ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
في
تقدير الموقف الرهائن
... ........،
......... ، .......... ، و أنا وأنت زهير
سالم* كانت نواة هذا المقال تعليقا
على ما جرى ويجري في ليبية و مصر
وتونس احتجاجا على الفيلم
السخيف .وتجسدت الرهينة ابتداء
في قيادات الربيع العربي التي
وجدت نفسها أسيرة واقع لم تستطع
أن تجد منه مخرجا . وبعد مقاربة
الموضوع بشكل أكبر تبين أن
تجسدات ( الرهينة ) أكثر من أن
يحاط بها ، وأن الكثير ممن يتحرك
حولي وحولك هم رهائن لحالة تملكهم
ولا يملكونها ، وأنني وإياك
قد نكون بعضا من هؤلاء. راهن
ومرهون ومرتهن . ( يملكوننا
ولا نملكهم ) استعارة
تاريخية من سيدنا علي ابن أبي
طالب رضي الله عنه يعبر عن حاله
يوم الفتنة الكبرى . ويوم وجد
نفسه محمولا على الموج إلى بيعة
لم يكن يتطلع إليها ، ولم يجد
لنفسه سعة في التخلي عنها . هل
ترانا نعيش اليوم ذلك الواقع
بطرائق مختلفة ؟! هل نحن أسرى
واقع يملكنا ولا نملكه . أو ركاب
قارب على ظهر الموج بلا شراع ولا
مجداف ولا ربان . لا أحد من المسلمين يستطيع أن
ينافس أخاه في حب رسول الله
والغيرة عليه صلى الله عليه
وسلم وبأبي هو وأمي . ولكن ما
يجري في دول الربيع العربي من
ردود فعل غير رشيدة يجعلك تنظر
إلى قيادات هذه الدول وكأنها
رهائن في أيدي قوى لا تسيطر
عليها ، وتتحمل مسئولية أفعالها
. نصبح اليوم بعد أن بتنا منذ
ثلاثة أيام على قتل وحرق في
القنصلية الأمريكية في بنغازي
بطريقة لا يقرها شرع ولا عقل ولا
خلق ؛ نصبح اليوم على أخبار دهس
في السودان وقتل في مصر وفي تونس
وفي اليمن ، سبعة شهداء – أراني
أقولها شهداء -
ومئات الإصابات من أبناء
الوطن الواحد . فلماذا يفترض
هؤلاء الغاضبون أن الشرطي الذي
يرجمونه بالحجارة وبغيرها هو
أقل حبا لرسول الله وأقل غضبا من
العدوان عليه . لا أريد أن أوجه الموقف في أي
اتجاه ، فأنا غاضب مع الغاضبين ،
ورافض مع الرافضين ، ولكن كما
أرفض ذلك الفيلم المسيء أرفض أن
يُقتل أي إنسان في جريمة لا يد
له فيه ، ولم يكن من جناتها ،
وأرفض الكراهية على الهوية
والغضب باتجاه بوصلة أثبتت انها
لم تكن دائما ممغنطة بطريقة
سليمة . وأرفض أيضا أن يقتل
هؤلاء المواطنون الأبرياء من
أبناء السودان ومصر وتونس .
وأرفض أن ُنساق جميعا وراء حالة
من الفوضى لا يضبطها ضابط ، ولا
يتحكم باتجاهها حكيم . وأشعر أن
القوى التي ارتفعت على موج
الثورة عندما كان موجها ضد
المستبدين ؛ أصبحت الآن رهينة
هذه القوى التي رفعتها نفسها ،
فمن يضبط من ؟ ومن يقود من ؟ ومن
يفكر ويقدر لمن ؟ هل تحولت
قيادات الربيع العربي إلى (
رهينة ) لواقع يملكها ولا تملكه
، وتجد نفسها مضطرة ( لممارسة
القتل ) للسيطرة عليه ؟! وأعود إلى الواقع السوري ويبدو
أنه لن يكون من السهل تسمية
الحقائق بأسمائها ، وتسمية
الحقائق بأسمائها أول الحكمة
كما تقول بعض الشعوب وهو الدليل
الأول على حالة الارتهان التي
نعيش . وربما يجب الاحتراز أكثر
ونحن نتحدث عن رهائن وعن ارتهان
فهذا الحديث لا يتعلق
بالارتهان إلى قوى خارجية أو
داخلية ؛ وإنما يتعلق
بالارتهان إلى واقع معقد
ومتشابك لا يسع كل من يقاربه أن
يصفه بالصراحة والجرأة التي
يستحق . ولا يسع من يقاربه إلا أن
يغرق فيه . من أين نبدأ ؟ وأين ننتهي ؟
والكل يحاول أن يتماهى مع
الواقع رضي أو لم يرض به . وتبرير
الواقع ، وإعادة تفسيره ،
وترقيعه ، والهروب منه ؛ كل ذلك
تعبير عن حالة من الارتهان لا
تجرؤ على مواجهة هذا الواقع ولو
( بلا ) دبلوماسية لطيفة
.لا أحد من الرهائن في
مراتبهم ودوائرهم المختلفة
يملك القدرة على قرار ، أو على
تحمل مسئوليته .. وهكذا تتسع دائرة الارتهان
وتمتد ، وبعيدا عن الاتهام بسوء
النية ، نجد أن العقل الفردي
والجماعي ، والعقل السياسي
والاجتماعي وأحيانا العقل
الشرعي أصبح رهينة لا يقدر على
التفكير ولا يمتلك حرية التعبير . دوامات الارتهان هذه التي لا
يكاد يفلت منها أحد ، كما لا
يكاد يسيطر عليها أحد تجعل
الكثير من القوى التي لا تقبل أن
تضع قدمها في موطئ زلق تتردد
كثيرا في المراهنة على رهائن
سيعتذرون – وإن حسنت نياتهم
وحاولوا أن يفوا بوعودهم
- أنهم لا يملكون من أمر الذي
يجري حولهم شيئا . لندن
: 15 / 9 / 2012م ____________ *مدير
مركز الشرق العربي للاتصال بمدير المركز 00447792232826 ملاحظة
: ما يكتبه مدير مركز الشرق
العربي يعبر عن رأي المركز فقط
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |