ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
في
تقدير الموقف مسلمون
لا إسلاميون ... ملة
أبينا إبراهيم حنيفا هو سمانا
المسلمين احذروا
مظلات العزل وحفر الرجم زهير
سالم* مسلمون
... والرب واحد ، والكتاب واحد ،
والرسول واحد ، والقبلة واحدة ،
والأمة واحدة ، والموقف فسيح
فعرفة تضم الأشتات من كل فج عميق
. مسلمون
...ونحن من هذه الأمة ومن سواد
ناسها كموجة في بحر هاجها الشوق
فارتفعت ولم تنفصل ، ومهما بعد
بها المدى فحدها شاطئ أمة لا
تتعداه ، منها خرجت وإليها تعود
.. مسلمون
والإسلام مظلة سابغة جامعة تظلل
كل من أمسك منها بطرف. وبساط
الملة محمدي مديد يتسع لكل من
أوى إليه. مسلمون والقوم لا يشقى
لهم جليس ، ولا بهم خليط ؛ فيهم
السابق ومنهم المقتصد والظالم
لنفسه ، يعان على نفسه ولا يعان
عليه . ومن أحب أن ينأى عن المظلة
والبساط فليبحث لنفسه عن اسم أو
راية أو عنوان . كنا
يوما نسير في مدينة حلب مع شيخنا
الشيخ عبد الفتاح أبوغدة رحمه
الله تعالى وأحسن نزله – كان
ذلك في مطلع الستينات وكان
الشيخ رحمه الله تعالى يومها
يحمل همّ مشروع لتوحيد علماء
المدينة في موقف واحد لمواجهة
مخططات البعث – فسأله أحدنا من
هي جماعة المسلمين ؟ وكانت قد
انتشرت أفكار المفاصلة بين
الجماعة المسلمة والمجتمع
الجاهلي . نظر الشيخ رحمه الله
حوله فرأى دكاكين النجارين
والحدادين وكان يحرص على السلام
على كل من يمر به منهم ، فقال
مشيرا بيده : جماعة المسلمين هذا
وهذا وهذا وأشار إلى أصحاب
الدكاكين من حوله .. أسوق
هذه الواقعة كعنوان لفقه سياسي
يرفض كل أشكال الانفصال عن
المجتمع ، أو التميز عن سواده
العام ، أو عزل الدعاة إلى
الإسلام عن أمتهم أو عن مجتمعهم
بأي نية حدث ذلك أو تحت أي عنوان
كان . وأعود
إلى مذكرات الدعوة والداعية
للإمام الشهيد حسن البنا رحمه
الله تعالى لأشير إلى حرص كان
حاضرا في ذهنه رحمه الله عند
اختيار اسم الجماعة على البقاء
تحت المظلة العامة السابغة
للأمة ( الإخوان المسلمون ) لا
تنازل عن شرف التسمية ، ولا
استبدال للذي هو أدنى بالذي هو
خير . (
مسلمون ) ونتمسك بالإسلام
عنوانا وهوية ومظلة تظللنا كما
تظلل كل مسلم من أبناء مجتمعنا ،
وتمتد بنا إلى أبناء أمة أكد لنا
قرآننا أننا وإياهم أمة واحدة ((
إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ
أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا
رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ )) . والإسلام
الدين والمنهج عنوان جامع وهوية
ذاتية لا تتناقض مع ما عداها من
عناوين قومية أو وطنية إلا في
أذهان الحرجين الضيقين الذين لا
تتسع عقولهم أو نفوسهم لحقائق
الوجود الإنساني بتجلياته
وآفاقه المتعددة
. لقد
شهدت منطقتنا منذ قرن الاستعمار
الغربي أشكالا من عمليات
التفكيك وإعادة التركيب
واختراع المظلات والهويات
لإعادة الفرز والدمج والرفع
والخفض على أسس وبطرائق لا تخفى
عن المبصرين. ولم يكن الذي جرى
من تفكيك وإعادة تركيب ؛ لمصلحة
إنسان هذه المنطقة في صيرورته
العامة أو أفقه البعيد. لقد قادت
تلك العمليات المعقدة
مجتمعاتنا من حالة الالتحام تحت
المظلة الأوسع إلى مزالق
التفتيت والتهميش والإقصاء . ويعتقد
الذين يقومون على مشروع صناعة
المظلات المريب أنك إذا أردت أن
تسوّق منتجا ثقافيا أو سياسيا
فسمه اسما براقا جميلا واستعن
لترويجه بخبراء الدعاية
والإعلان من ساسة ومثقفين
وشعراء و أدباء وفنانين ومصورين
، وإذا أردت أن تشوه حقيقة
وتغالط أصحابها عنها فسمها بغير
اسمها ثم سلط عليها خبراء
التشويه
. لقد
عشنا عقودا يرمز فيها إلى
المسلمين : بالرجعيين
والمتخلفين والجموديين
والماضوين والغيبيين ، ولعقائد
الإسلام بالخرافات والأساطير ،
ولقيمه وأخلاقه بالعادات
البالية والتقاليد الجامدة .. وما
يزال المسلمون حتى هذه الأيام
كلما خرجوا من غمرة يجدون
أنفسهم أمام أخرى في جهد جدلي
لعدو لا يكل ولا يمل عن اصطناع
اللافتات التي يحارب الإسلام
ودعاته ومشروعه من ورائها .. واليوم
وحين يستعيد الإنسان المسلم
وعيه بذاته ، ووعيه بدينه ، في
تجلياته الفسيحة وبدرجات
التزامه الرحبة وأنه ( لا يخرج
مسلم من الإسلام إلا بنقض ما
أدخله فيه ) ، وينكشف غبار
المعركة مع ما أسموه الرجعيين
والجموديين والمتخلفين
والعادات والتقاليد عن هزيمة
نكراء واضحة وفادحة لأحد
أطرافها ؛ يجد المسلمون أنفسهم
أمام مصطلحات جديدة تريد تفتيت
مجتمع المسلمين وأن تجعل القرآن
عضين . يجد
المسلمون أنفسهم اليوم أمام
إسلامَين. إسلام سياسي وإسلام
غير ذلك . والمسلمون الأمة
الواحدة فرقا ومزقا مسلمين
وإسلاميين وأصوليين وأحيانا
متشددين وإرهابيين . نؤمن
بالإسلام الدين الواحد الذي جاء
به محمد رسول الله من رب
العالمين . إسلام واحد بأركانه
وشرائعه وحقائقه . وقد تمثل دعاة
الإسلام في تاريخهم الطويل مع
مجتمعاتهم حقيقة قوله تعالى ((
وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ
يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ
وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ
وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ
وَأُولَئِكَ هُمُ
الْمُفْلِحُونَ )) . وكان من
الطبيعي أن تشتق هذه ( الأمة –
الجماعة ) في كل عصر من العصور
لبوسها من طبيعة العصر ومن حاجة
المجتمع ومن واقعه . ولم
يكن الأئمة أبو حنيفة ومالك
والشافعي وأحمد وزيد بن علي
وجعفر الصادق وأبو يوسف
والأشعري والماتريدي والغزالي
والجويني وعبد القادر الكيلاني
والعز بن عبد السلام وابن تيمية
إلا أئمة في دين هم من سواد
أتباعه منهم يخرجون وإليهم
يفيئون وعنه وعنهم يدافعون
وينافحون . من سواد مجتمعاتهم
خرجوا وإليه كانوا يأرزون . وحين
يسمي البعض اليوم حملة مشروع
الإسلام والقائمين على أمره (
عقيدة وشريعة ومنهج حياة ) بأي
اسم غير اسمهم الأول والحقيقي (
المسلمون ) فيجب أن نتنبه أن هذه
التسميات هي تسميات ( عزل ) و (
تقليل ) و ( إفراد ) و ( تفتيت) فلا
يجوز لمسلم مبصر أن يذهب مع
المريبين حيث يريدون .. وحين
ينسب البعض اليوم مشروع الإسلام
العظيم برحابته وسماحته وآفاقه
إلى حزب أو فئة أو مجموعة أو
تيار أو أشخاص فإنه يمهد بذلك
للنيل من هؤلاء الذين ينسب
إليهم أنهم يزعمون أنهم وحدهم
أصحاب هذا المشروع . إن مشروع
الإسلام هو مشروع كل المسلمين ،
ونصرته حق في أعناقهم جميعا ؛
وإن تفاوتت حظوظهم في الفهم أو
الولاء أو الالتزام أو في
النصرة . المشروع الإسلامي
العام ليس مشروعا حزبيا . والإسلام
ليس إرثا شخصيا أو فئويا هذا ما
يجب أن نتجنبه ونجنبه دين الله
تعالى في كل المواقف .. في
عصر صراع الهويات وتجاذب أصحاب
المصالح والعلاقات وبعد عصر من
طروحات المفاصلة والتميز
والاستعلاء وأحيانا ادعاءات
الوصاية والقوامة على الإسلام
آن الأوان لحملة المشروع
الإسلامي ليعودوا إلى البيت
بتواضع وخفض جناح ؛ ليس فقط لأن
حضن المجتمع هو الرحم الأدفء
الذي خرجوا منه بل لأن الذين
يحاولون اليوم تمييزهم بالاسم
أو بالوصف أو بالدور إنما
يريدون عزلهم على منصة أو رجمهم
في حفرة ... الثورات
الوطنية المجتمعية اليوم
تستقطبنا جميعا للانصهار تحت
العناوين الجامعة . سيكون من
الأسهل على المجتمع المدني
الموحد الذي نسعى إليه في ظل
ثورتنا الوطنية أن تصهر الوحدات
الكبرى التي تعايشت معا على
مدار التاريخ . ولا نريد عنوانا
إضافيا للتفتيت ولو كان تحت
عنوان ( الإسلاميين ) وحسبنا
تسمية أبينا إبراهيم ((مِّلَّةَ
أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ
سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ)). لندن : 11 / 9 / 2012م ____________ *مدير
مركز الشرق العربي للاتصال بمدير المركز 00447792232826 ملاحظة
: ما يكتبه مدير مركز الشرق
العربي يعبر عن رأي المركز فقط
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |