ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الخميس 11/10/2012


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مواقف

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة

 

في تقدير الموقف

أربع مليارات دولار سلاح روسي إلى العراق

سر الصفقة الذي يتجاهلون ..

زهير سالم*

 

وهكذا طار المالكي إلى موسكو ليشتري بأربع مليارات دولار سلاحا روسيا ، لم تحدد نوعيته بعدُ ، قيل : سلاح خفيف وقيل سلاح متوسط ، وقيل فاتورة مفتوحة حسب احتياجات عصابات بشار الأسد .

 

لم يُعهد أن تكون ترسانات أسلحة الدول كخزنات ثياب النساء ، تشتمل على كل ما يروق لذوق المرأة من نوع أو جنس أو لون . ولا أحد يقدر أن الجيش العراقي الذي أعيد تأسيسه على أيدي الأمريكيين ، ولم يكتمل تدريب ضباطه ، بله أفراده ، بعد على السلاح الأمريكي ؛ أصبح مترفا إلى الحد الذي يجعله بحاجة إلى هذا التنوع الغريب من التسليح . نذكر أن العراق ما زال خاضعا للبند السابع من ميثاق مجلس الأمن الدولي .

 

مسارعة المالكي إلى زيارة موسكو للتشاور حول الوضع في سورية رسالة واضحة لأكثر من جهة . وصفقة السلاح هي جزء من هذه المشاورات . تدعم ما يتم الاتفاق عليه في مشروع دعم بشار ، قبل سقوطه وربما بعده أيضا. ربما السؤال الذي يبقى مفتوحا لماذا يدورون حول رءوسهم ليصلوا إلى آذانهم ؟ ! لماذا والحقيقة ن روسية ما تزال قادرة على شحن ما تريد من سلاح إلى سورية ؟ وهي تقول بصراحة أن هناك صفقات قديمة يتم تنفيذها ، وأنها تتعامل مع بشار الأسد بوصفه ممثلا شرعيا للدولة السورية .

 

نستطيع بكل بساطة أن نقرأ العملية الالتفافية بطريقة أكثر بساطة وأكثر مباشرة . بتدوير الرسم قليلا نستطيع أن نرى في الخط الملتوي خطا مستقيما يجيب من أقرب الطرق على السؤال : لماذا ؟

 

الروس يريدون مساعدة بشار الأسد ، لأسباب كثيرة منها ؛ أنهم مغرمون بلون عينيه أولا . وهم يحبون الوفاء لعهدهم مع أبيه ثانيا . وهم متخوفون على مصالحهم في سورية لو حكمها أبناؤها الحقيقيون ثالثا . وهم خائفون أن تعود ارتدادات الربيع الثوري إلى مستعمراتهم المسلمة المفككة المنذرة والمتوعدة في الشيشان وغرزوني وتركمانستان رابعا. وهم متعاطفون مع نفوذ حلفائهم الشيعة في إيران ورافضون أن تحكم سورية من قبل السُّنة ( حسب تعبير لافروف ) خامسا ، وهم قلقون على مصير المسيحيين في سورية و(الأرثوذكس ) منهم بشكل خاص ، حسب تكرار سيء الذكر نفسه سادسا .

 

ورغم كل هذه الذرائع التي ينثرها بوتين ولافروف وبوغدانوف عن ظهر قلب في المحافل الدولية وبدون حياء ؛ فإن الاتحاد الروسي عندما يجد الجد ليس جمعية خيرية . والمافيا الروسية لا تؤمن بأحقية الصدقة على المحتاجين . وهي ليس على درجة من الحماقة بحيث تسجل فاتورة سلاح بأربع مليارات دولار ظاهرة – والمخفي أعظم - لنظام لا تدري ما هو غده .

 

خلاصة الموقف : أن الأسد بحاجة إلى السلاح واالروس بحاجة إلى المال . وهذه واحدة .

 

والثانية أن خمنئي لم يعد قادرا على إمداد – تابعه ماتي أكثر – في ظل أزمته المالية بعد استنزاف تجاوز أكثر من عشرة مليارات دولار . الأمر الذي جعل البازار الإيراني يثور في أصعب حصار دولي يمر بشعب إيران . من هذه الحقيقة يبرز دور المالكي ذي الصاحبين – حسب تعبير أبي نواس –.

 

 والمالكي بدوره بحاجة ماسة إلى بركة الولي الفقيه ليستديم ملكا ما يظنه يدوم لو نزعت هذه البركة عنه ، فاجتمعت عليه مع العرب والكرد أصوات مقتدى وأصوات المجلس الأعلى وسيده الحكيم . المالكي بحاجة إلى شراء هذه البركة . وهو يملك المال ، ولكنه لا يملك القدرة على تحويله جهارا إلى خزائن بشار . ..

 

 من هنا جاء الاقتراح العملي الذي نراه : المالكي ينفذ أمر شراء لحساب بشار ، يشتري ويدفع في موسكو. وتخزن الأسلحة التي لا يحتاجها العراق في مستودعات المالكي حتى يتم إعادة تصديرها في ساعة من ليل أو نهار . مع الأخذ بالاعتبار أن حفظ هذه الأسلحة في هذه المستودعات سيكون أكثر أمنا وأضمن لمستقبل العلاقات .

 

فأي مشروع يفكر فيه أولئك الذين يريدون أن يجعلوا من العراق حديقة خلفية لحماية مشروعهم في سورية ؟! وكم هو الزمن الذي ستمكث فيه هذه الأسلحة في مستودعاتها التبادلية على أرض العراق ؟ وهل سيتم شحنها إلى مستودعاتها الحقيقية على الشاطئ السوري ؟ أو ربما مباشرة إلى أيدي المقاومين لمشروع النواصب من أعداء أهل البيت على أرض الشام ؟! يقول أحدهم سنثأر بها ( للطفل الرضيع المرميّ الصريع ) من أعناق أطفال الأعداء . نادى عليهم ليل الحولة البهيم تعالوا إلى هنا لتشفوا نهمة النفوس . وكان بعد الحولة ومازال يكون جولات لحولات .

 

صفقة السلاح الروسي التي يعقدها المالكي في موسكو اليوم ليست ( رقية عقرب ) يعجز عن فك لغزها السياسيون . ولكن تجاهل الحقيقة هو نوع من الهروب من تحمل مسئولياتها . وهذا ما يفعله اليوم على ساحتنا ليس فقط البعيد والقريب بل والأقرب أيضا . هذا هو سر الصفقة الذي يتجاهل المتقاعسون .

 

 بان كيمون قلق على لبنان .. الناطقة باسم البيت الأبيض تقول اشتروا من روسية بأربعة مليارات اشتروا من عندنا ببضعة عشر مليار – من يصدق أن الأمريكيين أغبياء !!- وزير خارجية دولة عربية شقيق مشغول عن هذا بالتشكيك في وطنية بني أبيه . قال : يا ليت قومي يعلمون .

 

لندن : 24 / ذو القعدة 1433

10 / 10 / 2012

 

____________

*مدير مركز الشرق العربي  

  للاتصال بمدير المركز

00447792232826

zuhair@asharqalarabi.org.uk

              

 

ملاحظة : ما يكتبه مدير مركز الشرق العربي يعبر عن رأي المركز فقط


 


 

 

أعلى الصفحةالسابق

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ