسس الرجل الصالح فأحسن
التأسيس وبنى البنا رحمه الله
فأحسن البناء . وبسطت الشجرة
المباركة ظلها فكانت كالكلمة
الطيبة أصلها ثابت وفرعها في
السماء . ومن مصر انتشرت – كما
تعودنا أن نقول - الدعوة
والمشروع فانتقلت من مصر إلى
الشام وإلى العراق واليمن وكل
بلاد العرب والمسلمين . قبل
السبعينات من القرن العشرين
كانت وحدة الجماعة أمرا واقعا
يعيشه كل فرد من أفرادها . ولم
يكن هناك هيئة أو إطارا يطلق
عليه التنظيم الدولي أو التنظيم
العالمي كان الشعور بالحالة
القطرية منتفيا بكل أبعاده ،
وعندما تعرض الأخوة في مصر إلى
المحنة على يد جمال عبد الناصر
لم يسألهم أحد من إخوانهم في
البلاد العربية على ما أصابهم (
برهانا ) بل هبوا جميعا للانتصار
لهم والوقوف إلى جانبهم . كانت
المظاهرات في الشام في الرابعة
والخمسين تملأ الساحات
والميادين ، كما كان الحزن يخيم
يوم إعدام سيد قطب رحمه الله على
كل بيت من بيوت الشام . نذكر هذا
للذين لم يروا حتى الآن أن دماء
خمسة وعشرين ألف شهيد سوري
وأعراض آلاف الحرائر من
السوريات تستحق مظاهرة استنكار
تكافئ حجم الجريمة.............................!!!! وسبق
إطلالة الربيع العربي بدأ
الإخوان المسلمون في الأقطار
المتعددة يشعرون بالثنائيات
تفرض نفسها في صور مصالح أو رؤى
قطرية تجلببت منذ البداية
بجلباب الدفاع عن المقاومة
والتصدي للمشروع الذي أسماه
البعض المشروع ( الصهيو-
الأمريكي ) على حساب كرامة
الإنسان وحريته التي هي الأساس
الأول لدعوة الإسلام ودعوة
الإخوان . كان أبناء
الجماعة المتضررون من هذه
المواقف يُغضون على كثير من
الأذى في المواقف والسياسات
والتصريحات والعلاقات . ... وإذا
كان الإنسان الفرد في فقه
الإسلام أعظم شأنا عند الله من
الكعبة ؛ فإن هذا الفقه غاب
طويلا عن كثير من القيادات
الإسلامية التي لو سلكت سبيل
الرشد لكان لها مواقف أخرى مما
جرى على المسلمين في العراق وفي
الشام كل الشام المحتل المنتهك
. كان على تلك القيادات أن تقر
أولا أن الشام من جنوبه إلى
شماله محتل ، وأن المحتل في شمال
الشام هو أشرس وأقسى من المحتل
في جنوبه . وندعو كل العقلاء
للمقارنة بين ما جرى في جنوب
الشام وما يجري اليوم في شماله .
محذرين بأنه ليس من فقه الإسلام
التمييز بين المجرمين على أساس
هويتهم . ((وَلاَ تَكُن
لِّلْخَائِنِينَ خَصِيمًا)) ولأمر
ما بدأ أبناء الحركة الإسلامية
يسمعون من بعض قيادات الأقطار
رغاء لم يألفوه ، فطالما سمع
المسلمون في الشام من إخوانهم
فيما يسمونه التنظيم العام على
مدى عقدين إدانة للضحايا
الأبرياء ودفاعا عن الجزار
والجلاد ، ومن لم يدن الضحايا
اكتفى بالصمت على الجريمة ، صمت
يشمل أصحابه بقوله ( وليس وراء
ذلك من الإيمان حبة خردل ..) واليوم
وفي إطار الربيع العربي ، يتعزز
أكثر الموقف القطري . وتستجد
لبعض الجماعات القطرية مصالح ،
ويفرض موقع السلطة على بعضها
التزامات ، ويُلبس بعضها هذا
الموقع – ثالثا – ثيابا من
الزهو والكبرياء ؛ فينظر قادتها
إلى إخوانهم المتخبطين في
محنتهم أو في دمائهم نظرة إشفاق
أو نظرة ضيق وتضجر أو استعلاء .
وأحيانا يرى بعضهم في نسج
شراكات مع دول ذات قدرة ومكانة
أنفع لمشروعهم القطري من الوفاء
لإخوانهم المستضعفين في هذا
القطر أو ذاك . وسيجدون ألف مفسر
ومفتن يعفيهم من مدلول قوله
تعالى ((وَلا تَعْدُ عَيْنَاكَ
عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ
الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلا
تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا
قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا
وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ
أَمْرُهُ فُرُطًا..)) . وحتى
لا يقع كلامنا في فراغ فقد حكى
بعضهم أن قيادته القطرية طلبت
موعدا من قيادة التنظيم العام
منذ حقق نصره الكبير ليمثل
أمامها وفد مهمته تقديم التهنئة
وتأكيد الولاء ؛ فلم يجد على
الزمن الممتد من يعبأ به أو من
يجيب رجاه .. !!!!!!!!!!!!!!!!!!! الحقُ
والحقَ أقول فإن الإمام البنا
لم يبدأ مشروعه الدعوي من الصفر.
كان مشروع الدعوة يتبلور في
مرحلة المخاض على يد جمال الدين
( الأفغاني ) ومحمد عبدة ( المصري
) ورشيد رضا ( الشامي ) . وكان رواد
الإصلاح من علماء الإسلام في
الشام وفي مقدمتهم عبد الرحمن
الكواكبي يحملون نواة مشروع
إسلامي إن لم يكن في نضج ووضوح
ما طرحه الإمام البنا فهو طرح
التمهيد للمشروع الذي جاء به . وإذا
كان من الحق أن نعطي الإمام
الشهيد مكانة الرائد فإن من
الحق أيضا أن نؤكد أن الدكتور
السباعي لم يحمل من مصر أكثر من
العنوان الجامع
. وما
ينبني على هذه الحقيقة اليوم
أنه عندما تتفرق بأجيال الدعوة
في أقطارها السبل ، وتستجد لهم
من المصالح الذاتية ما يجعل
بعضهم ينأى عن بعض ؛ فليس من حق
أي جيل من أجيال الدعوة في أي
قطر أن يعتبر أن تنظيمات العمل
الإسلامي في بقية الأقطار
أوراقا احتياطية يضعها في جيبه
الخلفي ، كما ان على بقية أبناء
الحركة في الأقطار أن يفارقوا
التبعية الشعورية التي تلازمهم
، أو يحاصرون فيها أنفسهم
باعتقادهم أن الولاء لما
اعتبروه – خطأً - الحركة الأم
على عجرها وبجرها فريضة شرعية
لا محيص لهم عنها . على
صعيد حالتنا فقد كان في الشام
دعوة ودعاة قبل أن نقتبس ما
اقتبسناه فيما نقر به تجملا ،
وسيبقى في الشام دعوة ودعاة حين
ننأى بأنفسنا عمن يرى مصلحته في
النأي عنا . أو عمن يرى في شأنه
الخاص – ولو لعبة كرة - ما يشغله
عن مصابنا
. ليس
أخي من يضع يده في يد من يذبح
ولدي أو ينتهك عرضي تحت أي عنوان
جمّل ذلك وبأي تفسير أو تبرير
برره. وهذه الحقيقة ليست موضع
مراجعة أو جدل أو مراء ... نعرف
لكل ذي فضل من التنظيمات
الإسلامية ومن غيرها فضله . ولا
يجوز أن يضيع الحديث عمن نكص فضل
من وفّى . ولا تضيع عند أبناء
الشام صنائع المعروف
. الأخوّة
التزام وموقف وليست عنوانا
يتجمل به المتجملون
. لندن
: 26 / 8 / 2012م ____________ *مدير
مركز الشرق العربي للاتصال بمدير المركز 00447792232826
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |